حوارات

الشاعرة: خلود الفلاح/ العالم مازال يؤمن بالكلمات

حوار مع الشاعرة: خلود الفلاح

العالم مازال يؤمن بالكلمات

الصحافة الثقافية في ليبيا تشق طريقها نحو آفاق أفضل

هناك نشاز واعتقد أن الوقت كفيلٌ به

حاورها: عبدالله المتقي

الشاعرة: خلود الفلاح

خلود الفلاح.. شاعرة لها أصبع صينية، تكتب هنا في القصيدة، وتكتب هنا أيضا في الصحافة، كما لو أنها لا تؤمن باستراحة المحارب، هي شاعرة تبتهج للصحافية، وصحافية تتعاطف مع الشاعرة، تنتمي عن جدارة للحساسية الشعرية الجديدة بالقطر الليبي، على هامش مولودها الجديد، عفوا (بهجات المارقة)، حول بدايات التورط في القصيدة، حول طقوس لعبة الكتابة، وغيرها من ملامسات لقصيدة هذه الشاعرة الصامتة والدءوبة، كان لنا هذا الحوار.

– ما الذي يعنيه كونك شاعرة في عالم من دبابات وعبوات ناسفة؟

هذا يعني أن العالم مازال يؤمن بالكلمات، بفعل الكلمات. هذا يعني أن الموت يواجه بالحياة وان مقابل الرصاصة هناك كلمة وإن مقابل كل لغم هناك زهرة تزرع.

– لو نرجع للبدايات. متى أصابتك لعنة القصيدة الجميلة؟

البداية كانت مع الدهشة الأولى، الدهشة جراء الوقوف وجهاً لوجه مع الحروف، مع الكلمات، مع ما يمكن أن تفعله الكلمات. البداية كانت من الصمت أمام السؤال، كيف يمكن للكلمات أن توصل بين الإنسان والله، بين الإنسان والإنسان، بين الإنسان وعالم الأشياء. البداية كانت مع الإصغاء الأول لما تقوله الأشياء مع الشعور الأول بالوجود في هذا الاتصال
العظيم عبر الحروف.

– خلود الفلاح الشاعرة والصحفية. أين تجدين نفسك؟

ربما أنظر إلى الشاعرة بعين مجردة وأنا صحفية أتعاطف مع الشاعرة أحيانا واطرح عليها الكثير من الأسئلة في أحيان أخرى وفي حالة الشاعرة ابتهج بما تقوله الصحفية وربما أثرثر معها قليلاً عن ما يدور خارج القصيدة.

– ما الذي نجده لديك من طقوس وأنت تبنين قصيدتك؟

ربما ليس لدي طقوس أثناء بناء القصيدة لكن هناك طقوس ما قبل الكتابة هي طقوس الانتظار وترتيب الأفكار وإعادة ترتيبها، الجلوس عند آخر الوحدة.

– كيف تتصرفين إذا ما قدر لك اللقاء بالقصيدة وجها لوجه في حديقة عمومية؟

سأدعوها إلى احتساء فنجان قهوة على حساب القلق والتوتر. على حساب الخوف والانتظار. على حساب الفراغ والسكون وسأنتظر أن تهمس في أذني بكلمة قبل توديعها.

– تختارين البهجة عنوانا لديوان روح قصائده قلقة. هل هو لعب مع القارئ أم اصطياده ثم توريطه ايجابياً؟

إلا توجد بهجة في القلق أو إلا تكون هذه القصائد هي البهجات التي أخرج بها من القلق ربما يقف القارئ عند هذه المفارقة التي تتكلم عنها وربما أنا نفسي أعود إلى هذه القصائد وانظر إليها كنوافذ كل نافذة مفتوحة على مساحة من هذا القلق الذي ذكرته. أصدقك القول أنا لا أستطيع منع نفسي من الابتهاج كلما نظرت خارج
أحدى هذه النوافذ.

– تقطيعك جمل القصيدة. هل هو تساوق مع النبر أم إجراءات مرافقة لقول القصيدة؟

أعتقد أن التقطيع في حالة قصيدتي يحدث استناداً إلى المعنى، التقطيع هو حالة صمت بين الجملة والتي تليها. القارئ في حاجة إلى تلك المسافة من الصمت كي يتكلم.

– تحضر الطفولة في قصائدك بمهارة لاعبي السيرك بالمناسبة ما علاقة القصيدة بالطفولة؟

لا أدري إلى الآن متى يجب أن نكون أطفال ومتى يجب أن نكون ناضجين ربما الخط
الفاصل بين الطفولة والنضج رفيع عند بعض الناس. القصيدة لعب، لعب مع الكلمات بشكل طفولي لإنتاج معنى ناضج جداً.

– بهجات مارقة والنقد أية علاقة؟

العلاقة بين بهجات مارقة والنقد جيدة بل يمكن القول ممتازة وقد تم الاحتفاء
بهذا الديوان بشكل يرضيني خاصة وأن هذا الاحتفاء جاء من قبل نقاد لهم أسماء في
مجالهم.

– كصحفية نشطة ما هو تقييمك للصحافة الثقافية في ليبيا؟

الصحافة الثقافية في ليبيا تشق طريقها نحو آفاق أفضل وكل ما تحتاجه هو المزيد من التركيز على المادة الجادة والجيدة والجديدة.

– هل تؤمنين بقرب نهاية المثقف الورقي لصالح المثقف الرقمي؟

ليس هناك من نهاية ولكن هناك إمكانية للتعايش خاصة وأن المثقف الرقمي ما هو
إلا نتاج أو حصيلة كم من الأوراق. أعتقد أن الوقت مازال مبكراً للحديث عن نهاية المثقف الورقي.

– ما هو تقييمك للمشهد الشعري التسعيني في ليبيا؟

هناك أصوات في المشهد التسعيني الليبي قد تم تمييزها وقد حصلت على التقدير والاحترام من قبل الجميع وهناك نشاز واعتقد أن الوقت كفيل به ولكن بصورة عامة المشهد الشعري لدينا بحالة جيدة.

– ما المعاني التي ولدها في نفسك موت: محمد الماغوط / عبد السلام العجيلي؟

معنى التوقف الغياب الفراغ. إننا نفقد أسماء كبيرة لها تاريخ ولا ادري أيهما أكبر الفراغ الذي تركته هذه الأسماء في قلوبنا أم الذي تركته في مشهدنا الثقافي العربي.

مقالات ذات علاقة

نعيمة أقوية: الكتابة مثل كل لذة.. تبدأ بشغف وتنتهي بغصة

حنان كابو

مطاوع: الثورة أزالت القذافي وعرّت الشعب

المشرف العام

الناقد: أحمد الفيتوري/ الحديث عن نظرية نقد عربية

المشرف العام

اترك تعليق