حبٌ ورحيل
بصوتِ امرأةٍ تشبه القصيدة
أنا لستُ أنا حين ترحل…
تغادرني كأنني محطةٌ بلا وجهة،
كأنني استراحةُ مسافرٍ
نسيَ أن يُودّعني.
أحببتكَ كما تحبّ الأرضُ مطرها الأول،
بشوقٍ لا يُترجم…
وبصمتٍ لا يُحتمل.
كنتَ لي وطنًا لا يُرى،
وخيبةً لا تُنسى.
كنتَ تمضي…
ولا تلتفت،
وأنا كنتُ أُرتّقُ الفراغَ بيننا
بأحاديثٍ لم تَحدث،
ووعودٍ هشّةٍ
كغيمٍ فوق صحراء.
قلتَ لي: سأعود.
فارتديتُ الصبرَ زينةً،
ووضعتُ الانتظارَ على نافذتي
كزهرةٍ وحيدةٍ لا تذبل.
لكنكَ لم تعُد…
وباتَ الليلُ أكثر ضجيجًا
من غيابك.
هل هذا هو الحبّ؟
أن أفتّشَ عن ظلك
في المرآة؟
أن أكتب اسمك
على أطراف أصابعي
ثمّ أمسحه خوفًا من الوجع؟
علّمتني الرحيلَ
قبل أن أتعلم النسيان،
وتركتَ في قلبي
قصيدةً لم تكتمل…
فصرتُ أُنهيها كلّ ليلة،
بدمعة.