قصة

جنازة…

من أعمال التشكيلي.. معتوق البوراوي

1

… في المقبرة القديمة.. غير المسيّجة.. يُهيئون القبر.

2

النعش في ظل شجرة البلّوط الضخمة.. مُغطّى بجَرْد صُوف أبيض.

3

رأس الميّت على رُكبة امرأة تميد إلى الأمام وإلى الخلف.. تنشق بأنفها.. تَمسح دموعها في طرف شالها الأسود. 

4

أحدهم يبصق في كفّيه.. يَحمل الفأس.. يحفر.. قدماه حافيتان.. سرواله مرفوع حتّى رُكبتيه.

5

اثنان يزيلان التراب.. يُكوّمانه.. يسكبان عليه سطلاً من الماء.. يُهيئان عجينة الوحل.. يسترقان النظر إلى المرأة.. ويتبادلان النكات الداعرة بصوتٍ خفيض. 

6

آخرون يروحون ويجيئون.. يُفتّشون عن صخرةٍ عريضة تصلح لَحْداً.. يدوسون الأزهار المتفتِّحة للتوّ.. يسحقون النمل.. صدفات الحلازين تُطقطق تحت أحذيتهم. 

7

المرأة تختلس النظر من خلال دموعها إلى ساقَيّ حفّار القبور الحاسرتين.. وفي أعلى البَلّوطة التي تُظلِّل النعش عصفور يبنِي عُشّه.

***

(2008)

مقالات ذات علاقة

المطر الذي تنسفه الريح

رضوان أبوشويشة

الشّابي لبنغازيّ

محمد دربي

فأر المكتبة…

أحمد يوسف عقيلة

اترك تعليق