من أعمال التشكيلي يوسف معتوق
شعر

تقويم 

من أعمال التشكيلي يوسف معتوق

أضعت القصيدة
لأنك أخطأت الطريق
حين نسيت 
أن القصيدة قالت لك يوماً
لا تفتعل وأنت تقول
قل ببساطة
وابتعد عن الاستعارات المحنطة
وبهرجة التعابير المنمقة
تجاوز وصف البحتري
وحكمة المتنبي ، وتشاؤم المعري
وقل حالك
قل الحياة كما هي
تكلم عن عقب سيجارتك
حين تدسه أصابع القلق
في ثفل القهوة
عن الجندي المزهو
ببذلته المزركشة
يقطع خلوتك
وهو يدفن غضبه في مشط ذخيرة
عن صراخ العجلات
عند نهاية الشارع
فيما مراهقة تسترق النظر
من شرفة الطابق الثاني …
عن الأطفال يضرسون بحروب الكبار
ويتقيؤون اليقين الكاذب
على تخوم المقابر
العجائز المرتعشات
على وقع أخبار الذبح
عن البنت الجميلة
تدق نغماتها على
رصيف المعجبين
عن المدارس المقفلة
والظهور الخالية
من حقائب الصباح
عن الرغيف المصاب بالأنيميا المزمنة
وقسوة الليالي الخالية
من أنفاس الكهرباء
:

أخطأت التعامل مع القصيدة
القصيدة رقيقة
لا تمجد الموت
ولا تتغنى بالمقاتلين
تخرج معك صباحاً
تدلف إلى جوارك
تستمع معك لفيروز
أو ماجدة الرومي
تجتاح معك الدروب
تلقي التحية على العابرين
وتقف كما أنت عند مفارق الطرق
تعد لك مزاجك الصباحي
وتحتضن حزنك
:

قسوت على القصيدة
حين أدخلتها
خنادق الموت
وسربت إلى رئتيها روائح الجثث والبارود
وعكرت مزاجها
بهرطقة الساسة
ونشاز الكلمات المعزوفة على أزيز الشظايا
:

القصيدة هي أن تقول ببساطة مطلقة
خالية من التكلف والزخرفة
أنك تحب بلادك وتكره العنف
وتحزن كلما سقطت روح في هوة الموت …
وتأمل أن تأكل رغيفاً ساخناً
يعبق برائحة القمح
وأن تتناول مع زوجتك فنجان قهوة
في مقهى سياحي
وأن تزف أولادك إلى المدارس والجامعات
وأن تقفل ساحة الحرب !

مقالات ذات علاقة

بـلادي يـا كل كلـي

محمد المغبوب

صمـت اللـيل

خالد المغربي

أنا والحرب صديقتين

خلود الفلاح

اترك تعليق