يقولون إني افتقدتك
لكنني لم أزل أرضع الحلم من نخلة الجنوب ..
عراجينها الجيد و الناهدان الخصوبة ،
و الشفتان العذوبة ..
و الجيد يصعد بالبلح المنضج الآن نحوي
فلا تسألني عن النخلة الأنت أين تكون
فكل الثغور إذا صعدت ثمرها كنتِ فيها
فانىّ تكونين ليس مهماً ..
ففي خاطري يلتقي البحر و الأرض
والأعصر المشتهاة ،
و في خاطري يزهر الحلم قمحاً
وسيلاً من الفاعلين.
تبوح المحاريث بالسر في لحظة الفعل
تهمس للأرض كوني الخصوبة و الإنتشاء
واني أقولُ :
هو الخصب في الدم ..
يفلق في الصخر سنبلة للجياع ،
يبرعم ما بين دائرة العشق و الاجتياح اللجوج
فيزهر في القلب صوت الدماء :
هي الأرض و المرأة النخلة الفارهة
فلا تبخسوها الفداء …
يقولون يا عذبة الثغر
إن المزارات شطت ..
و إن اللقاء المنوّر بالفرح و الإنعتاق
استبدّت به النازلات العتية ،
ولكنني استقرئ البرق و الرعد من شفتيك التحية
وأرشف من نسمة الفجر قهوة الصبحِ
عطر الوعود الأكيدة …
يغمرني الفرح المستبد
فلا تسألني عن البرق و الرعد ..
كيف استباحا خفاياك لي ،
ففي خاطري يزهر البرق و الرعد و الدم
من أجل غمازتين …
هما النخلة الأنت ،
يا خصبة ..
يا بهية.
بنغازي 1975.11.15