من أعمال التشكيلي.. معتوق البوراوي
قصة

رحلتي داخل غرفة العمليات

من أعمال التشكيلي.. معتوق البوراوي
من أعمال التشكيلي.. معتوق البوراوي

تملكني الرعب ؛ حين دخلت غرفة العمليات .. كنت أخطو خطواتي بداخلها بقلب كاد من الخوف أن يقفز من بين أضلعي ..

مددت جسدي على سرير العمليات ، نظرت للضوء الصادر من سقف الغرفة ، ثم نظرت للطبيب المختص بالتخدير من على يساري تفحّص الجهاز المزروع بوريدي بعدها قام بإفراغ المخدر بداخله .

شعرت بسريان شيء بارد قد تغلغل في جسدي بأكمله ؛ فارتجفت أطرافي من شدة برودتها .

أخيراً لمحت طبيبي المختص والذي كنت أتردد عليه لمتابعة حالتي مسبقاً ، لمحته في اللحظة الأخيرة ، لم يجهض لي أملي الذي تأملته فيه ، أن أراه قبل أن أغدو في رحلة اللاشعور المؤقت .

سررت كثيراً وارتسمت الفرحة بعينيّ حينما اتجه إليّ ألقى على مسمعي كلمات توغلت في أعماقي وتبدل ماشعرت به من برد وخوف سكنني حين دخلت تلك الغرفة :

(( كيف حالكِ ؟! … وبما تشعرين ؟! ))

لم أعد أشعر بشيء بعدها أو أذكر شيئاً ، عمت في نوم عميق انعدم معه احساسي بالوجود حيث أخذ مفعول المخدر مجراه داخل جسدي ممتزجاً مع ملامح وجهه وما قاله من كلمات ..

بعد ساعتين أو أكثر انتهى مفعول المخدر وبدأت بإدراك ماحولي حين كنت استعيد الوعي ، فكان أول شيء أطلبه من شقيقتي وبإلحاح شديد أن ترسل في طلبه بعد تلك الرحلة التي فقدّت فيها حواسي الخمس ..

أي رحلة موتي المؤقت ولكن قلبي دافٍ وبــــــه نبض .

وبقيت في انتظاره مايقارب نصف الساعة أتى وقد كان قدومه كصرخة ولادة لكل حاسة من  حواسي .

سألني عن حالي مجدداً ووضع نفسيتي ، توجهت إليه بسؤالي متجاهلة سؤاله لم تأخرت ؟؟

أجابني وهو يضع يده على جهاز لشفط الدم من الجرح في عنقي ، كنت مطوقة به لحظتها ،  قد  وضعته بجانب يدي اليسرى ولم انتبه له ، فسحبه بالقرب من وسادتي مرفوعاً لأعلى وهو يحاكيني :

–      كنت مشغولاً بعملية للمريض الذى يليك ، نامي الآن ولا تجهدي نفسكِ … سأمركِ لاحقاً .

–      وأدار وجهه إلى الخلف وسارت خطواته باتجاه الباب

فأغمضت عينيّ ، ووضعت شقيقتي الغطاء على جسدي وأسدلت ستار الغرفة ، فعمت في نوم عميق مجدداً ولكن هذه المرة دون تخدير .

أغسطس 2008

مقالات ذات علاقة

نعم سيدي

عبدالرحمن جماعة

نـــانـــاتـــي

عزة المقهور

فيراندا

عزة المقهور

اترك تعليق