قراءات

كتاب في تاريخ ليبيا المعاصر

يوسف عبدالهادي الحبوش

كتاب ليبيا الحديثة، هو من الكتب المهمة في نظري، والذي يجب أن يطلع عليه كل البحاث والمهتمين بتاريخ ليبيا المعاصر، مؤلفه هو الأكاديمي الدكتور (مجيد خدوري)، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في كلية جونز هوبكنز للدراسات العالية، والذي شغل منصب عميد الجامعة الليبية سنة 1957، ثم زار ليبيا زيارتين متتاليتين سنة 1959 وسنة 1961.)

عن ليبيا المستقبل
عن ليبيا المستقبل

ترجم الكتاب شيخ المؤرخين العرب الدكتور (نقولا زيادة) أستاذ التاريخ العربي الحديث في الجامعة الأمريكية ببيروت، والذي عمل مساعدا لمدير معارف برقة سنة 1949.

وراجعه الدكتور (ناصر الدين الأسد) عميد كلية الآداب في الجامعة الأردنية، وعميد كلية الآداب في الجامعة الليبية من سنة (1958 إلى 1960). تأتي أهمية هذا الكتاب أنه أُلف من قبل شخص أكاديمي متخصص، مكث في ليبيا فترة من الزمن، كما زارها خصيصا مرة أخرى لغرض استكمال معلوماته لتأليف هذا الكتاب، وأيضا من أنه جُمع من شهادات الكثير من الشخصيات المهمة، فقد قابل المؤلف الملك إدريس، كما قابل كثير من قادة الجهاد الأحياء، والمناضلين، والمسؤولين من الوطنيين، أو الأجانب الذين كان لهم دور ما في مسيرة ليبيا واستقلالها، كعزيز المصري، وعبد الرحمن عزام، وأدريان بلت، وسليم خان ومحمد كامل سليم، وجوزيبي داودياشي، والوارد ذكرهم في الكتاب.

وأيضا فإن هامش الكتاب يزخر بالمعلومات المهمة التي تضاهي ما ورد في المتن، ويدل هذا الهامش على الكم الهائل من المقابلات والوثائق والمراجع التي أتيحت – لحسن الحظ – للمؤلف.

يتميز الكتاب بأن تأليفه جاء من شخص مُلم، ومن خارج الحلبة، كما سيشعر القارئ فيه بسعة أفق المؤلف، وحصافته في الاستنباط وانتقاء العبارات الموجزة والناجعة.

ولكن للأسف فان الكتاب ينتهي من ناحية السرد إلى سنة 1964، أي إلى السنة الأولى بعد الوحدة، وكم تمنينا أن تناول المؤلف تاريخ بضع سنوات بعد الوحدة وتدفق النفط، كما أن مؤلفه اعتمد على الطريقة القديمة في وضع الهوامش حسب الفصول في آخر الكتاب، مما يصعب على الباحث عملية الربط بين المتن والهامش، وهذه الطريقة محببة فقط عند الذين يفضلون الاسترسال في القراءة.

يحوي الكتاب ملاحق هامة مثل الوزارات الليبية وتعديلاتها، والدستور الليبي، ونص معاهدة الصداقة الليبية البريطانية، إضافة إلى الاتفاقية العسكرية والمالية، والاتفاقية العسكرية الليبية الأمريكية.

وحدثني أحد الأصدقاء من المهتمين بهذا الشأن أنه قابل ابنة المؤلف، وأنها أخبرته بأنها ما زالت تحتفظ بمسودة الكتاب، وهي تتجاوز الألف وثلاثماية صفحة، وأن والدها اختصره في 550 صفحة تجنبا للإطالة ومراعاة لظروف النشر والطباعة، ولا ندري هل مازالت تلك الابنة على قيد الحياة، وأين تكون تلك المسودة المذكورة والتي بالتأكيد سيكون فيها شئ قد زادت أهميته الآن، إلى جانب الوثائق التي أعطاها أصحاب المقابلات للمؤلف، والتي ورد ذكرها في هوامش الكتاب.

كان هذا الكتاب من المنشورات المحظورة أيام عهد القذافي في ليبيا، وقد قامت إحدى المكتبات في بنغازي بعد ثورة فبراير بتصويره وتجليده في مصر، وقد وفرت بذلك نسخة لا بأس بها للطلبة والباحثين ولكنها غير جديرة بالاقتناء.

يحتاج الكتاب إلى جهة مأمونة لتعيد طباعته بشكل جيد وأنيق، وأن ينقل من يقوم بإعادة طباعتة هوامش الكتاب إلى أسفل الصفحات ليسهل على القارئ فهم وربط المواضيع بالشخصيات والمصادر، وسأقوم بإذن الله الفترة القادمة بعمل نسخة (pdf) خدمة للطلبة والباحثين.

____________________

نشر بموقع ليبيا المستقبل

مقالات ذات علاقة

عيـون طرابلسية

المشرف العام

آثار القنـبلة

يوسف القويري

عزة المقهور وثلاثون قصة طرابلسية (1)

المشرف العام

اترك تعليق