من أعمال الفنان محمد الشريف.
قصة

البنى التحتية

في أول اجتماع لهم لاحظوا أن المقاعد تبتلع أجسادهم النحيلة.

قال أحدهم مازحاً: هذه الكراسي واسعة جداً، الاجتماع القادم سنطلب من إدارة المشتريات شراء وسائد نضعها تحتنا حتى لا نسبح في جوف الكراسي.

لم يبتسم احد من الحاضرين.. إفتتح الرئيس الجلسة.. قال بجدية:

جدول أعمالنا حول البنى التحتية لهذا البلد، علينا الاهتمام بها. رصد الميزانية لها. فلا دولة بلا بنى تحتية..

صفق الجميع حماسة. وطرح كل عضو ما في جعبته من اقتراحات. لم يغفلوا أمراً. حتى دورات المياه بالميادين العامة.. اختتم الرئيس الاجتماع قائلاً: بلادنا غنية. شعبنا صغير. مساحاتها واسعة.

توالت الاجتماعات. تكدست آلاف الملفات. بعد سنة. أصدر الرئيس تعليماته بتصنيع كراسي واسعة تستوعب أجساد الأعضاء التي تضخمت. ولم تعد تسعها الكراسي. الناس ترقبت نمو البنى التحتية. لكنهم لم يدركوا أنها نمت وتطورت على الكراسي وعلى بعد قيد أنملة منهم..

مقالات ذات علاقة

خيوس..

زكري العزابي

فاحت رائحة الجسد

إبتسام عبدالمولى

قصص قصيرة جداً

غادة البشتي

تعليق واحد

أ. حسن ابوقباعة المجبرى 17 مارس, 2015 at 06:03

….وتضخمت كراسي حاشيته المصون ، أما هو فتظاهر بالتقشف والنقاوة مع كل الحكومات وأضرب عن استخدام حتى المرحاض للديمومة ………………………………متابعات أ. حسن ابوقباعة المجبري مدير إدارة التنمية الثقافية بوزارة الثقافة والمجتمع المدني / ليبيا

رد

اترك تعليق