سيكون محترماً جداً
أن تجمع الأصدقاء لحفل صغير
– بدافع الغبطة مثلاً
أو كطقس جديد تمارسه مؤخراً
لتنشيط خلايا الذاكرة –
سيكون محترماً أن تنوِّه أولاً
على أهمية تقليم الأظافر/ كإجراء احترازيّ
وتفريش الأسنان جيداً
قبل وبعد الأكل
سيكون محترماً أن تطلب منهم الوقوف
لدقيقة”حياد” على الطاولة
والابتسام بشكل عمومي
لتوثيق لقطة بالأبيض والأسود
كتذكار لعشاء قد يكون الأخير
أو على سبيل الأرشفة لا أكثر
ثم بعد ذلك :
تدعوهم لشرب الشاي
والاسترخاء بعد مُوجز التاسعة
سيكون محترماً جداً
أن تشير إلى أن كروشهم مُندلقةٌ
بشكل مستفز
وأن الطفل الذي في اللوحة
لا علاقة له بفان جوخ
وليس قريباً لسيزار بالضرورة
وعلى سبيل التذكير :
سيكون محترماً أن تؤكد
على جدوى الاستلقاء على الظَهر
في الحالات الخاصة
واستعمال السقالات الخشب
كحلٍ إسعافي
لذوات السيقان القصيرة
سيكون محترماً جداً
أن تتحدث عن شخصية “سيمباغاري”
في ” Gorillas in the mess “
ثم تُسدل الستائر ببطء مقصود
لتخفيف حدة الضوء الساقط من النافذة
وفيما تصعد الموسيقى
سيكون محترماً أيضاً
أن تطالب الصحون بقليل من الهدوء
وتبتسم بخبثٍ آثم
فيما تتحرك في السموكنغ الرمادي
راصداً أُبهتك في شبكية المكان
وناثراً فصاحة عطرك
في وجه الهواء المُتلعثمِ
سيكون محترماً جداً
أن تُسمّي الفراغ حضوراً-حينها
وتمنح الجدران ملامح وجوهٍ تعرفها
ثم تتحدث عن نشوة النيكوتين
مفترضاً الحشد كهامش فوضوي
وموجّهاً إصبعك إلى الطاولة
سيكون محترماً جداً
أن تظهر اهتمامك القديم
بإحياء وتكريس المناسبات الاجتماعية
وتعلن عن ولعك الخاص
بتكريم الأصدقاء الراحلين
ثم تقترح دخولهم جميعاً في لفافة تبغ
– بداعي التجريب مثلاً –
وبدل أن تُشعِلَها بأصابعك
وتدعسها بحذاء الجدة
الذي تخبئه دائماً تحت السرير
سيكون محترماً “أكثر”
أن تبحث عن أقرب مكبٍّ
لتلقها فيه
ثم تركله بحذائك الجديد
الذي اشتريته خصيصاً
لتصفية أمورك مع النفايات الرسمية !