فكرة: منى بن هيبة الشريدي
عرف الشعر الشعبي في ليبيا، الكثير من الملاحم الشعرية التي في العادة تكون رأس بيت يطلقه أحد الشعراء، ثم ينادي الشعراء للمشاركة بقصائدهم التي تفتتح بهذا البيت، الذي يختصر فيه الشاعر المعنى الذي يريد إيصاله.
ملحة الخلال، هي أحد هذه الملاحم، وهي فكرة للصحافية والتشكيلية “منى بن هيبة الشريدي”، ورأس البيت للناقد والشاعر الشعبي “عبدالحميد بن دله”، والشاعر الشعبي “رابح بوخبينة”، والذي يقول:
تنجير الخلال ورقع هلي بايد
خير من فواهق كل يوم بزايد
ورأس البيت دعوة للتلاحم والتعاضد في وجه الفرقة التي يعيشها المجتمع الليبي.
فالخلال؛ أداة خشبية تصنع من أعواد أشجار السدر أو الحلاب أو الرتم، وينجر وينعم ويحفف ويدبب من قبل العارفين به بأداة حادة كالسكين وخلافها ويستخدم لعرض تثبيت الأشياء ببعضها البعض وقد استخدم الأجداد منذ القدم (الخلال) في تثبيت ستائر بيوتهم؛ (الخيام). نقول عندنا؛ الخلال أو الخله أو لخلله ونعني بهذا الشيء الذي يربط الستار بالبيت، وهنا شبه الشاعر الوطن بالبيت الكبير فالستار (الرواق) هو الساتر لأهل البيت الذي يقيهم الحر والبرد و(الفاهق) هو فتحة بين البيت وستارته ناتجة عن تمزق القماش المكون للرواق وقد تحدث نتيجة كسر أو ارتخاء (الخلال).
وقد أطلق الشاعر مبادرته الطيبة، إذ دعا أخوته الليبيين لتنجير (لخلال) ورقع (الفاهق) كل ممزق تأهبا لأي طارئ منعا للعواصف التي قد تلف بأنحاء البيت وتطيح بأعواده وستائره وقد تهلكه وتوقعه إذا ما تمزقت الستائر المرقعة، واتسعت فتحاتها (الفواهق). كما دعاهم للعودة لممارسة نجارة (لخلله) استعدادا لتأمين البيوت القابعة تحت أزيز طائرات العدو وهو حينما دعاهم للعمل والعودة لخيرات الأرض والاستفادة منها بأي شكل من الأشكال فإنما نصحهم بأن يغلوا أيديهم عن المساعدات الخارجية التي تتقاذفهم من كل حدب وصوب كما تتقاذف صواريخ العدو فوق سماء الوطن، ولم يستخدم الشاعر كلمة (طق) عندما استحضر (لخلال) ﻷن (الطق) يكون بالمعدن الجاهز إنما استدعى (التنجير) فأداة النجارة يمكن صنعها حتى باليد متى ما انقطعت السبل للحصول على المعدن الذي لا يأتي في الغالب إلا من خارج حدود الوطن.
وقد حظيت الملحمة بمشاركة مجموعة من الشعراء الشعبيين، الذين ستنشر مساهماتهم تباعاً، أما الشعراء فهم:
2 تعليقات
نتسائل أين نجد هذه الملحمة و التي يظهر من إسم شعراءها بأنها ملحمة عظيمة رائعة تستحق النشر في أكثر من موقع ثقافي أدبي وطباعتها و نشرها في كتيبات ليتسنى لجميع المهتمين و المتابعين الإطلاع عليها .
أخي محمد الناصر
نشكر مرورك الكريم
سيتم تباعاً نشر القصائد المشاركة في هذه الملحمة، الاثنين من كل أسبوع.
وسنحاول أن نقوم بالعمل على طباعتها في كتيب لو توفرت الإمكانيات.
لك منا خالص الشكر للمتابعة والتعليق.