المقالة

من رذائل الفقهاء والدعاة

محمد علي المبروك

*

عبر القنوات الفضائية والإذاعات المسموعة وعلى أدراج المنابر وعبر المطبوعات أيضاً يطل أغلب فقهاء ودعاة دين الإسلام إلا القليل منهم ، أطلوا وقد أسكنوا باطنهم الآمر بالسوء وأظهروا ظاهرا ، لمحاته الرياء . وأصله دهاء . ليلقوا انطباعا . ويرموا إقناعا . بالورع والتقوى للمشاهد والمستمع والقارئ لمطبوعاتهم وما حط هؤلاء جلوسا في القنوات الفضائية او الإذاعات وما أرتفعوا على المنابر إلا بعد اطمئنانهم على أجر عالى جزيل . وليس هزيل . يقبضونه مقابل الدعوة لله تعالى ، ومن ينقص لهم أجرا يكون له ضجة . ويؤنب رجة . بكلمات فجة . فأجرهم هو الأهم . وبه يكون المدح او الدم ، كالشعراء . في حضرات الأمراء .

عبر القنوات الفضائية والإذاعات والمنابر يتخذ هؤلاء الدعاة والفقهاء صوتا تمثيليا قصده إثارة السامع . وجعل كلامهم لامع . فيرفعون صوتا ويخفضون صوتا ويلحنون كلاما . ويطرقون مقاما . ففي خطابهم رياء التفعيل . والتحوير في الأقاويل . وكأنهم في مشهد تمثيل . ولا يعلم هؤلاء الفقهاء والدعاة إن القرآن الكريم والسنة النبوية يغنيان في جمال الكلمات . وعمق العبارات . عن رياء أصواتهم الذي أتسم أحيانا بالزعيق . وكأنه صوت ضارب في وادي سحيق . أو شهقات مكتومة لغريق . ومن الرياء الفاضح والبهتان الصادح إن هؤلاء يرفعون أكفهم في القنوات الفضائية للدعاء لله تعالى تصويرا أو تسجيلا مرئيا ليس لذات الدعاء بل للتصوير والتسجيل ،إن الإحباط ، إن الإفراط في أنهم لا يعملون لذات الله بل لذواتهم وباسم الدين قناعا وستاراً لحصاد الأموال أو لتقدير أو لإشهار . فيما أمتد للإسلام من ديار . إشهار حتى لو استحالت الديار . من بعدهم قفار . ومن اللمحات العامة في تناقض طبائع هؤلاء الفقهاء والدعاة مع طبيعة الإسلام وتناقض خلق بعضهم مع خلق الإسلام إن البعض منهم يكيد للبعض منهم حتى يظفر بمنصب ديني رسمي وذلك حدث في بعض الجامعات والهيئات الدينية الإسلامية وفي المؤلفات الحديثة للبعض منهم سرقة فاضحة واقتباسات من مؤلفات دينية وحتى دنيوية لكتاب عرب وذلك إعتداء فاضح على الحقوق الفكرية ، وهناك بعض القضايا في حق هؤلاء ومنهم من أحل لنفسه الزواج بالباطن فتزوج في الخفاء . بحذر ودهاء . وصاغ لنفسه من ذلك إفتاء . إنجر البعض منهم للإفتاء بفتاوي مخالفة لنصوص الإسلام فى صفقات مالية كبري بتحليل الرباء الذي خالط هذه الصفقات المالية ويزحف البعض منهم زحفا نحو الحكام والأمراء والملوك متى أشاروا إليهم وراء جلد زائف من الورع والتقوى ولا يوعظون الحكام بإقامة العدل وإرجاعهم للسواء بل يشحنون ظلم الحكام ظلما ويقدمون رضا الحكام على رضا الله تعالى ويعطلون إرادة المسلمين في تغيير حاكم او أمير او ملك من الظالمين بنصوص شرعية لا علاقة لمقاصدها بتغيير الحكام وبفتاوي محورة . مصورة . وذلك طمعا في العطايا . والمهايا .

لقد بذر هؤلاء في أرض الإسلام الشرور . ودقوا فيها كل ما هو محظور . عن قصد أو غير قصد فنشأت الانقسامات الدينية ولا زالوا يرسخون هذه الانقسامات التى كونت جماعات دينية متفرعة طرفا عن أصل الدين الإسلامى فتكونت القاعدة والسلفية الجهادية والسلفية الفكرية والسلفية الدعوية وأنصار الشريعة والوهابية والإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات ولأن هؤلاء الدعاة والفقهاء لاثبات عقدي لديهم فبعض الجماعات التي كونوها ، تركوها . وبعد أن ورطوها . بكلامهم قاطعوها . وهم من عملوها .ودعموها . ورعوها . ومن هذه الجماعات هى جماعة القاعدة ، في بداية الثمانينات شحذت الألسن ورفعت المنابر وسنت الأقلام وطرحت الصحف وطوعت نصوص من الدين الإسلامي فنفخ الدعاة والفقهاء في خيرة شباب المسلمين الحماس الجياش بدعوتهم للجهاد في أفغانستان لمقاتلة الأتحاد السوفييتي في وجهة غريبة غير الوجهة الضرورية للجهاد فأندفع خيرة الشباب للجهاد وكلهم ثقة وسلام من دعوات هؤلاء الدعاة والفقهاء وخاضوا حربا شرسة إندحر فيها الأتحاد السوفييتي وتحررت أفغانستان فأخلي هؤلاء الدعاة والفقهاء مسؤوليتهم من هؤلاء الشباب على الفور وتركوهم لملاحقة أجهزة الأمن والمخابرات من دولهم والدول الأخرى بل نعتوا هؤلاء الشباب بالإرهاب والأجرام بعد أن قضوا بهم صفقة ،صفقة سياسية بين هؤلاء الدعاة والفقهاء وبعض الحكومات وماكان من هؤلاء الشباب إلا الإمعان في التفجير والتدمير ودخولهم بفضل الدعاة والفقهاء الى عالم الإرهاب ، وذات الأمر يتكرر الآن من فقهاء ودعاة القنوات الفضائية فقد جددوا الدعوة للجهاد في سوريا ودفعوا أبناء المسلمين الى مصائد الموت . وحصائد القوت . بتحريف وتطويع مؤول لنصوص شرعية في حين أحتفظ الفقهاء والدعاة بأبنائهم ودفعوا أبناء الغير ولم يدفعوا هم بأنفسهم ودفعوا غيرهم للجهاد في سوريا وذلك هو حال اللئيم . الذي طبعه ذميم . والنتيجة لهذه الدعوة ذات النتيجة التي أفرزت جماعة القاعدة ، فالجهاد في سوريا سيفرز وينمي جماعات جهادية ستوصم لاحقا بالإرهاب ، إن الغالب في هؤلاء الدعاة والفقهاء إلا القليل منهم هو تناقض طبائعهم مع طبيعة الإسلام وأخلاقهم هى غير أخلاق الإسلام ويرجع السبب في ذلك لأن ارتباطهم بالدين الإسلامي هو ارتباط وظيفي وليس ارتباط روحي ديني فالمقصد وظيفي وليس الدعوة لله تعالى فهذه وظيفته كونه داعية وفقيه وهى مصدر رزقه والداعية أو الفقيه ليس بتقواه وورعه فالداعية والفقيه المتخرج من الجامعات الإسلامية ، دراسات عليا أو دنيا، لا يشترط عند تخصصه في الدراسات الإسلامية نيته الخالصة لله تعالى أو ورعه وتقواه فالمهم أن يجتاز المنهج التعليمي حتى ولو كان ماكان ، والداعية والفقيه الذي لم يقطع سبيلا تعليمياً لا يشترط أيضاً تقواه وورعه بل عليه أن يكون متفننا في دغدغة المشاعر . وإيقاظ النواعر . مع حفظ بعضا من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ، لهذا يتكلمون عن الأخلاق والفضائل وتجد في سلوكهم بعض الرذائل ، ولأن هؤلاء أسروا وقبضوا على الخطاب الديني ، كانت شعوب العالم الإسلامي أفقر شعوب العالم وأضعف شعوب العالم وأتعس شعوب العالم .

Maak7000@gmail.com

مقالات ذات علاقة

الفراشة التي رحلت باكرًا

مهند سليمان

علّمتني مهنة الصحافة

مهند سليمان

الريح تداعب شعرها….

المشرف العام

اترك تعليق