الطيوب

صدر حديثًا عن مكتبة الكون للنشر والتوزيع؛ طرابلس – القاهرة، كتاب بعنوان “قلبي ينساني – من أشعار وقصص ومقالات صبرية العويتي”، في عمل توثيقي أدبي يُعيد إحياء إرث واحدة من الأصوات النسائية النادرة في تاريخ الكتابة الليبية المعاصرة.
الكتاب، الذي أعدّه وقدم له الباحث والأديب الدكتور عبد الله سالم مليطان، يجمع بين دفتيه باقة من الأعمال المتنوعة – شعرًا، وقصصًا، ومقالات – للكاتبة الراحلة صبرية العويتي (1951–1983)، التي غادرت المشهد الثقافي مبكرًا، قبل أن تنال ما تستحقه من اهتمام وتقدير.
تمثل نصوص العويتي، التي نُشرت خلال سبعينيات القرن الماضي في صحف ومجلات ليبية رائدة مثل “المرأة الجديدة” و”الفجر الجديد” و”الأسبوع الثقافي”، شهادة حيّة على وعي نسوي مبكر، وانخراط فكري في قضايا الحب، والهوية، والنضال الاجتماعي، والمرأة، بأسلوب لغوي رقيق وعميق في آن.
يحتوي الكتاب على مختارات شعرية نابضة بالإحساس، وقصص قصيرة ذات بعد نفسي وإنساني، إلى جانب مقالات فكرية ناقدة تعكس موقف الكاتبة من قضايا مجتمعها، وتكشف عن شخصية نسائية مثقفة وواعية كانت حاضرة بقوة في فضاء الصحافة والأدب الليبي.
يُعد “قلبي ينساني” أكثر من مجرد تجميع نصوص؛ إنه عمل وفاء أدبي وثقافي يعيد الاعتبار لكاتبة ظلمها النسيان، ويقدّم للأجيال الجديدة قطعة من الذاكرة الثقافية الليبية بكل صدق ومحبة.