محمد على المبروك
*
بلادي ليس فيك شيئا جميل .. ظلمات على الأبصار زمنها طويل ..كل فؤاد ينبض فيك عليل .. يضج وجعا وغليل .. مواطن تعيس ، مهجرا ، او قتيل .. من مؤتمر وطني وحكومات ، للقذافي نسخ وشبه ومثيل .. دماء تتدفق ، من أعناق مدنك الذبيحة .. وصراخ موجع ، من قلوب مدنك الجريحة .. ضاقت فيها الحياة وبالموت فسيحة .. طمست وجوه الحياة الصريحة .. وأقبلت فيها وجوه الموت القبيحة .. من مؤتمر وطني ، عقول أفراده بليدة شحيحة .. كان الأمل بعد فبراير ، ان يدنو بعد غياب الإشراق .. ثورة تكون أضواء في الآفاق .. ولكنها سحبت الى ظلمات الأعماق .. وما حسبناه إشراق ، صهر ليبيا احراق .. وصرنا حصيداً يحتضر بين الصدور والأعناق .. كتما واختناق .. من مؤتمر وطني وحكومات ، لا فتح في عقولهم الا إغلاق .. وغص ليبيا في المحن إغراق .. مابعد فبراير هو ما قبل فبراير ، احباط وأثقال في الإحساس .. موت، عتمة ، إفلاس .. من مؤتمر وطني ، نفخ في بلادي اليأس .. في بلادي تطفح الخطوب .. وتتكسف الملامح شحوب .. والسواد الفاحم يجوب .. حتى الا طفال ، ما عاد في بلادي يمرحون .. من دوي القذائف يفزعون .. من طرقات الرصاص يرتعدون .. من البنادق المشهرة رعباً يترقبون .. من الأخبار المفجعة يتألمون .. كأنهم ماعادوا يسمعون .. الا لدقات في قلوبهم من الخوف ينصتون .. صدم أنفسهم الخوف ، فأرسى فيهم عذاب .. غشى مسالكهم اضطراب .. كأنهم عن حياة الطفولة أغراب .. حتى الأمهات ، ما عادت تنطق ألسنتهن بالمزاح .. في قلوبهن على فلذات اكبادهن جراح .. جراح تهمس في قلوبهن نواح .. وفي أعماقهن لهفة محمومة بصياح .. بئس المؤتمر الوطني وحكوماته ، ادخلوا قوم بلادي في عسر شديد .. وجعلوا زمنهم كريه وئيد .. زمناً يتعاقب مخاطر اوتهديد .. ولثروة بلادي هدر وتبديد .. عجبا ، كيف يكون لهم تمديد .. وقد جعلوا الوطن تعيس شريد .. ورتبوا للمحن تمهيد .. ودبروا للكوارث في بلادي توطيد .. عجبا ، كيف يكون لهم تمديد .. واحكامهم جهل بين الامم فريد .