نحن هنا لا نعطي الأمور
أكبر من حجمها
بسطاء جدًا لا نسمي
الأشياء بغير أسمائها
لا نهول الأمور الربانية
لا نعرف “دانيال”
وبالكاد ننطقها جيدًا
.
مدينتي تلك الغافية على
سواحل المتوسط
تمر بها العواصف
وتخترقها وتبعثرها
أشلاء منذ أن بسطت
الأرض واختير الإنسان
خليفة الله فيها …
.
هنا يحيا الناس كل يوم
بتفاصيله يطلقون
اسماء الأحداث
على ما يصادفهم
فيه يوم (القبلي)
عام (الصابة)
لهذا هم لا يعرفون
هذا “الدانيال”
اهو سائح مر بالمدينة
أو أسم أطلق على نوع
من الأطعمة المستوردة
أو قطعة داخل جهاز
الإلكتروني يروج له
التلفاز
.
هنا لا يبالي الكثير
بالمخاطر كارتفاع
منسوب البحر
اكتساح الجزر
سرعة الريح
كل هذه الأشياء
الكونية لها رب
ييسر أمورها
وتمضي بقدرته
سبحانه وتعالى
فى مدينتي صرخ
أحد الشيوخ الجالسين
حول مربع “السيزا “
منتظرين أذان المغرب
“دانيال “شخص نصراني
وهذه حملة صليبية
جديدة احترسوا منه
.
في مدينتي لم يصلح
جارنا باب منزله المتهالك
العربيد الذي لا يتوقف
عن إزعاجنا كلما مر به
نسيمًا عابر …
بل خرج مهرولا إلى
محل السلع التموينية
ليخبئ ما يسد رمقه
خلال مرور العاصفة
من بيته .
تهامست نسوة الحي
هذا “الدانيال” مرشح
نفسه لانتخابات
مجلس النواب
وهو جاسوس
.
يسكتن فجأة
حين تنهي الحديث
جارتنا المثقفة
هو وباء قادم
ليغلقوا المدارس
هو مخطط لتجهيلنا
نعم نعم لدي كمامات
من (عام كورونا)
بسعر الجملة تقولها
بسرعة وتشرع في عرض
بضاعتها البالية
تاجرة الحي التي
لا تترك اي فرصة
إلا أثقلت كاهل
الجارات بالدين
.
مدينتي تنتظر العاصفة
بلامبالاة تفتح لها المجال
فقط تعلن العطلة الرسمية
لسكانها العاطلين عن العمل
ويصرخ المذيع الرجاء أخذ
الحيطة والحذر
ينكز أحد رواد المقهى
كتف صديقه ويهمس
في أذنه الرحلة القادمة
لمركب الهجرة دانيال
سيخرج عند الفجر
لا تنسى جواز السفر
.
ملاذ النورس
