المقالة

محنة جديدة

علي باني

من أعمال التشكيلية شفاء سالم
من أعمال التشكيلية شفاء سالم

يَبدو أنّ عبارة هوميروس في الإلياذة:

“إنّ من يأكل اللوتس من غير الليبيين سَينسى وطنه ويَعيش في ليبيا ليقضي حياته يأكل اللوتس” هي حقيقةً أكثر منها جزءاً من أساطير الأوّلين.

وبعد أن فشلتُ في ادعاء المعرفة بإثبات أنّ هذه النبتة ما هي إلا زهرة (القنقيط) المُتهمة بتخدير رؤوس العذارى ليعرفن ما يخبئه القدر لهن من قُرة أعين، لم أستطع الانفكاك عن قضم زهرة اللوتس، مُقلداً اليمنيين في ادمانهم (القات).

ما أراحني أنّ بعض المؤرخين علّلوا سبب نسيان (أوديسوس) صاحب فكرة حصان طروادة، بعد أن تاه وبحارته في البحر جرّاء لعنة (بوسيدون) هو إدمانهم المادة المخدرة على شواطئ أفريقيا الشمالية – ليبيا الآن- فكرهوا الرجوع الى أوطانهم، المحظوظون منهم قيّدهم بحبال داخل السفن ليعيدهم غصباً عنهم الى ديارهم.

منذُ أن أصابني ادمانها وتجرأتُ في كتابة شفرة أكلي هذه النبتة -اللعينة- من أجدادنا الأوائل، فشلتُ في التوقف عن تعاطيها، فكان أثارها الجانبية افتقاد الرغبة في الكتابة عمن سواها وعدم القدرة على فراقها…

شلل – وربّما تبلد فكري- جعل كثيراً من الأحداث اليومية لا تعني شيئاً لي، فتجمد اليد والقلم…

الحسنة الوحيدة أن أعادتني الى جادة الصواب، الى محتوى الصفحة الأساسي:

محاولة لصفحة ثقافية إنسانية مؤقّتة ليس إلاّ…!

ادعو معي أنْ أشفي من إدمانها، أو أن تنتهي قصتها وفي كلٌ خير..

عسى أن يُشفى أدماني وأعود الى وطني..


أوديسوس: وتعني باليونانية الذكاء الماكر، وهو ملك إيثاكا الأسطوري صاحب فكرة حصان طروادة.

بوسيدون: آله البحر الذي عاقب اوديسوس بجعله تائهاً في البحر.

مقالات ذات علاقة

الوعي بالصالح العام

علي بوخريص

الفرص الضائعة

رافد علي

عن الفن التشكيلي والشعر

ناصر سالم المقرحي

اترك تعليق