متابعات

إضاءات على الآثار المعمارية الليبية الفينيقية

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

الدكتور “محمد علي عيسى”

أقام المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية بطرابلس ضمن الموسم الثقافي لعام 2023م، محاضرة بعنوان(الآثار المعمارية الليبية -الفينيقية من خلال التمازج بين المجموعات السكانية الليبية والفينيقية) ألقاها الدكتور “محمد علي عيسى” وقدمها الدكتور “علي الهازل”، وذلك مساء يوم الأربعاء 8 من شهر مارس الجاري بقاعة المجاهد، وأوضح المُحاضر خلفية الليبيون القدماء، ومجموعة الكنعانيون أو الفينيقيون حيث تشير المصادر التاريخية والأثرية أن الإغريق هم أول جماعة بشرية استخدمت اسم ليبيا كمدلول جغرافي ما جعل الشاعر “هوميروس” في ملحمة الأوديسة، وأبو المؤرخين “هيرودوت” يتناولان هذه المسألة، وأشار الدكتور عيسى بأن الكتاب الإغريق استعملوا في نصوصهم اسم ليبيا في دلالى تشمل كل منطقة شمال إفريقيا مع استثناء مصر، وفي رواية أخرى أطلقوا اسم ليبيا على القارة الإفريقية كلها، ولافت الدكتور عيسى أن الإغريق قد رأوا بأن ليبيا عبارة عن منطقة قورينائية بالجبل الأخضر بيد أن تسميتهم تتوسع في بعض الأحيان لتشمل كل الجغرافيا ليبيا التي نعرفها اليوم بالإضافة للجزء الشرقي من قورينائية ووصولا لمجرى وادي النيل.

التمازج الحضاري

فيما ركز الدكتور عيسى على ليبيا المعاصرة إلا أنه تطرق في سياق محاضرته على جوانب من المعالم المعمارية الواقعة في ليبيا وفق معناها الواسع حسب تعبيره، مضيفا بالقول أنه خلال العصور القديمة عرفت ليبيا جماعات سكانية متعددة تمكنا من معرفتها بواسطة جملة من المصادر التاريخية القديمة تمثلت في قبائل الليبو، والتحنو، والمشواش، والريبو، والتمحو، والجليجاماي، وغيرها من القبائل التي استوطت ليبيا في تلك المرحلة من التاريخ، ومنذ أوائل القرن الخامس قبل الميلاد شهد الجزء الغربي من ليبيا عمليات واسعة من الانصهار والتمازج بين الليبيين والفينيقيين، وذكر الدكتور عيسى بأن الكتابات الفينيقية والاكتشافات الأثرية أكدت لنا أن اسم الليبيون الفينيقيون أطلق على مجتمع هذه المناطق فمنذ القرن الرابع قبل الميلاد أصبح هذا المجتمع مزدوج الثقافة، وهو يختلف عن مجتمع قرطاجة ومجتمع المناطق الداخلية.

المعالم المعمارية

بينما استشهد الدكتور عيسى بآراء الباحثين اللذين يرون أن الليبيين القدماء أقبلوا على تعلم اللغة الكنعانية عندما وجدوا فيها قرابة مع اللغة التي يتخاطبون بها، ويُعزى ذلك للموطن الأصلي الذي قدموا منه أي الليبيين القدماء والفينقيين، ويعتقد الدكتور عيسى بأن الملك “ماسينيسا” كان وراء ظهور الأبجدية الليبية على نمط الحروف الهجائية الكنعانية، مبينا أن الأبجدية الليبية القديمة المعروف بالتيفيناغ ما هي إلا تحريف للكلمة الليبية تافينغت وأردف قائلا: أنه إذا كانت بعض المعالم العمرانية لا تعني بأنها وليدة عناصر مجتمع ذوي أصول فينيقية فقط بقدر ما كانت تعبر عن التمازج بين الليبيين والفينيقيين، وأشار الدكتور عيسى أننا من خلال هذا التمازج تمكنا من تقسيم المعالم العمرانية إلى فرعين، المعالم الليبية والمعالم الليبية الفينيقية، وتابع بالقول إن الليبيين القدماء عبر حقب التاريخ القديم كانوا على معرفة لا بأس بها في البدايات البسيطة في فن العمارة، وأشار الدكتور عيسى أن المعالم الكائنة في جبل ترهونة وما حولها هي في الأصل معاصر للزيتون والعنب بكل مكوناتها، وهي تعود للفترة الممتدة ما بين القرن الثاني قبل الميلاد وحتى الفترة الرومانية المتأخرة، وتوالت الدراسات بشأنها والتي أكدتها البحوث الأثرية الدقيقة.

مقالات ذات علاقة

أعرف حقك.. ورشة عمل حول حقوق الطفل

المشرف العام

بلال في ضيافة صالون الزيدان الثقافي

المشرف العام

ضرورة مكافة خطاب الكراهية

المشرف العام

اترك تعليق