الطيوب | متابعة وتصوير : مهنَّد سليمان
استضافت إذاعة طرابلس المحلية مساء يوم الخميس 7 من الشهر الجاري أمسية شعرية وحفل توقيع المجموعة الشعرية المعنونة (سيرة الألم) للشاعر الدكتور “جمعة عتيِّقة” أدارها وقدمها الكاتب “إبراهيم حميدان“رئيس الجمعية الليبية للآداب والفنون، وذلك بقاعة المحاضرات بالقبة الفلكية بمدينة طرابلس وسط حضور لفيف من الأدباء والمثقفين والإعلاميين، وانبرى الدكتور عتيِّقة تصاحبه أنغام عود الفنان “بشير الغريب” يتناول في مستهل الأمسية جوانب من قصته مع الشعر مشيرا إلى أن علاقته بالشعر حتى عمر الأربعين لم تكن واضحة الملامح فلم يعدو الأمر عن بعض المحاولات البدائية الساذجة حيث أنها حسب الدكتور عتيِّقة بدايات لم تنبئ بمولد شاعر له شأن، ومن هذه المحاولات الشعرية يستحضر الدكتور عتيِّقة أحد النصوص التي كتبها متأثرا برحيل الشاعر “علي الرقيعي” عام 1966م ونشر النص بصحيفة كانت تحمل اسم (الأولمبياد) إذ كان يرأس تحريرها الراحل “محمد فريد سيالة” علاوة على نصوص أخرى لا تقل سذاجة عن هذا النص، وأضاف الدكتور عتيِّقة بأن علاقته وصلته بالشعر قد انقطعت تماما باستثناء بعض الومضات التي ظلت حبيسة الأدراج، وتابع بالقول : انصرفت اهتماماتي نحو مجالات أخرى مثل المسرح والرياضة، والمواظبة المكثفة على قراءة الكتب ليحتل الشعر حيزا محدودا .
ألم السجن أضرم نار الشعر
فيما واصل الدكتور عتيِّقة استطراده عن علاقته بالكلمة المنظومة قائلا : مرت الأيام وكرّت وجرت مياه غزيرة تحت الجسور لأجد نفسي رهين محبس كئيب عام 1990م، مؤكدا أن ظروف السجن هي من حفزت الشاعر داخله بل فجرته موضحا بأن الشعر شمّر عن ساعده للدفاع عما أسماه الذات والكيان وسط مخالب وأنياب القبح والقمع لتبدأ دفقات الشعر لدى الدكتور عتيِّقة ترتسم وتؤسس لكينونة القصيدة نابعة وفق وصفه من فيض الوجدان معبرة عن واقع أليم مرير، وأردف الدكتورعتيِّقة بالقول : لقد كتبت نصوصا متعددة لم تخرج في معظمها عن الشعر بمفهومه التقليدي، وتحديدا كانت تحاول النهل من معين الشاعرين “بدر الدين شاكر السيَّاب”، و”محمد مهدي الجواهري”، ومن على غرارهما، كما أوضح الدكتور عتيِّقة أن غياب القلم والورقة وشدة سطوة الرقيب لم يُثنيه عن كتابة الشعر فلجأ إلى سبل التحايل واختراع أساليب مغايرة لتدوين نصوصه ببقايا قلم مهرّب وعلى قطعة قماش قديمة دوّن أشعاره ومضى يبثه لواعجه، مضيفا بالقول : دونت نصوصي وحميتها من حملات التفتيش الشرسة ولازلت أحتفظ في مكتبي بقطعة القماش التي كتبت عليها بسجن أبو سليم مذ ذاك الزمن.
ثلاثة دواوين شعرية
من جانب آخر قرأ الدكتور عتيِّقة باقة متنوعة من نصوص مجموعته الشعرية وهي تضم ثلاثة دواوين شعرية سبق وأن صدرت قبل أعوام، وهي (شهقة الروح والريح)، و(همسة وصل) فضلا عن (سيرة الألم) الذي ضم عدد من النصوص والقصائد نذكر منها (خامس العيد)، (قراءة في سيرة الألم)، (بطاقة اعتذار)، (نقطة نظام)، (رسالة من طفل ليبي)، (الوضوء بعطر الشهادة)، (ولكن القافلة تسير)، (رسالة إلى عمر المختار)، (ذاكرة الوجدان – علي مصطفى المصراتي)، (طائر الحلم الجريح)، (درنة…في هواك) بينما أعقب الأمسية توقيع الشاعر لمجموعة من نسخ الديوان وإهداؤها للحضور.