ساجدة أنعم
من منّا لا يرتجف قلبه عندما يرى الصور التذكارية للزائرين له؟
أذكر مرة حينما رأيت صورٌ لشخصٍ ما طارحًا سفرة إفطاره في تلك الساحة مع كوبٌ من الشاي الأحمر، أهتزّ بدني تعطشًا لزيارة ذلك المكان المُشرح الذي ننتمي إليه بأرواحنا قَبل مسقط رؤوسنا.
ولكن مع ذلك.. ماذا تعرف عن هذا المكان التاريخي؟
لتتخيل نَفسك وسط حرم ساحتِه الواسعة ذات الـ 144 ألف مِتر المُرصعة بالبلاط الفَاتن تستنشق الهواء العليل..
المَسجد الأقصى هُو من أكبر مسَاجد العالم وأقدمهم عُمرًا فهو أقدم أثر مِعماري إسلامي باقي للآن، وكان قديمًا يطلق عليه الحرم القدسي الشريف، وهو أيضا ثاني مَسجد وضع في الأرض بَعد مسجد الحرام وأول القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وقد كان قديمًا مركزًا لتدريس معارف الحضَارة الإسلامية والعلوم وقد كان ميدانًا للاحتفالات الدينية الكُبرى.
مُحاط بسور يضمّ حوالي 200 معلماً مِنها قِبة الصخرة وهو المُصلى ذا القُبة النحاسية والمَسجد القَبلي وهو الجامع الرَئيس لصلاة الجُمعة، وله إحدى عشر بابًا، ويوجد أيضًا المُصلى المرواني الذي بناه الخليفة عَبد الملك ابن مروان ويُعتبر المَسجد الأقصى كامل المنطقة المُحاطة بالسور والسَاحة كلها حَرم المسجد الأقصى.
ولكن من بنَى المسجد الأقصى الشَريف ليصبح الآن رمزا للحضارة الإسلامية؟
في الحقيقة اختلف المؤرخون في هوية بانيه، فالبعض قال قد بنّاه الملائكة، والبعض الآخر قال من بناه سيدنا آدم عليه السلام أو سام بن نوح ومن هنَا كثرتْ الاقتراحات التي لا نجزم حقيقتها.
وأيضا متى تم بناءه؟
وقد ورد موعد بناءه في حديثٌ شريف للرسول صلى الله عليه وسلم بإنه تم بناؤه بَعد بناء الكعبة الشريفة بأربعين سنة.
ولنعلم أيضًا بإن المسجد الأقصى يوجد به 7 مُصليات سأشاركها معكم في الصور و4 مآذن وحائط البراق.
لنقرأ معا ما سبب تسمية الحائط بالبراق؟
سُميً بهذا الاسم نِسبة لزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم للمَسجد الأقصى في ليلة الإسراء والمعراج، في حين كان راكبا دابة البُراق وعند وصوله للمسجد الأقصى ربط الدابة بالقُرب من الحائط الغربي للحرم القدسي، ومن ثمَّ عرج بيه الى السماوات العُليا.
ويوجد به أيضا عَدد من القبب التي كانت قديمًا مخُصصة لأهل العلم والمعرفة، ومن تلك القِبب السِسلسة ومِعراج ونبي.
كما يوجد في سَاحة الأقصى الشريف 25 بئر مياه عَذبة وبركة للوضوء.
ويا أسفاه في عام 1969 ميلادي قد تعرض المسجد الأقصى للاحتراق، وشبَّ في الجامع القبلي الموجود في الجهة الجنوبية حَريق ضخم مما أدى لفقد جميع ممتلكاته بما في ذلك منبره التاريخي الذي يُعرف بمنبر صلاح الدين الأيوبي ولولا سِتر الله وحفظه كانت القبة الصخرية الأثرية المصنوعة من الفضة الخَالصة اللامعة قد احترقت أيضًا.
