شعر

قمرٌ أعمى

من أعمال التشكيلي العراقي سعد علي

بعد دقائق
وأمام مواقد الغرباء
سأشرب حزن هذا الليل

أرممُ في حجرتي الصغيرة
كل قصائد الدراويش
المتصدعة بخيبة الحب والمطر

بعد دقائق
هنا قرب نافذة الغناء
سأحرقُ كل هذا الصقيع المُراوغ
لعلني اخفف من لثغة الفقد
تلك المعجونة برائحة النبيذ
وبكاء الأطفال

بعد دقائق
سأرقص على أصابعٍ
من جمر وبساقٍ عرجاء
مع تلك الصديقة الخائنة
صاحبة الشفتين الحاقدتين
وبلا رأفة
أدس في جيب معطفها
قبلةً مترنحةِ صفراء
مسمومةِ الغناء

بعد دقائق
سأركض نحو البحر
عارياً ملتحفاً بالضحك
هارباً من اغانٍ مكتظة
بغبار المراثي..
وأناشيد السكارى
في حانة الوطن!

بعد دقائق
سأكتفي بثرثرة الشتاء
أمام باب بيتي
تاركا لقمرٍ أعمى
قصيدة نثر
تبدأ جنونها
من أول الوجع
حتى آخر البكاء!

20 / فبراير / 2022 م

مقالات ذات علاقة

الأنـيـق

جمعة الفاخري

الفصل الخامس

المشرف العام

في المقهى يرتشفُني الحنين

مفتاح البركي

اترك تعليق