د.محمد الصادق الخازمي
الحمد لله رب العالمين، وصلّى اللهُ وسلّم على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى صحبه، ومَنِ اتّبع هداه إلى يوم الدين.
وبعد،،،
فهذه كلمة أعددتُها للمشاركة بها في احتفال توقيع كتاب (نفحات الخير- المجموعة الرابعة من رسائل الشيخ أحمد القطعاني)، وقد ألقيت جزءا منها يوم الخميس 23/9/2021م في الاحتفال المذكور الذي أقيم بمنتدى المناضل بشير السعداوي بطرابلس الغرب.
وهذا نصّها:
ليت لي وقتًا يجعلُني أُعِيدُ قراءةَ هذه الرسائلِ مرّاتٍ؛ إذ فيها كثيرٌ ممّا يُدرَسُ، من حيثُ؛ أدبُها، وشواهدُها، وفقهُها، وتصوُّفُها، وأساليبُ التربيةِ والتزكيةِ فيها. والإجمالُ لا يُغني عن التفصيلِ؛ فالبركةُ في التفاصِيلِ، والنّفعُ في الدقائق التي تتجلّى بالتأمّل، وتَعظُم بالتفكّر، وتَبعثُ نورَها لِمَن قرأ بروحِ الإنصافِ، وحلّى نفسَه بالإقبالِ الرّصينِ الذي لا مجاملة فيه ولا نكرانَ للفَضْلِ.
ورسائلُ الشيخ العلّامة أحمد القطعاني جهدٌ مُضافٌ -مَقصودٌ في أغلبِه- إلى جهودِه العلميّةِ، فهو يَكتبُ للحفظ في ثنايا العلمِ والتاريخِ، ويعي أنّ رسائله ستُدَوَّنُ وتنشر، ولهذا نالها نَصيبٌ من التهذيبِ والإجادةِ، وإن كانت الإجادةُ مِن أمثالِهِ سجيّةً وعفوًا، لا تُتكلَّفُ لِطُولِ مَا وَطَّنَ نفسَه على التأليف، والبحث، والتأريخ.
والرسائل غنيّة بِقِيَمِ جميلة فاضلة. أَعرض هنا شيئًا منها على سبيل الملاحظةِ العفوية، لا على سبيل الدراسة المنهجية المعمَّقَةِ التي هي خَليقةٌ بها، ومن أهمّ ما دوّنته من قِيَمِها:
القيمة العلمية:
من مميّزات العلّامة القطعاني انقطاعُه للعلم، وإحياؤه الأسانيدَ، واهتمامُه بالتأريخِ لرجالات ليبيا، وشيوخها، وعلمائها، وضبط السند المتّصِلِ إليهم، وهي حياةٌ علميّةٌ حافلة أَحْيَتِ البلادَ من سُباتِ الغفلة والإهمال، والتواري المقصود أو المردود، ومِنْ أَجْلَى ما تظهر فيه القيمة العلميّة للعلامة أحمد القطعاني في مجموعة رسائله المعنونة بـــ(نفحات الخير) ما يلي:
• حرصُه على العلم، وترغيبُ المريدين فيه، والحثُّ الشديدُ على طلبه، وفي رسالته القيّمة -التي تستحق أن تكون (أمًّا) ودستورا لمريديه-(1) لا يجعلُ عذرا لِمَن صاحَبَهُ أو تَردَّدَ على زوايا الطريقة في الضّعفِ العلميّ الذي لا يليق؛ “فلا تتوقّعنّ منّي أنْ أتساهلَ معكَ إنْ قَصُرتَ عن رتبةِ العلمِ والعلماءِ، كما أنّه لا مَعذِرةَ لك عندي إذا ما تجاوزتَ في صُحبتِنا السّنةَ”
وهذا السبيلُ القويمُ هو أساسُ التصوُّفِ الصحيح؛ سبيل العلم والتعلُّم. ومن الحسنِ الانتباهُ إلى تشوهّاتِ الطريق، وما جرى من الانشغالِ بالمفضول عن الأفضل، ولا رتبةَ في التديُّنِ أعلى من تحصيل العلم والعمل به.
• ومن مظاهر الحرص على العلم بفروعه الشرعية واللغوية والأدبية المذاكرةُ الدائمة، التي تَصِلُ الرسائل ما انقَطَعَ منها حين تفرّقُ الأبدانِ، وتُكمِلُ ما بُدِئ به من حديثٍ وأسمار، فهذه رسالته رقم 13 يبعث فيها لحبيبه الشيخ امحمد عثمان بالسنون بقصيدةٍ طريفةٍ لشاعر تونسي عن (لحم الرأس)، وهو في الرسالة يذكر تاريخ المذاكرة، وبينها وبين تاريخ الرسالة عشرة أيام، وكأنّه لم يَهنأ بالُه حتّى عَثر على القصيدة كاملة؛ فأتحف بها صديقه مسرورا. ومداومة تتبُّع مسائل العلم سبيل إحيائه، وغرس ذلك في نفوس الأحباب والأصدقاء فتحٌ عظيم.
• وفي أسلوبِهِ العلميّ كفاية المخاطَبِ بالتفصيل المتمّ الفائدةِ، ويورد الأدلّة الشرعية على حسب المرسَلِ إليه المستفتي، ثم لا يجعل السائل بعد ذلك يحتاج إلى مزيد، ومن ذلك في الرسالة رقم 6 بعد تفصيل أمورٍ شرعيّة، ومنها كفّارة اليمين، حدّد للسائِلةِ القيمةَ أيضا، فلم يكتفِ بجواب الفقهاء المعتاد: إطعام عشرة مساكين، بل بَيّنَ للسائلةِ مقدارَ الإطعام بالدينار الليبي (عشرة دنانير) تيسيرا، وقطعا لحاجة السائل إلى مزيد تبيين.
• وحسن النصح في العلم، وترك المجاملة فيه، مع أنّ الشيخَ لطيفُ المعشَرِ، رقيقُ الأسلوبِ، ليّنُ المخاطبة، متودِّدٌ إلى أحبابه، وطلّابه ومريديه، ومع ذلك فإنّ إخلاصَه للعلم اقتضى منه ترك المجاملة فيه، كفعله في رسالته حول (رائيّة الشريشي)؛ إذ مع تقديره لجهد تدوينِ الدرسِ، والحرصِ على العلم؛ فإنّه نبّه الشيخ المخاطَب إلى أنّ هناك “أخطاءً في المتن، وقصورًا في كتابة الشرح”، ولو كان الشيخُ مجاملًا أحدًا لجامل تلميذه هذا النجيب الذي لقّبه بالجُنيد.
• وممّا يُضافُ إلى القيمةِ العلميّةِ حرصُه على تهذيب التصوُّفِ ممّا لحق به من لوازمَ صارت كالأساس له، كتلك الفنونِ، وضرب الدفوف، وهي ليست منه أصلًا، بل إنّ ارتضاءَها هو ما يحتاج استثناء وتمحّلًا، وتراه يأخذ بيد مريديه إلى هذه الحقيقة، مع إدراكه ميلَ النفوس إلى الترويح وصعوبةَ النزول من المألوفِ المعروف إلى مراتب العلم والذِّكْرِ التي قد تَشُقّ على بعض النفوس.
• ويخوض العلامة القطعاني في كل دقائق العلم، وبعضها محل اختلاف جدل وكبير، ومن ذلك تحدثه عن شخصية الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، ولا شك أن له في رأيه حوله ثوابا واحدا؛ إذ ما أورده قديمٌ حديث، ونفى القذى عنه كثير من العلماء، والمطاعن قد تعظم في العين ابتداء وعند التحقيق تنمحي انمحاءَ مدادِ الدواة على ألواح طلاب الكُتّاب.
القيمة التربوية:
والتربية هي المهمّة الأولى لأمثال الشيخ القطعاني ممّن أخذوا التربيةَ قبل العلم، وصحبوا شيوخَ التهذيب قبلَ شيوخِ الرواية والأسانيد، وجعل حياتَه كلَّها في خدمة مريديه، والحنوِّ عليهم، مُلزِمًا نفسَه وإيّاهم بمسالك الأدب، ومراقبة السلوك، وتخليص شوائبِ النفوس من أمراضها التي تتسرّب حين الغفلات، وبِعلَّات غيرِ مشاهَدات، وتلحظ من قيمه التربوية:
• التلطّف حتى عند الاشتداد، وقد ذكرتُ رسالته (تزكية عيد الفطر)، وما فيها من نصائحَ اقتضى الحالُ التصريحَ بها، وقد يكونُ في التصريحِ تجريحٌ، وقد أدرك ذلك بسماحة نفسه، فقال: “وأعتذر سلفًا من كل حرفٍ أردت خطّه على القرطاس، فأصاب حبيبًا، أو سبّب جرحًا أو ضيقًا”.
• ومن النَّفَسِ التربويّ اللطيف الرفقُ بالمريد، وتقدير المرأة؛ فأسقط عنها قضاء الوِرد إذا مضى اليومُ ومنعت الشواغلُ من الإتيان به، وأكّد سبيل التخفيف في الالتزام بالأوراد والأذكار، وكرِه أن يثقل الإنسانُ كاهلَه بما لا يستطيع القيام به، أو يشقّ عليه لشغل نفسه، أو عدمِ نشاط خاطره(2).
• تعليم طلّابه (ردّ السيئة بالحسنة)، ومقابلة المكروه بالمعروف، والعفو والصفح عمّن ظلمهم، وأورد مثالًا من نفسه قد يَشُقُّ إيرادُه، ثم عقّب: “وطالما تكلّمت ألسنتُهم بما لا يُرضي اللهَ في حقّنا، ولم أزِد عن الدعاء لهم بالمغفرة والهداية”، وأبلغ التربية ما يراه المتعلّمُ منك فعلًا لا قولًا، وواقعًا وحقًّا لا موعظةً وادّعاءً.
• وحين خاف أن يكون في الأمر تنفيرٌ وزجرٌ يَشُقّ على نفس السائلة، أورد لها معنى حديث بلفظ المثوبة والفضل لا بلفظ الزجر والوعيد؛ فكتب “أيّما امرأة باتت وزوجها عنها راضٍ رضيَ اللهُ عنها”، وهذا معنى يصحّ بمفهوم المخالفة؛ والظاهر أن سببَه رجاءُ إذهاب النفور، وقد قال عليه الصلاة والسلام ((يَسِّروا ولا تُعسِّروا وبشِّروا ولا تُنفِّروا)).
• النصح بالأناقة، والنظافة، وحسن الهندام، بما يجعل الموظف وسيمًا مقبولًا للعين، خفيف المنظر والمظهر على النفوس، وتلك خصيصةٌ دقيقةٌ لا تُنافي التصوّف، وتقوم بحق خدمة زوّار المكتبة، وتحبّب الداخل إليها فيها.
• وإذا كانت المخاطبةُ امرأةً حرص على نقل تحيّات زوجه (أم الفقراء)، إلطافًا وإيناسا.
القيمة الأدبية:
أسلوب الشيخ مميّز، سهلٌ يأتي إلى المعنى من أقرب الطرق وأوضحها، يبتعد عن التعقيد، ويخاطب العقول والنفوس بما تفهم وتحب، والرسائل المنشورة في كتاب (نفحات الخير) تتفاوت قيمتُها الأدبيّةُ بحسب موضوعها، وظرف كتابتها، لكنّ فيها أشياءَ مشترَكةً، وخصائصَ أسلوبية أدبيّة تصلح للدرس والشرح، وأُجْمِلُ هنا شيئا من ذلك:
• وحدةُ الإخراجِ فيها، ومن ذلك الحفاظ على نسق الافتتاح، وتوسيط السلام، والإتيان به في الصورة الكاملة أو قريبٍ منها، والبدء باسم المخاطَب قبل السلام عليه، ثم ضبط التاريخ الهجري أولا، ويليه الميلادي، والتوقيع في النهاية بلقبه الذي يحبه؛ (المستجير بالله) وأحيانا بمحبّكم أحمد القطعاني، أو بمحبكم أحمد، وأحيانا بصيغة أخرى.
• وتتنوّع أساليب الرسائل المنشورة في هذه المجموعة؛ فمنها: الأدبيُّ الرصِينُ المتشبِّهُ بلغةِ الأقدمين، كما يُطالعك في مفتتح الرسالة الأولى:
“وبعد؛ فَمَا أنْ قَدِم الأخوانِ الكريمانِ…”، وأحيانًا يشابه أسلوبه الأساليب الإدارية التقليدية، كما في الرسالة الثانية: “وبعد؛ ففي الوقت الذي نشكر فيه اللهَ تعالى…”.
وكذا في مفتتح الرسائل؛ فإنْ قَصَدَ التجويدَ، ومال إلى الصِّبغةِ الأدبيّة التي يحبّها ويتقنها جاءتْ صيغةُ الحمد مطوّلةً مسجوعة، وإن كانت الرسالة لإقامة غرضٍ صغير، جاء المفتَتَح مختصرًا قصيرا.
• توشيحُ بعضِ عبارات الرسائل بالسجع غير المتكلّف الذي يأتي عفوا من غير كَدٍّ ولا تزيّد، اسمع قوله: “…بِحَمْلِهِم لرسالةٍ من جنابكم الموقّر، كأنّها في طيب رائحتها المسكُ والعنبر”.
• وتتزيّن الرسائل بالشعر؛ بعضُه من إنشائه، ردودًا أو غير ذلك، وبعضها من روايته واختياره، وهي اختياراتٌ قيّمة لطيفة تقع في موقعها، ويعزّ أنْ تُنال تلك الاستشهاداتُ إلا بعد طول بحث، وحسن ذوق، وتأمُّل، وقد يقع في بعضها خطأٌ في الضبط، أو الوزن، أو نسبة الأبيات إلى الشاعر، كما في نسبة بعض أبياتٍ لِطَرَفَةَ إلى غيره في ص92، وتلك أمورٌ لا يخلو منها كاتبٌ يكتب لساعته من بناتِ فكرِه، وسبيل الرسائل غير سبيل الكتب والبحوث.
• حسن الانتقال والالتفات، وقد عَنّ له أنْ يُقَطِّع الرسالة العلمية الجادّة بعبارات إنشائية جامعة، كما في رسالة تزكية عيد الفطر، بين كل مقطع وآخر يَفصِل بينهما بعبارات من مثل: “أصف أولادي فأقول: معاصي الطاعات شغلتهم عن المخالفات”، و”أصف أولادي؛ فأقول: قومٌ اشتغلوا بدنياهم، وقومٌ اشتغلوا بآخرتهم، وأولادي اشتغلوا بمولاهم”… فكأنّ هذه العباراتِ شعاراتٌ تُناسب مقامَ النصح، وتروّح القارئ المختار بروح المحبّة، وتشحذ همّته إلى المثابرة والطلب.
القيمة التاريخية:
والتاريخ من أوثق ما صرف له العلامة القطعاني همّته، واهتمامه، وألزم نفسه فيه بضوابطِ التأريخِ والتوثيقِ التي أغنتْ كما قال مقدِّم الكتاب (د. مكي) عن كثيرٍ من التتبّع والنظر والبحث، ودور العلامة القطعاني في التراجم الليبية دورٌ رائد متتبّع موثق، وقَلَّ من أولى هذه الريادة أهميّتها التي تليق بها، وهذه الرسائل لم تخلُ من نَفَسِ التاريخ علما وتطبيقا، ومن ذلك:
• الالتزامُ بتأريخ الرسائل بالتاريخين الهجريّ والميلاديّ، وفي أثنائها أيضا يلزم نفسه بتأريخ الوقائع مهما صغُرت، كما مرّ آنفًا تأريخه مذاكرة أدبية في يوم الثلاثاء 7صفر1419هــ -3/6/1998م
• وقد أفرد للتأريخ رسالة خاصة، هي التي عَنْوَنَ لها جامعُ الرسائل بعنوان (التاريخ بين الضرورة والمسؤولية)، وأكبر فيها جهد الشيخ امحمد عثمان بالسنون في جمع تاريخ (تيجي بلدة وسكانا)، وترى الاحتفاء بالشيخ امحمد عثمان والثناء عليه يفوح من بدايتها، ويستمر حتى ختامها، ولم يألُ في مضمونها جهدا في الحث على التأريخ، وبيان فضله، وأهميته، وجليل قدره للاحقين ممن يأتي بعدنا، وأتحف المخاطَب بتقرير من ضابط إيطالي عن مدينة مزدة، وكلُّ ذلك من باب الحرص على جمع تاريخ المدن الليبية، وما في ذلك من إحياء للأمّة الليبية وهويّتها.
• وفي رسالتيه إلى (طفل لم يولد بعد) التفاتٌ إلى التاريخ الذي لم يكتب بعدُ؛ لأنه لم يأتِ بعدُ، نظرةٌ إلى مستقبلٍ اكتَنَفَهُ واقعٌ، ثم تشخيص المشاهِد، وأملٌ بأحوالٍ تتبدّل وتتغيّر، وهُوِيّاتٍ تتقلّب وتتمدّد. نظرةٌ إلى ما وراء المُشاهَد كأنّه عجّل الكتابةَ إقامةً للحجّة، وقد تتأخّر الأزمان عن استشرافات أصحاب العرفان.
• والتأريخُ قرينُ التنظيم، والترتيب؛ لأنهما من دواعي التوثيق الذي هو سندُ المؤرخ ودليلُه، وقد أظهر الشيخ أحمد حِنكةً في ذلك كله، في رسالته إلى القائمين على مكتبة تيجي الأهلية، وقَدّم النصائح في:
الجمع، والحفظ، والتنويع، والأرشفة، وهي عُدّة صادِقةٌ للمشتغل بالتاريخ، فكأنّها خلاصة عمره في العمل، قدّم منها ما حضر فكان وافيا قائما بالغرض، ودليلا على منهجه الحياتي العلميّ.
وبعدُ، فهذه ملاحظاتٌ عابرة وليدةُ قراءةِ يومٍ، وكتابةِ ضُحى، ولو اتّسع الوقتُ والمقامُ لزدتُ، فالكتابُ جديرٌ حقيقٌ، وصاحبُ الرسائل علّامة أخلص للعلم، وأخذ في طريق الجدّ والعمل، ولا توفيه هذه الصفحاتُ حقَّه، أسأل الله أن يجزيه عن العلم وأهلِه خيرا، وأن يتغمّده برحمته ورضوانه، وأن يجعل مع الصالحين المقرَّبين مقامَه.
ولي على الجمعِ والتحقيقِ والتعليق بعضُ ملحوظات، لعلّي أعود إليها في وقت آخر، لكنّي قدّمتُ الكلامَ على الرسائل اشتغالا بالأصل الذي هو أولى وأوجب، على أملِ المتابعَةِ أو الإفادة؛ إن سنحت سانحة نشاط إليه إن شاء الله، واللهُ الموفِّقُ، وهو الهادي إلى سواءِ السبيلِ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلا به، والحمد لله أولا وآخرًا.
طرابلس 14/صفر/1443ه -22سبتمبر2021م
(1) وردت في الكتاب برقم 15، وشملت الصفحات من 99 إلى113.
(2) رسالة رقم 6.