بين النزول بالنص والابتعاد عن الشطحات والتحليق في أعالي الجديد والغريب، والتفكيك وإعادة صياغة النصوص وتفجير اللغة، واختلاق مفاهيم جديدة المعاني الكلمات، والقفز على العلاقة بين الدال والمدلول واستغلال علاقتهما العشواء، يولد نص يحار كثيرون في تفسيره وقد يره البعض يمثل تعالى الكاتب وترفعه واستعرض مخزونه اللغوي وقدرته على تدوير زوايا النصوص، ومحاولة خلق نص جديد، يشجعه البعض على انه نوع من الرقى بالأدب، وقدرة على بعث حياة جديدة في نصوص قد تكون جامدة نتيجة التكرار، فما يصمه الآخرين بالغرابة وصعوبة الفهم وتخريب قواعد جامدة تعارف عليها الكتاب ومشوا في سياقاتها واعطوا نصوص جميلة مفهومة من القراءة الأولى، بل تمكن القارئ من اجتراح نصه من بين سطورها فهي لا تقيد القارئ، فيما يرى آخرون في تلك الشطحات شيء جميل يحرض الكاتب والقارئ على حد سواء في محاولة سبر غور الكلمات ومعرفة ما وراء تراكيبها واتساقها، والعلائق التي تؤطرها والى أي مدى يمكن لها ان تحلق بالنص في عوالم جديدة تشد بيد القارئ والكاتب معا، للالتقاء على سفح نص جديد جميل كامل الجدة والغرابة.
