طيوب عربية

قراءة في قصيدة كوليـرا (1 ـ 4)

نازك الملائكة: تجديد رأسمال العبقرية الإبداعية العراقية

الشاعرة الراحلة نازك الملائكة (الصورة: عن الشبكة)

…. تابع

ـ الحلقة الأولي: والتي تحمل وسم: على سبيل المقدمة٬ ثم 1.1: الأنوجاد والترائي ما قبل قراءة “قصيدة كوليرا”

   التي الرأسمال المعرفي لطبقة شعراء “الشعر الحر” منذ هتافه وحتى يومنا الحالي. والتجديد جاء عنها٬ بمثابة حركة تنوير شعرية٬ أسسها في العراق في منتصف القرن العشرين٬ الرائدة نازك الملائكة (1923ـ2007)٬ واصبحت بعد ذلك أحدى أهم فارسة تجديد المدارس الشعرية والإبداع الفني الادبي العربي.

هي علامة وعرة من أفذاذ العراق المبدعين٬ ولاتزال محط أنظارالمبدعين٬ والملاذ الأمن التي يلوذون بها عندما تضيق بهم السبل وقت الشدائد ـ في الإبداع الأدبي ـ والمحن وتتقاطع بهم الأسباب٬ هي محط أنظار علماء اللغة والتجديد٬ ومنتهى آمالهم أن يشدوا الترحال ٬ تجوال إليها٬ ليعبوا من فيض علمها الوافر حيث كان تجليها مفتوحا للأداب عموما٬ والشعر خصوصا٬ العربي والإسلامي مفتوحا٬ وللمبدعين عموما٬ وهذا ما يؤكد على عالمية الشاعرة٬ وأنها منبع الحداثة والتجديد الشعري العربي٬ وحداثة الثقافة الادبية.

لقد استمدت الثقافة التحررية والتفسيرات الادبية العربية والنهضة الشعرية؛ شأن رفعة التنوير الفكري الإنساني في التاريخ العربي والإسلامي؛ من العلماء الذين كانوا يعيشون في كنف الحضارة العربية والإسلامية٬ وكان لهم هدفان للإشكالية الحسية والجمالية الإبداعية؛ هدف أخلاقي يتعلق بتعليم العلوم والفلسفة٬ وهدف تحرري هو فعل رسالة استنهاض الهمم للمبادرة الإبداعية والإرادة في الثبات والجدارة.

ويمكن القول٬ والثناء عليها هنا٬ لتواضعها وجياشة لطف شدتها في العلم٬ وعظمة الوثاقة بإبداعها٬ وصدوقية كثرة التصانيف لقلمها٬ فهي وجه الشعر الحر على الأحفظ و”الإطلاق” وفقيهة تجديده٬ ولم ترق درجتها أحد٬ لقد انحدرت في أشهر بيوتات العلم في العراق٬ بيت ذاع صيتهم في الفضيلة٬ وايضا من معارف الجامعات العراقية والاجنبية. ومما جعل من موضوعنا٬ هذا٬ أن نشده عزم٬ صفحات صلبة٬ وإيتاء القصيدة “كوليرا”٬ بتعريف من إلي المدخل الوصفي الوظيفي٬ على خير دربها٬ لتقبل معتمدي عليه٬ بمد بها تحت رعاية التحليل٬ والوقفات والإشارت٬ والاستأذان في إذكاء أتقاها٬ تخريجة٬ على مألوفها النظر٬ بأعلم اللحظات إذكار عن أنفسنا لها بالشكر٬ والرحمة الصالحة٬ والثناء بالتقوى والعرفان على إنسانيتها٬ ودعوات لله تعالى مرضاته رحمة ومغفرة إليها. كما نقدم عرفان الشكر لفريق إدارة موقع (بلد الطيوب) لتقبلهم رعاية النشر والتنسيق والتصميم  بالغ التقديروالاحترام  من جهود فاضلة.

1.1: الأنوجاد والترائي ما قبل قراءة “قصيدة كوليرا”

لكن بالعودة إلى عنوان الحلقة٬ والذي يقودنا إلى اخضاعه بالإجابة على مدخل لإشكاليه واقعة لظاهرة المد والجزر وخواص في مغنطة التفسير حول ما فيه٬ الا وهو: ما طبيعة الأنوجاد والترائي ومقصد غاياتها ـ أي القصيدة ـ عند المبدعة (نازك الملائكة) وفيم تبحث؟٬ وكيف وصول الانوجاد إلى مرجعية رأسمال العبقرية تلك ذات القيمة الإبداعية المضافة؟  وما سمات ومعايير ذلك الانوجاد والترائي لتلك الماقبلية عن القراءة؟ الذي منه يؤدي بنا نحو أصل العلاقة مع ثبات علة العنولن الرئيسي المعني بـ: تجديد رأسمال العبقرية الإبداعية العراقية والعربية٬ إزاءه٬ كشف ملابسات الفكرة المدهشة عند الشاعرة وثقلها في نفي الفكرة المبهمة.

1.1: الأنوجاد والترائي ما قبل قراءة “قصيدة كوليرا”

إذ ترى الشاعرة نازك الملائكة ماهية الأنوجاد للقصيدة؛ “هي٬ “ثبات علة الحكمة” وفيم تبحث. والبحث عن علة الحكمة في القصيدة تعني ؛ الثقل الظاهري للمعلولات؛ لعالم واحد كلي٬ خواص تفسر جامع إشكالية كونية٬ أو هي قراءة لنظام شامل للمعرفة المحددة٬ ضمن الإطار البشري٬ معرفة تعمق أبعاد بحث في الميكانيكيا الثقافية٬ تصف حركة متوالية المركز وتوابعه الأخرى حول صنعة الرؤية/الأهداف٬ وإخضاع مرجعية المتابعة في الأشياء لإطار يشهد أعتبار الامتداد في الحركة. مما يبين لها (الشاعرة) فيه لم لم تعتبر الثقافة تراثها لها عمق وجذور تمتد طولا وعرضا وعمقا في صنعة القرار٬ بما ثبت للتجربة العربية الاسلامية٬ من آثر بالغ علما وفلسفة في عالم شهادة الغرب٬ ولم لم يعتبر “الحداثة” تفسح مجالا في “تجديد” ثقافتنا العربية الإسلامية في مجالات الفلسفة والعلوم في تغيراتها المتعاقبة إلا حركات خاضعة لبعض القوانين والقواعد البسيطة ومتصلة جدا. طالما الحكمة لها “تفسير حداثوي” يجمعها بالنهاية لعالم واحد كلي٬ من خلاله يجمعها انشغال التفسير الجامع للكون أو هي نظام للمعرفة المتوالية للأجيال البشرية وغير البشرية.

مما يجدر الأستباق إليه في الإنوجاد٬ ترى إن الحداثة ليست مجرد معارف جزئية خاصة٬ وإنما هي علم لمبادئ ثقافية وإنسانية اخلاقية عامة٬ بمعنى٬ أنها علم تعكسه الأنوجاد للأصول الثقافية في معالجة ما هو أسمى ما تشارك فيه الأمم في صياغة هذه المبادئ لعلومها العامة٬ خلال تجديد آثار متوالياتها من نتائج أعمق. وهنا جد أن وقفة القصيدة عند (نازك الملائكة) يدخل فيها علم التراث وعلم الحضارة وعلم ثقافة الإنسان وتطوره٬ لكن دعامة القصيدة عندها إنما هي في الفكر المدرك الكامل أي الأنوجاد الثقافي التراثي/الحضاري الإنساني في ظهور إنوجاده بالعمل للذاته٬ والذي هو بالضرورة يشكل الانوجاد دواعي مدركه٬ الموجود الكامل أي الإنسان٬ منبع الحرية٬ الآثر المؤثر٬ منبع الانوجاد المعرفي مع محيط بيئته كل وجوده والضامن لكل حقيقة يرى فيها ضامنة لمجموعة من معارف جزئية خاصة تفسير لعلم مباديء عامة.

والقصيدة عند شاعرتنا مدركها٬ معارف الانوجاد نظر وعمل. إنوجاد النظر هو بمثابة العمق الاستراتيجي الاساي الذي يسند عليه العمل الوظيفي. ولقد بينت نازك الملائكة نفسها ما هية الـ(كوليرا) وموشوعها في دراساتها النقدية٬ و ردود الموجود الكامل أي حيوية الفكر المدرك لذاتها٬ الذي هو مدرك الإنوجاد الثقافي والصراع المتداخل٬ ومع النزاعات٬ أي الفكر المتعالي٬ ما يغلب على قلقه وضمان حقيقة مخاوفه من الآخر المتوتر. بمعنى٬ أن لمجرد أن نتوقف للفظ “كوليرا” هذا معناه٬ نحن بحاجة إلى دراسة ” الشيء/الأنوجاد”٬ دراسة الحكمة. أي٬ ليس معنى “القصيدة: كوليرا” تقليل من ثقل (الآخر: المتوتر) أو الاستخفاف من منابع قلقه٬ ولا مجرد إحاطة عابثة للمناكفات. أي٬ لا يعني من مجرد ذكر القصيدة يعني بها عجزا لحكمة في ذاتها٬ أو الحكمة الإبداعيه لمعارفها قاصرا دراستها على تهيأت متخيلة٬ مبنية على الحيطة والتبصر في الأمور٬ بل تفيد أيضا معرفة شاملة لجميع الانوجاد والترائيات للأشياء التي يستطيع الأنسان “العربي” معرفتها عن الآخر٬ أو يدعم مشاركته في معارفها٬ ليشكل لاصطلاح الحداثة والتغيير معاني لها ما يفيد وينبه عن ما هو ضار لوجوده؛ إما لصياغة قوة تناسب المدارك الطبيعية الموجود لدعامة ذاته٬ أو تمدد ل خيارات٬ أو تعزز تعدد لوجود ضامن لكل حقيقة فاعلة٬ وبالنهاية تعد الحداثة حكمة٬ لهداية حياة الإنسان أو المحافظة على صحة معارفة العامة في الحماية والابتكار والاختراع لجميع البشر٬ فنا وعلما.

لذا فليست غاية الشعر عند نازك الملائكة مقتصرا على الوزن والقافية٬ بل إن من غايته أن يكفل للإنسان طمأنينة التغيير الاخلاقية وأستقرار تعددية المنطق. ولعل فكر نازك الملائكة في هذا الموضع أقل من المتنبي الذي جعل من صفاء النظرة وشفافية خلوها من المنفعة من طابع الشعر.  بمعنى٬ أننا ينبغي نتمهل في الحكم على نازك الملائكة. فهي نفسها “بشر” ما تقوله في نظم قصيدة ما٬ تتبدل مواكبتها٬ وتتجزأ لحظاتها٬ يكفلها جدة وصرامة هو الوعي؛ الانوجاد الطبيعي؛ السعة الذهنية للعلاقة التي ترجوا منه أن تتوجه به أكبر قسط؛ عنايته إلى طلب الحكمة؛ التي تعتمد سمة مرجعيته الصحيح…٬ وليس من الوعي المتعالي “آنية” مهما بلغت من شحة البراءة والنبل٬ تظل متعلقة بأمور الحواس٬ تعلقا أنوجاديا كبير٬ يحول دون انصرافه عنها أحيانا٬ مؤملة خيرا لقيم اضافية أكبر٬ وإن كانت تجهل في المعظم ماقبلية ذلك الخير والعطاء المرجعي الإبداعي٬ ضخ الأنوجاد القبلي من المترائي٬ ما اقتصر على المعرفة التي تكفل الراحة والهناء… وهذا العطاء المتعالي٬ الإرادة المهيبة٬ إذا أعتبر بقوة نور الحداثة٬ أو الخير المتوالد بحوافزه الطبيعية بمد آثره داخل حفريات معرفية٬ مؤمنة بتحقيق إرادتها نحو انصراف قيم إضافية خيرا إليها٬ نو الحكمة٬ الأيمان بإرادتها٬ إن لم يكن شيئا آخر غير حتمية معرفة الحقيقة بواسطة عللها الأولى٬ أي٬ أعني بمؤطر قصيدة “كوليرا”٬ ونظرتها البعيدة الصافية.

وكيف الوصول بالانوجاد إلى رأسمال المعرفة العبقرية تلك ذات القيمة الإبداعية المضافة؟ يرى الانوجاد عند أغلب قصائدها٬ بل أغلب شأنا في أبعاد قصيدة كوليرا٬ أن رأسمال المعرفة على أربعة أركان:

ـ الركن الأول: المباشرة؛ إشارة إلى معاني بلغت من الوضوح بمرتكزها٬ لب القضية علانية٬ تصرح بذاتها أن تلقفلها يمكننا من غير مشقة تأمل٬ ـ ولعل الشاعرة قد زحف تصورها٬ هنا٬ كأن يكون الحدث غامضا٬ ومعقدا للفهم بأبعاد نتائج تحصيلهاـ.

ـ الركن الثاني؛ يشمل كل ما توقفنا عليه التجربة الحسية؛ ومعاني وضوح التجديد ذات الرأسمال المعرفي٬ ثم

ـ الركن الثالث؛ ما تدفعنا إياها النظرة النقدية للشعر من الآخر مرافقة الحداثة من المعرفة ذات الكليات في ضروب اولويات التقييم٬ واخيرا

ـ الركن الرابع؛ رأسمال البحث المتصل عن أبيات الآخر لما غلبها رعاية الآثر الفلسفي وضروب سلطة الأنا العليا.

ويلاحظ أن الشاعرة لم تأمن من تلك الحداثة٬ و محمولات التأملات تجري معانيها حركة٬ باتجاه لبسط النفوذ الغربي بأساليب وادوات غير ظاهرة؛ لتشمل وتحتوي ما فات. فتوقفت٬ تتفحص خطابا بعديا احترافيا؛ يسرد عليه التجربة العربية والاسلامية٬ إيضاح ما يتداول عليه بين الناس واغلب الفلاسفة في الفكر العربي الاسلامي. مما آثار لديها ضروب من تجديد عمليات المراجعة والاستدلال في اكبر تأمل٬ هو قصيدة كوليرا٬ غير أن من الصعب على البعض يقبل ذلك الانجرار من تلك التأملات التي وضعت التقييم موضع حوارا “للنباهة” العامة في اثارة الحوار٫ وحث المتابعين للبحث في تشجيع فيها ابعاد صنعة الادبيات للحداثة في مستوى واحد مع محددات الاهداف في صنعة المعنى٬ نظريا وعمليا عبر ما تنتجة التجربة. ولكن تلك الاركان ليست إلا صياغة تؤطرها صورة الوقع للقصيدة٬ صورة رأسمال المعرفة الملموسة.

 ولأجل أن تؤكد حركة رأسمال حيوية المعرفة كاملة؛ ينبغي أن تكون القراءة مستنبطة من العلل الحقيقة٬ التي اثارتها القصيدة من معاني وتجربة. ومهمة الشاعرة هي البحث المعمق لا عن العلل في ماهيتها الكلية ونبع دلالاتها٬ بل رفعها إلى دراية التجربة ومستوى ما تفيدنا بها بالتمييز من ادبيات الحداثة وفلاسفتها٬ وواقع ما يحتاجه الواقع العربي والاسلامي مع تاملات وظيفية مفيدة٬ وإضافة قيمة لمعاني الكبرى للتغير٬ وما تنفع للتجديد لأجله كمعرفة عمليات الاستدلال خلالها. بمعنى؛ وجدت من سبب الوباء وقفة تعكس إشكالية الصراع٬ وتنبيه رجالات الفكر من محاولة؛ يجدون لها مرتبة منضبطة ومستقرة مرتبة خالصة للمعرفة؛ لبلوغ الحكمة٬ مما دفعها للصد عن معاني وكلمات لها من الاسماء ما هو أسمى وأوثق ولا تعدلها شيئ من المراتب للأركان إلا ادوات في طلب العلل لرأسمال المعرفة الملموسة والمحسوسة٬ تجمع من خلالهما الوقفة الحقة التي بها يكون بمقدور الإنسان المبدع أن يستنبط أسباب كل ما يستطيع أن يرفد به معافه. والمسؤلية على أولئك الذين لهم شأن القرار أن يوجدوا ما يوفى إليه هذا المطلب الذين سماهم الناس شعراء٬ يطمحون للانخراط في الحداثة… .

وما سمات ومعايير ذلك الانوجاد والترائي لتلك الماقبلية من القراءة؟ ينبغي أن يتوافر في تلك المعايير٬ مرتكزان أساسيان:

ـ الأول أن تكون سمة الأنوجاد أوثق الوضوح والبداهة٬ وما يعادلها من التصنيف مراتب٬ بحيث لا يربك الوعي في حقيقتها٬ إذا وجد أنزل فيها النظر٬ ثم

ـ الثاني أن يستند عليها مرجعية رأسمال معرفة الأشياء الانتخاب والاصطفاء لأخرياتها الأخرى؛

بمعنى٫ لا تستتب مرجعية رأسمال المعرفة بدونها٬ أي٬ حين تدفع بالمعرفة يكون لها من أصول مبادئها يمكن تمييز معرفتها بدون تلك الأشياء التي تستمد منها٬ بمعنى٬ أن لا يكون من متوالية سلسلة الاستنباطات التي نقوم بها شيء إلا ولها من الجلاء أشده وضوحا وبدهة.

 وعلى ذلك يكون السياق التنظيمي للقصيدة ـ الكوليرا ـ شيدت لها الشاعرة (منهجا شعريا=لبنية قصيدة التفعيلة) هو منهج الشعر الحر٬ وشرائطها الوضوح والتميز وربط المعاني العميقة بساطة الاداء.

والمنهج الشعري عند شاعرتنا المبدعة (نازك الملائكة) هدفا واحد٬ ولكنها لسلاسة التعلم والتعليم إليها٬ أوضحتها قصيدة كوليرا٬ تعميقا استنباطيا ملهما التجديد/ الحداثة؛ لما فيها من ربط المعاني من توكل القصيدة؛ بعد نظر؛ للحركة الفكرية لطبيعة الاشياء مع الواقع٬ وتعددية النظر لتمنطقها وفقا لحرية الإنسان٬ وتنوع خياراتها الاخلاقية وقيم إضافتها المتعالية من داخل ثبات حرص الصوت الإنسانية تعاليه.

فالقصيدة لها من الإرادة؛ منهج الوضوح والتميز والمعنى؛ وقفت إليه؛ المقدمات؛ الحقائق الملموسة ـ العددية/النوعية٬ المحسوسية ـ العددية/النوعية؛

ـ في مقدمات القصيدة؛ هو اجترار الواقع من تجديد ماقبليته للراهن٬ أي ما هو قبلي  ما له من شمول في رسم سمات رأسمال المعرفة التي من بينها أخضاعه لتفسير وشرح وايضاح٬ تجديد لصفات القييم التراثية والتاريخية المشتركة٬ صفاتها الإنسانية المشتركة٬ ولا سلطة مادية تقتحم نفوسنا باغلاقها٬ وطرح بحث مشترك يشمل جميع المعاني الواضحة البسيطة التي هي فينا٬ إرادة الإنسانية الواعدة بالخير.

ـ الحقائق الملموسة للقصيدة؛ هو ما يأتي بالنظر إليه من الكليات على بدء المقدمات٬ وما يأتي العموم بعد طلك لإيجاد السمات لمعايير “الخيارات والتنوع والتعدد الاخلاقي” للاشياء الملموسة٬ العمق التجريبي “كيف؟” (الكمي/النوعي) كيف نشأ الشيء بمسسبات ودوافع ما آلت إليه الاثار وانعكاسات جميع معاني؛ تفسير قبلية الشيء كله٬ دون الانتقاء والاجتزاء ـ الاصطفاء٬ ثم

ـالحقائق المحسوسة للقصيدة؛ هو ما يترتب على الخصائص النوعية؛ خصوصية الاشياء وطبيعة هذه الظاهرة وما يحيط بها من الأثر التي توجد عليها كالحق والعدالة والحرية والمساواة.

ـ وبعد ذلك ما نحتاج إلى أحقية اخضاع سمات معايير رأسمال المعرفي إلى الابتكار والابداع للابحاث والدراسات والتدريب؛ التي نحتاجها أن تفحص الميزات والاضرار على الخصوص طبيعة الميول الإنسانية ما جادة فاعلية طبيعتها الاخلاقية المشروعة٬ والتأكد من طبيعته القانونية من تعددية منطقية للتجديد والاستمرار بالإضافة٬ وأن نجد لها منفعة قيمية لعائدية رأسمال المعرفة من مشاريع تشجع الطبيعة الإنسانية على المضي في الإنسان نحو الخير٬ لكي يمكن أستطاعته بعد ذلك أن نجد الامم في بحث ،تطور العلوم مشاركة في التدريب لتحسين فروع العلوم التي فيا اكثر مساسا للمصلحة العامة للحداثة ـ أي تتبنى شعاراتهاللبحث والتطوير في شمول الحياة كشجرة أخلاقية ـ إنسانية لها جذور “قبلية”٬ وجذعها المادي مزدهر بفروع المعرفة الإنسانية” المشاركة والتضامن الاممي العام؛ التي تخرج من هذا التأصيل هي جميع المعارف والاحداث الاخرى؛ التي لها ترجع من خلالهاـ وهنا مرتكز “الكوليرا” ثبات وتبيين معلن٬ في: الطب٬ والانتقال والخيارات لحق الحرية للإنسان٬ والتعددية المنطقية لقيمها الاخلاقية: حركة وتعدد قوة طبيعة الإنسانية وإلى الاخلاق؛ أي تجديد النظر إلى (التراث الإنساني) قبل القفز على ركام الخلافات دون نظرة موازية مشتركة نحو بناء أفق مشترك موحد٬ والأرفع والأكمل التي تفيد رأسمال المعرفة بأن يجدد نفسه مترابطا عضويا تامة له العافية صحة العلوم والإنسانية بالأمم جمعاء سواسية بالحق والعدالة والمساواة. ولذلك كانت هي أقصى مسعى للشاعرة/القصيدة أن ترتقي بها القصيدة مراتب الحكمة٬ مرجعية للتجديد.

غير أننا نلاحظ أن الشاعرة قلبت المعادلة التقليدية لما يتوقعها (مريدوا الحداثة) أو (جماعة مجلة شعر). أي بمعنى أخذت تنظف البساط من غموض دوافع ما لمصطلح “الحداثة” من غموض٬ في المعرفة المعهودة بمثالب القصد الخفي لمعالم الإنسانية البشرية٬ وجعل من (التجديد)/التفاتة إلى التراث؛ قبلية للتدارس والتباحث بخطوط مقدماتها المشتركة مدخلا للميكانيكة في التفعيلة وإلى الطب في وازع منهجية التجديد الذي ينبغي اتخاذه (عبرة) من الوباء درسا للانتقال إليه أخلاقيا في التجديد: وهنا تمدنا قصيدة (كوليرا) إلى شأن نطفتنا المعرفية كرأسمال الانتقال الاخلاقي للعدالة٬ النظر في الأشياء٬ وتمدنا نحو الاشتقاقات الحركية للمعارف والمدارك العلمية باتجاه الحقوق بتغذية العلوم والفنون والاداب الجامعة٬ وأخير

ـ تدفع لنا الاشتقاق من قصيدة كوليرا كلية اخلاقية لتقويمات حصيفة وحريصة إلى مرتبة الحكمة٬ والتي هي ترسم (لوباء الكوليرا =القصيدة) إطارا لها صياغة الحياة؛ صراع/ وفاق مع نظام رأسمال المعرفة٬ وإخضاع إرادتنا للتجديد/الحداثة نحو إرادتنا لتمكننا من عزوماتنا الممكنة لنظام الزشياء وسياقاتها التنظيمية في العمل والآثر.

ـ مراعاة الشاعرة لمالاحظته من فجوة خطاب الحداثة؛ عقم المشاهدة الإنسانية لمشاهد الفجيعة على الشعب المصري آثر الوباء٬ ما دعتها للتوقف والتأمل من عقم الفجوة٬ وبعدها عن حياة الحداثة الفاعلة٬ ما جعلها الأخذ بيقين “إعادة النظر بتفكيك الاصطلاح مع الحياة العاملة”٬ آخذة إلى الاصطلاح المقابل/التماثل بـ”التجديد الحضاري للتغيير”٬ بمعنى يلزم أن يكون له هدف ورسالة عمل واضحة الابعاد؛ أن يفيد منها الإنسان العربي والإسلامي؛ بحفر روابط عمقه الحضاري الشرقي في تجديد مكانته. وقد يبدو لأول وهلة على قصيدة ـ كوليرا ـ للشاعرة يطغى عليها اغراق النظري٬ لكن الحقيقة أن الشاعرة لم تفارقها المعايشة والانشغالات العملية ابدا؛ بل عززت نظرتها وتأملاتها العميقة أن تنميها القيم العليا تتبع الحاجة لتجديد النظرة الطبية المؤسسية المبنية على الكيماء العقلي٬ واستدامة العناية بالاخلاق. أي بمعنى؛ إن ابلغ الطرق لاجل معرفة كيف يلزم أن الإنسان يلزمه أن بد الاعتراف “بمقومات الحاضر والاتجاه المستقبلي لبناءه عبر تجديد معاييره القبلية ـ التراثية بعناية توافق الحاجة والضرورة والرغبة٬ وعن القيادة وخصائصة والشخص المبدع؛ الذي يتقدم برفقة عنايته تفيد الابتكار والابداع٬ والداعم لرأسمال المعرفة يليق بترفع هيبة مقام التجديد للأمة.

وربما جاز لنا أيضا أن نعزو إلى القصيدة حيطة الشاعرة٬ منحها اعتبار العلل خطورة ماهية القصيدة ومقصدها عند نازك الملائكة؛ الإشكاليات الحسية ليست مجرد شيء مفتوحة لجميع من يتحدث عن ابداعات المحترفون المتضلعون في تخصصات حقول إهتماماتهم. في الواقع الإشكالات الحسية لقصيدة (كوليرا)٬ تتمثل وقفات عند اسلوبية تتمتع بأجرأ مغامرة بيانية٬ وأقوى مشقة نص لامع لمعنى الغائية؛ في تبادل تنوع الكلمة٬ وابرز لفظ يأتي بالمقدرة على النفاذ؛ في مساحة ممرات الصياغة لملكة التصور٬ أن تقوم بتدفقها نحو اماكن العمل الابداعي أثناء خلفية زمنية متضمنة معا في صورة إشكالية رأسمال التدبير الحسي المحض٬ لأنها قاضية في رفعها من رأسمال تدبير إشكالية حسية في ندرتنا التصورية٬ نحو السبق يظهره فعل تلقائية نميرها٬ الحرية التجديد الحضاري بفهم حاستنا للحرية الإنسانية٬ لبيان وجهة نظرها فيه من قبل صمت فهمها٬ نبهة حيطة لمعنى.

فرأسمال المعرفة دعت خلالها إلى عدم تفادي كل سؤال مقحم خرج إلى مقاصد؛ إبداع إشكاليات لا تنبت مدخلاتها الحسية لغرض مسألة تبعد معرفة ما٬ إن لم يكن وجود ثمة تصورات مسبقة٬ لتحريك وإزاحة حدود إرادة المقولات٬ والمآخذ المنزوعة في جاعلية كشف فهم ما هو غامضا٬ و إلا تبقى المفاهيم كما هي على حالها٬ إذ إن التصورات في خلق الإشكاليات الحسية يمكن أن تأخد مسألة معرفة جمالية ناظمة في مدار تجديد نظم القصيدة٬ بنية معارفها٬ لغرض أن نفكر فيها تحليليا من الذات العميقة إلى الأنا المتوجسة بآخر. غير إن الوعي المتنامي٬ رأسمال الإبداعي٬ يعتمد ركنا شبكيا واحدا؛ منها من حيث يتصل الأمر بالمتنوع الاخلاقي؛ وما يتعلق به في جعل ما يجب أن يكون باستمرار دائم متميزا بوعي الآخر٬ وهنا تستظهر مسألة ما ليس هنا بالمدار٬ إلا وهو سعة رأسمال الإبداع يتعرض للإرادة الواعية؛ بالتأليف وووحدة روابط سياق هذا الوعي المعنى إمكانية الانوجاد.

ولكن٬ ما تلك الانوجاد لعناية معالجة الكليات٬ التي تجدد رأسمالتجديد الإشكاليات التي تعد مثيرة للأهتمام بالضبط؟ وكيف تختلف طريقتها مهمة شفافيتها الحسية عن مصادر الافتعال الجمالي٬ والابتكار للأبتعاث من آثار التجارب إلى دهشة٬ ويمكن الوقوف إلى طبيعة القيام بإجراء هذه الدراسة لتغطيتها؟ وكيف تتدخل التجربة٬ في صورة إشكال حسي لقصيدة الشاعر نازك الملائكة الجمالية٬ في كل رابط بالتأثير فينا٬ سواء في أسلوب وعيناه٬ أم لم نزل لم نعيه٬ هو تقسيم في أنماط مجموع إنشغالات التفكر المؤثر؛ التي نحيا ما يؤتي به دفاعا٬ رد منوعاتنا الحسية الحقيقة الصورية والعرضية ابداعيا؟ وكيف تم توظيف الاجتيازات لصورة هذه الحسية الشعرية؛ من خلال اختيارات الظاهرة لبعض من دراسات لها وقع تدبير مباشرتبسط القصيدة للشاعرة؛ تلك التي جعلت وضعها أمام المنهج العام ربطا خاضع منجزها لنوعية تسويغ متعال في أدواتها عامة؟ ولماذا إذن يساعدنا المنهج معا على رفد تميزها تصورا معرفيا واعيا لمحتوى البناء الشعري٬ الذي يقع في التحليل بمعطى الجواب الشافي عن كل مسألة لها نقيضه٬ ويشترط الأتساق الابداع الجمالي أكثر وعيا بالنفس والأشياء الخارجة في حصولها على الأنا المغيبة. أيضا على الطريقة التي تمكننا تعزيز نقاط القوة٬ واستكشاف التحديات٬ لتساعدنا على تحمل مسؤولية أفعال المعرفة٬ وتطور وعيها الجمالي نحو ممارسة ما ساهمت بثها شاعرتنا منزلة.

لكن في تجنب كل ما هو خافت الرأي المعارض عنها ازاء آتساع الروابط٬ وما ينطوي انتشارها على نطاق واسع في قصائدها٬ إلى وقفات تنطوي بإضافة من ثقافة الابداع الجمالي٫ لابد من الاعتراف بدفعها إلى القاريء الكريم فائدة؛ من خلال أهمية إنتاج القيمة المضافة٬ أن يحلها الوصول إلى نتائج مفيدة وفعالة؛ تحقق النقاط الاتية بمتن القصيدة كوليرا.

وهنا يجدر ما يصلح ذكره٬ هو يمكن للقاريء المتعدد المواهب المجردة والتصورات أن يتلقى في لحظة “ضخ” أفكار من الإشكاليات الحسية/الوظيفية؛ تمنحه مفاتيح حسية خالصة٬ أعني في ذلك هو ما ستضاف إليه من تدفق القيم المضافة٬ محض تراشق وتلقي. ما يعني٬ إمكان قوة رأسمال المعرفة الابداعية ربطها بالإرادة لهذا “الضخ العاصف” من مواد وأدوات وميادين من تقويم خصائصها الدافعة٬ قد تعرض تراثيا٬ منح قدرات معرفة شافية من أبسط قواعدها التعبيرية المجردة في المتخيل الشعري٬ من دون أفتعال٬ سوى عبر نمط تأثير القراءة لشاعرتنا في تعمق لذاتنا الفاعلة أو روابطها المسبقة اللاواعية فينا.

تابع الحلقة القدمة……

نازك الملائكة ـ تجديد رأسمال العبقرية الإبداعية العراقية 2 ـ 4

٢.عرض القصيدة قبل أختبارها أو محاولة رأسمال الانوجاد الحسي

مقالات ذات علاقة

الحضور الفكري والوجود العملي والذاكرة الجمعية

إبراهيم أبوعواد (الأردن)

الرسالة الثالثة والأربعون: امتناع الأضداد في معاني اللغة

فراس حج محمد (فلسطين)

قلب النجيب ودم العاصفة

مهند سليمان

اترك تعليق