الطيوب
نحن نعاني أزمة قراءة.. كثيرا ما سمعنا هذه الجملة التي تصف واقع القراءة في ليبيا، والتي بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف وضعناها على طاولة الحوار مع الكاتبة “ميسون صالح“، المشغولة بالكتابة والقراءة، والتي نظمت العديد من جلسات القراءة والمطالعة بمدينة بنغازي.
أحب تسميتها معضلة
نعم بكل تأكيد!!! لكن أحب تسميتها معضلة لكونها من الإشكاليات المطروحة على الساحة الثقافية دائما وبأشكال متفاوتة ومختلفة، في هذا الوقت المسألة أصبحت أكثر تعقيدا بوجود كل هذه البدائل عن القراءة، رتم الحياة السريع، الأحداث الفجائية، الحروب كل هذا يجب أن يؤثر في معدلات القراءة.
في الظاهر يبدو أن نسبه القراءة بين جيل الشباب أفضل من قبل، لكن نوعية ما يقرؤون يشبه إلي حد ما يكتب هنا وهناك على مواقع التواصل الاجتماعي خواطر ولعلها.
هناك نظرة متفائلة وأنا أؤمن بها أن (أزمة القراءة) شيء غير موجود بالمعنى الدقيق.. لأن العقل البشري يبحث دائما عن الإجابات والمعارف، يبحث عن تجارب جديده، يتملكه الفضول لمعرفه الآخر، والكتاب كفيل بكل ذلك، ولهذا هو مستمر.
تفاوت النسب من فتره إلى أخرى لا يعني لي شيء، القارئ سيظل موجود دائما وابداً.
المشكلة بين القارئ والكتاب
فهي لها وجهان، إن الكاتب إنسان أيضا ويحتاج لان يتكسب من كتابته، ويستغل هذا الناشر ويصبح الكتاب سعره ليس في متناول القارئ، إلى ان يضعه أحدهم بصيغة كتاب الكتروني (وهذه ظاهره الحديث فيها يطول بين كونها تعدي على حقوق الملكية، وفرصه للانتشار الواسع للكتاب).
الثانية الفجوة التي بدأت تتشكل بين القارئ العادي والكاتب المثقف، بدأ يشعر الأول -نتيجة لرداءة أغلب ما يخرج- أن الأخير نخبوي ولا يستهدفه، فيرجع للكتب الرديئة وهذه حلقه مفرغة.
هل نجت مشاريع القراءة؟
لا أستطيع أن أحكم على مدى نجاحها، لأن نجاحها دائما وقتي للشريحة الأكبر.
هذه المشاريع استفاد منها من لديهم شغف مسبق بالقراءة، فقد زادته وصقلته، وهذا جيد في رأيي أن يكون لديك 10 قراء جيدون أفضل من 100 على السطح. لكنها على الأقل ساعدت في نشر فكرة أن فعل القراءة فعل جيد ومفيد وممتع ايضاً.
مقترحات للتشجيع على القراءة…
قد أكون متطرفة في هذا!! ولكن قبول النصوص والكتب والمقالات التي لا تظهر أن كاتبها قارئ جيد هو أحد اهم الاسباب في العزوف عن القراءة.
– انتشار المكتبات العامة.
– إرجاع حصة المكتبة ولكن بفعالية.
– تشجيع نوادي القراءة.
– حرص الدولة على جلب الكتب وتوفيرها بأسعار مناسبة، ومساعدة دور النشر المحلية.
– مسابقات للناشئة تشجع فعل القراءة.
– محاولة نشر ثقافه أن القارئ لديه مكانه اجتماعية مميزة وليس العكس.