من مجموعة تواصل للنحات عبدالله سعيد.
شعر

خُذْنِي إلى الحُبِّ

من مجموعة تواصل للنحات عبدالله سعيد.
من مجموعة تواصل للنحات عبدالله سعيد.
تصوير: حسن المتربح.

 

كالبرق يَصْعَدُ
كان التّوقُ في دَمِهِ
يضيءُ كُلَّ الخبايا
في تَسَنُّمِهِ

وكان في موكبِ العُشّاقِ
آخرَهُمْ
ولَم يَكُنْ عاشقٌ
يرضى بمقدمِهِ

عيونُه تنثرُ الأفراح
ما فتئتْ
وقلبُهُ واقفٌ
في صمتِ مأتمه

كأنّهُ لوحة
ألوانها ضحكتْ
وعينُ رسّامها
تبكي بمرسمه

يخبّيءُ الّليلُ
– إنْ مرّ – النجومَ ففي
جبينِهِ الضوءُ
كم أزرى بأنجُمِهِ

يضيءُ بالحزنِ !
هل حُزنٌ يضئُ ؟! وهلْ
جُرحٌ تبسّم يوما
في تألّمِهِ؟!

وكان يحدو كزرياب
ليطربهم
أو معبدٍ في شجيٍّ
من ترنُّمِهِ:

خُذني إلى الحُبِّ
خذني كي يطهرني
فليس في الماء
ماءٌ مثل زَمْزَمِهِ

خُذني إلى الحُبِّ
جُدرانى مُهدّمَةٌ
وكم أقام جدارًا
من تهدُّمِهِ

خُذني إلى الحُبِّ
علّ الحُبَّ يذكرني
في صمته المُجْتَبَى
أو في تكلّمِهِ

أو ربما حين يُعييني التَّشَابُهُ
في مقام من عبروا
يُلقي بمُحْكَمِهِ

بشراك إن لاح في
ليل السُّرى قبسٌ
فإنَّ روحك
قد حَطّتْ بمنجمه
:
:
:
مَرّوا خِفَافًا
بوادي الحُزن وارتحلوا
وخلّفُوهُ
لكي يُدمى بأسهمه

وقيلَ: إنّ لهم
شهدَ الوصول
وللمنفيِّ من خلفهم
كاساتِ علقمه

وحين مَرّوا
على الشوق العظيم رأوْا
سلال من تَرَكُوا
ملأى بمعظمه

وأنّهم قد نأوا
حتّى لقد سألوا
هل كان مَغْرَمُهُ
أسبابَ مَغنمِهِ

تفتّحتْ – إذ دَنَا – الأبوابُ
وابتهجتْ
كُلُّ المفاتيحِ أضْحَتْ
رهنَ مِعْصَمِهِ

لا يقبلُ الحُبُّ
شوقًا ناقصًا أَبَدًا
وأَكْمَلُ الشوقِ
في عَيْنَيْ متيَّمِهِ
:
:
:
مَرّوا وما مرّ
إلّا وهو مختلفٌ
لم يفهموا أبدا
أسرارَ مُعجَمِهِ

كانت مواسمهم
عطرًا نمرُّ به
وكان كُلُّ الشَّذَا
في روض موسمه

لم يبق للحُبِّ معنىً
لم يَحُطَّ على
نوافذِ القلبِ
كي ينسابَ في دَمِهِ

فإن تنفّسَ
كان الحُبُّ شهقَتَهُ
وَإِنْ تكلّمَ
سالَ الحُبُّ من فَمِهِ

وَإِنْ أشارَ إلى حقدٍ
أطاحَ به
كما أطاح وضوحٌ ما
بمبهمه

مقالات ذات علاقة

وطن يبكي

مهند سليمان

عود على بدء

زكري العزابي

أي وهم تتحسسه من الدروب الخاوية؟

جمعة عبدالعليم

اترك تعليق