من أعمال التشكيلية الليبية .. خلود الزوي
قصة

حقل زعفران

من أعمال التشكيلية الليبية .. خلود الزوي

تفضي الأزقه بأسرارها للباحات، هناك في الركن القريب، عند اكتضاض الضحك تفوح رائحة الأعشاب العطرية. غبار القرفة يذكرني بدفئك، والزنجبيل كحدتك.

لماذا أنت هنا؟ بين كل هذه الروائح! لماذا هذا الشعور المتوحد بينك وبين أغراض هذا الحانوت؟ حيث لا يمكنني أن أمنع نفسي من دس أصابعي بين فراغات قميصك، ولايمكنني أيضاً، منع رغبتي من دس يدي في أكياس الحبوب. مزاجك الشرقي، يشبه البهار، عبوس الفلفل الأحمر الجاف، إلي طراوة الزبيب العتيق.

للحانوت أرفف مرتبه وقديمة، محشوة بالاعشاب العطرية، رائحتها تحرك سواكن المكان، كان الحانوتي يراقبني بهدوء، يتحرى خطواتي بعيني قط يقظ، ينتظرني أن أحرك شفاهي بسؤال، فبداء هو القول:

– لكلٍ منا نوع بهار يشبهه!، يشترك معه في ذات الخواصز

ابتسمت بفرح، وسألته:

– أنا برأيك، أي من هذه البهارات تشبهني؟
أجابني مبتسماً:

– أنتِ كحقل زعفران.

مقالات ذات علاقة

دمــوع الفــراق

محمد عياد العرفي

الغروب

المشرف العام

الجنة

إبتسام عبدالمولى

اترك تعليق