(ثلاثية أحمد الفقيه نموذجاً)
بالرغم من أهمية الأدب والسينما والأدب الشفاهي كمصادر للدراسة في الدراسات التي تتناول الشرق، إلا أنه غالباً ما يتم تجاهل هذه الحقول الابداعية التي تمثل مصادر غير تقليدية يمكن أن توفر وجهة نظر مغايرة للتأريخ عن غيرها من وجهات النظر الرسمية للدولة (1). إضافة إلى ذلك، فإن بعض الكتاب في مجتمعات العالم الثالث يلعبون ادواراً مختلفة عن تلك التي يقوم بها نظراؤهم من مبدعي وكتاب الغرب. ومثل كتاب أمريكا اللاتينية، فإن الشعراء والروائيين والسينمائيين العرب ظلوا فعالين تجاه التحديات السياسية والاجتماعية في مرحلة ما بعد الاستقلال، وقد تعامل الجمهور معهم بجدية.
ولعلنا نتذكر كتاباً مؤثرين من أمثال طه حسين وعباس محمود العقاد وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وبدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي وأحمد فؤاد نجم ومظفر النواب ونزار قباني وغيرهم من الكتاب والمبدعين الذين لعبوا دوراً مهما في حياة بلدانهم الاجتماعية ، شبيها بالدور الذي لعبته قلة من كتاب أمريكيين من أمثال دبليو. إ.بي.دوبو (W.E.B Dubois) ونعوم تشومسكي (Naom chomisky) وكورنيل ويست (west cornel) وإداورد سعيد (Edward said).
وتظل الحاجة للمصادر الاجتماعية والثقافية أكثر من ملحة فيما يخص الدراسات الليبية في الولايات المتحدة حيث تتسم جل الكتابات الأكاديمية والصحافية عن ليبيا بتركيز مهووس على وجهة النظر الرسمية للدولة خاصةً بشخصية العقيد معمر القذافي، ومع ذلك لا توجد دولة دون مجتمع وما لم يفترض المرء أن القادة السياسيين – مثل العقيد معمر القذافي – فوق المجتمع ، فإن التعامل مع المجتمع، بجدية، يعد شرطاً أساسياً لفهم أية ثقافة (2). وتتوسع الدراسات لتشمل المجتمع الليبي، وتحليل أصواته المتنوعة عبر استكشاف آدابه سوف نسلط ضوءاً جديداً على فهم الخلفية التي جاءت منها القيادة السياسية والنخبة، والكيفية التي جاءت بها ردود المجتمع الليبي على سياسات الدولة وكمتخصص في العلوم السياسية وأديب، فإن أحد أهدافي هي إعادة الإمساك ببعض القضايا المتجاهلة في السياسة والثقافة.
هذه الدراسة تحاول تقديم أهم أعمال الكاتب الليبي البارز”أحمد إبراهيم الفقيه”وتحليل الكيفية التي ترجم بها اسئلة الهوية والمواجهة الثقافية والاجتماعية في ليبيا المعاصرة.
التركيز في هذه الدراسة، سيكون على آخر أعمال الفقيه وهو ثلاثيته”سأهبك مدينة أخرى، هذه تخوم مملكتي، ونفق تضيئه امرأة. هذه الثلاثية فازت بجائزة أفضل رواية في معرض الكتاب ببيروت عام 1992.
يسرد الفقيه طفولة بطله في بلدة مزدة المشابهة لطفولته، وفي مدينة طرابلس، ويعكس السرد الكيفية التي كان ينظر به الفقيه للثقافة والسياسة الليبية في عهد سياسيّ النظام الملكي من 1921 إلى 1969 ثن النظام الجمهوري/ الجماهيري منذ سبتمبر 1969 وستتناول دراستي استجابات الروائي للتحولات الاجتماعية والثقافية (3) والاضطرابات التي أعقب تأسيس الدولة الليبية واكتشاف النفط وثورة الفاتح من سبتمبر 1969. وسأحاول بيان كيف أن هذه التغيرات وضعت ضغوطاً هائلة على الكتاب الليبيين كي يستحدثوا اشكالا جديدة للتعبير عن تجاربهم، وحقائق الواقع الاجتماعي الجديد التي واجهوها، ومن المهم تسليط الضوء على الأدب الليبي في الستينيات كي نتمكن من وضع الفقيه وثلاثيته في سياق اجتماعي وثقافي أرحب وأكثر حداثة. الفقيه كاتب حداثي، ينتمي للطبقة الوسطى من الجيل الذي يسمى في ليبيا (جيل الستينيات) والذي يضم مبدعين بارزين من أمثال الصادق النيهوم ويوسف الشريف وعلي الرقيعي ومحمد الشلطامي وإبراهيم الكوني. وبدأ هؤلاء الكتاب في نشر قصصهم وأشعارهم في بداية الستينيات واشتهر منه في العالم العربي كل من الفقيه والكوني كما ترجمت بعض اعمالهم الى لغات أخرى الروسية والألمانية والصينية (4)والفقيه أحد أهم كتاب القصة القصيرة في ليبيا. صدرت مجموعته الأولى (البحر لاماء فيه) عام 1965 وفازت بالجائزة الأولى للهيئة العامة للفنون والآداب في ليبيا. وتعكس أعمال الفقيه قضايا ومحاور التوتر والاختلاف بين الحياة الريفية الأبوية وبين القيم الفردية الحضرية. ولا يشكل هذا مفاجأة، ذلك لأن المجتمع الليبي كان قد بدأ لتوه تجربة عملية تحديث كبيرة وتغير اجتماعي نجم عن الاقتصاد النفطي الجديد في بداية الستينيات (5)، وركز جل الكتاب الليبيين، من تلك الفترة، على القصة القصيرة، في حين أن الرواية لم تظهر في الأدب الليبي إلا في أواخر الثمانينيات نتيجة لتطور الحياة المدينة وتعقدها. وإذا كانت الرواية نتاجاً للمجتمع البرجوازي الرأسمالي، فإن ظهور وانبثاق الرواية في الادب الليبي بعد إشارة واضحة على نمو وتطور طبقة وسطى في المجتمع الليبي. وأحمد الفقيه أغزر كتاب جيله إنتاجاً حيث نشر ثمانية عشر كتاباً تشمل مسرحيات وقصصاً قصيرة وروايات ومقالات.
والثلاثية ليست فقط ذروة عمله الإبداعي بل إنها تتشابه في كثير من المناحي مع حياة المؤلف، فاسم الشخصية الرئيسية فيها خليل الامام يتشابه مع اسم الكاتب ذلك أن خليل اسم كنية لإبراهيم والإمام مرادف للفقيه في اللغة العربية. إضافة إلى ذلك فإن بطل الثلاثية – خليل الامام – مثل الكاتب، ولد في قرية ليبية وانتقل إلى طرابلس ودرس المسرح والأدب في بريطانيا (6). ومن الملائم تقديم ملخص عن حياة الفقيه قبل التعرض إلى تحليل القضايا والمواضيع التي تناولتها الثلاثية.
ولد أحمد إبراهيم الفقيه في 28 ديسمبر 1942 في مزدة، قرية صغيرة غرب مدينة طرابلس. بدأ تعليمه في كتّاب قريته حتى سن الخامسة عشرة، انتقل بعدها إلى طرابلس، العاصمة، وأكبر مدن ليبيا. في عام 1962 غادر ليبيا إلى مصر لدراسة الصحافة ضمن برنامج معد من قبل اليونيسكو. وبعد انتهاء الدراسة عاد إلى طرابلس للعمل كصحفي في الفترة الزمنية ما بين 1962- 1971 تحصل على منحة دراسية لدراسة المسرح في لندن، ولدى رجوعه إلى ليبيا عام 1972 عين مديراً بمعهد التمثيل والموسيقى، في عام 1972 تولى رئاسة تحرير صحيفة الأسبوع الثقافي، عقبها رجع الى لندن للعمل كدبلوماسي وبدأ دراسته العليا للحصول على درجة الدكتوراه في الأدب. عام 1990 تحصل على الدكتوراه وعاد إلى ليبيا (7).
تعتبر الثلاثية أكثر أعمال الفقيه الإبداعية طموحاً ونضجاً ترصد حياة خليل الامام، طالب ليبي يرحل للدراسة بجامعة أدنبره باسكتلنده، لإعداد رسالة الدكتوراه في الادب، حيث يتعرض بالدراسة لتأثير الأساطير العربية على الأدب الانجليزي، وخاصة الجنس والعنف في حكايات “ألف ليلة وليلة”الشعبية.
وتجري أحداث الجزء الاول من الثلاثية في اسكتلنده حيث يلقى به في عالم من الأجانب، وخاصة النساء، ويحاول أن يجد طريقاً تمكنه من التعامل مع الثقافة الجديدة. الجزء الثاني من الرواية يتابع عودة خليل إلى بلاده ليبيا للتدريس بجامعة طرابلس وهناك، كما في اسكتلنده، يتعرض لاضطرابات عاطفية تصيبه بكآبة حادة وبمساعدة فقيه يدخل في تجربة روحية صوفية مثيرة في مدينة خيالية من الماضي. وبسبب ثقته المفرطة، وشطحاته وربما كبريائه غير المتوقعة يدمر سعادته، حيث يقرر أن يفتح باباً محظور عليه فتحه، فيجد نفسه من جديد. في مدينة الواقع طرابلس يواجه حقائق المجتمع الليبي محاولاً، بلا جدوى إيجاد هويته. والرواية، ترصد بدرامية، عبر الفنتازيا، عمق الاغتراب الاجتماعي والسياسي لبعض المثقفين الليبيين في مرحلة ما بعد رحيل الاستعمار (8) وإشكالية الاغتراب والاقتلاع عن الغرب والمجتمع الليبي تجربة تعرض لها العديد من الكتاب في العالم العربي والعالم الثالث.
يبدأ الفقيه الاجزاء الثلاثة من الرواية بجملة (زمن مضى وزمن آخر لا يأتي) وينتهي الجزء الثالث بالجملة التشاؤمية (زمن مضى وزمن آخر لا يأتي ولن يأتي) إن الكاتب متشكك في إمكانية التغيير الايجابي نظراً لتواصل إعادة إنتاج الظروف الاجتماعية والسياسية المتواجدة، لذلك فإن المجتمع، مثل خليل في حالة مأزومة لإعادة انتاج هذا الواقع المأزوم. وتتعامل الرواية بفعالية وحيوية مع القضايا الاجتماعية والسياسية المسببة لتشاؤم كهذا، والاشكالات التي يواجهها خليل الإمام ، الممزق بين قيم الحياة في مجتمع أبوي تقليدي في القرية، وبين الحياة الفردية المعاصرة في المدينة. ولكن هذه الازمة ليست أزمة توفيق الحكيم والكتاب العرب الآخرين في الصراع بين الشرق الروحي والغرب المادي ولكن الأزمة أن العطب في الحياة في الغرب والعناء في الشرق أو الشمال الافريقي أيضاً. السؤال هنا ليس جديداً ولكن الرؤية والتشخيص مختلف وجديد.
في البداية يدخل خليل مدينة جديدة، “أدنبرة”وبينما كان يسعى باحثاً عن غرفة يلتقي ليندا وزوجها دونالد، حيث يستأجر غرفة في منزلهما وذات ليلة تأتي ليندا إليه في غرفته، ويبدآن معاً علاقة حب، ولا يمانع زوجها دونالد المهتم بالفلسفة الشرقية، في مشاركة ليندا مع خليل. وتزداد حياة خليل الشخصية تعقيداً، حيث يلتقي بامرأة أخرى -ساندرا – في الجامعة عبر مشاركتهما معاً في تقديم عمل مسرحي طلابي تلعب فيه ساندرا دور ديدمونة بينما يؤدي خليل دور”عطيل”وذات ليلة بعد انتهاء التدريبات سكرا معاً وحينما استيقظ من نومه، صباح اليوم التالي، وجدها نائمة إلى جانبه في فراشه. حين تكتشف ليندا العلاقة الغرامية الجديدة تقرر وضع نهاية لعلاقتها بخليل. إلا أن ليندا كانت حاملا. ويكتشف خليل أنه الأب الحقيقي للجنين لأن دونالد عاجز جنسياً. يحاول خليل الرجوع إلى ليندا، فتقابل محاولته بالرفض، ويصاب بالانقسام بين المرأتين. تقرر ليندا مغادرة بيت الزوجية والذهاب إلى بيت والديها برفقة طفل خليل، آدم. وفي نفس الوقت يقوم مجموعة من الشباب باختطاف ساندرا واغتصابها بوحشية ثم يتركونها على شفا الموت، إلا أنها، لحسن الحظ أنقدت وأخذت الى المستشفى، عندئذ، فقط يكتشف خليل أن والد ساندرا، الذي اخذ ابنته للإقامة معه في بيته مليونير.
ينتهي خليل من اعداد رسالة الدكتوراه حول الجنس والعنف في ألف ليلة وليلة والتي تعكس نفس العواطف المضطربة في مواجهاته الحياتية الواقعية مع ليندا وساندرا والاغتصاب المأساوي للأخيرة. يتذكر عائلته وبلاده ويقرر الرجوع الى ليبيا، تاركاً، ابنه، ادم مع ليندا. المعنى الرمزي لهذا الفصل، هو إيجاد صلة تربط بين الثقافتين الليبية والبريطانية واسم الطفل آدم يعنى الأصول المشتركة للبشر، النبي آدم. وتفشل محاولات خليل بحثا عن الحب ولتبني قيم المجتمع الغربي رغباته المتوقعة وعدم قدرته على الحسم بين ليندا وساندرا. وفي النهاية يخسر المرأتين.
يبدأ الجزء الثاني من الثلاثية مرة أخرى بالجملة البيان زمن مضى وأخر يأتي. . ويريد الكاتب بتكرار هذه الجملة، تذكير قارئه أن خليل مازال واقعاً في شراك يائسة.
يعود خليل إلى طرابلس حيث يصبح استاذاً في جامعة طرابلس وتحت الضغوط العائلية يوافق على الزواج من فاطمة، المعلمة، ليثبت عضويته في مجتمع يتوقع من الشباب، ذكوراً وإناثاً الزواج في سن مبكرة. عقب سنوات ثلاث من زواجه المفتقد للحب يصاب بالكآبة، فيجرب العلاج النفسي الحديث إلا ان الاطباء يخفقون في تشخيص أسباب مرضه النفساني الحاد وكنتيجة ليأسه يقبل بنصيحة اخيه بالذهاب لتلقي العلاج لدى فقيه(9).
يدفعه بحثه اليائس عن الشفاء للذهاب إلى مرابع الطفولة في المدينة القديمة بطرابلس للقاء الفقيه الصادق ابو الخيرات والذي يعنى اسمه لدى ترجمته حرفياً الى اللغة الانجليزية (الأب الحقيقي للحياة الطيبة)، لاحظ أهمية ذلك لخليل.
ان إخفاق الطب النفسي الحديث في علاج كآبة خليل يرجع إلى حقيقة ان مرض خليل ليس نفسياً بل روحي وعاطفي، وليس بإمكان سوى فقيه مساعدته (10).. اسم الفقيه وتخصصه هما (الحقيقة ومعنى الحياة الطيبة)، يحرق الفقيه الصادق ابو الخيرات بعض البخور ويقرأ آيات من القرآن فجأة يجد خليل نفسه في مدينة خيالية تسمى عقد الجواهر شبيهة بمدينة الف ليلة وليلة في القرن الحادي عشر قبل الميلاد. وهذه المدينة الرائعة ليست بها سجون، ولا تجبى فيها ضرائب، وليس فيها شرطة و لا أجور، الحياة بها مشاعية ويتقاسم سكانها خيراتها إنه نقد بارع للدولة العربية التي تعتمد على المخابرات وقمع المثقفين وحرية التعبير (11). وفقاً لتقاليد المدينة تلك، يتزوح خليل بأميرة، نرجس القلوب، ويصبح أمير المدينة وتحذره الاميرة من مغبة الدخول الى غرفة سرية في القصر لأن الأسلاف حذروا الناس من لعنة الغرفة.
في مدينة الأحلام، يجد خليل السعادة والحب، ثم وبانزعاج، يلتقي ببدور، المطربة الجميلة ويقع في حبها وعلى غرار ما جرى في الجزء الأول، يصاب بالانقسام بين المرأتين نرجس وبدور، وكما وقع مع ليندا، يكتشف خليل أن نرجس حامل بطفلة علينا ان نتذكر أن ليندا في الجزء الاول ونرجس في الجزء الثاني، تجملان بطفل من خليل، في الوقت الذي تفشل فيه زوجته الليبية فاطمة في تحقيق ذلك ولأن خليل لايحب زوجته لم يكن بمقدورها انجاب اطفال منه، بينما نرجس وبدور في الجزئين الاول والثاني تحمل كل منهما عقب علاقة حب مع خليل، الأسوأ من ذلك تقوده رغبته الجارفة الى فتح باب الغرفة السرية، حيث تهب من داخلها ريح صفراء عاتية وحيث يجد نفسه فجأة، في الحاضر، في مدينة طرابلس. ويكتشف أنه في حلم جميل لم يستطع الحفاظ عليه ونظراً لانعدام قدرة خليل على الزام نفسه بعلاقة حب حتى وهو يعيش في مدينة خيالية كحلم، فإنه يعود إلى الواقع الفظ، وإلى حياته في طرابلس.
أحداث الجزء الثالث من الرواية، تدور في مدينة الواقع، طرابلس. زوجته فاطمة تريد طفلا إلا انه غير مبال. مرة أخرى يصاب بالكآبة والاغتراب عن عائلة زوجته، ويترك وظيفته المضجرة في الجامعة. قبل وقوعه في حالة كآبة اشد عمقا يلتقي بسناء عامر، امرأة جميلة وذكية متخرجة من كلية الصيدلة جامعة طرابلس، وتصبح كما يشير إلى ذلك عنوان الجزء الثالث من الرواية المرأة التي تضيء حياته. حين تكتشف فاطمة ذلك، يصر خليل على الطلاق وتصر فاطمة على الاحتفاظ بالشقة، فلا يمانع (12) ويصبح خليل رجلا حراً وسعيداً وفي علاقة حب مع سناء. ذات يوم يلتقي بصديق طفولته، جمعة أبو خطوة المتخرج من الازهر، والذي صار لدى عودته الى طرابلس، مطربا وغير اسمه الى أنور جلال. يدعو أنور خليلاً الى حفلاته الخاصة حيث يكتشف خليل الرقص والموسيقى والجنس والشراب، رغم ان قوانين الدولة تحظر شرب الكحول، وتعاطي المخدرات وممارسة الجنس خارج عقد الزواج.. كانت حفلات أنور كثيرة ومحمية من قبل المسؤولين في الدولة بعيدين عن الادعاء الرسمي بالطهرانية الاسلامية.
بسخرية يعاقب خليل نفاق مجتمع فيه الناس… تحرق الاشجار وتستبدل مكانها أعمدة الإسمنت، وتذبح الإبل وتستبدلها بحشرات معدنية كبيرة تسمى سيارات (13) عبر خليل، يعبر الكاتب ليس فقط عن مقته لبعض الأعراف القبلية والقوانين الاسلامية. بل أيضا للثقافة الاستهلاكية الجديدة الناجمة عن الاقتصاد النفطي الحديث، لأنها تهمش أفراداً أمثال خليل، والذي لم يكن باستطاعته الانتماء اليها، خليل الآن منسلخ بالكامل عما يعتبره قيماً اجتماعية صارمة عن الشرف والعائلة، كما أنه يجد الجامعة مقيدة له ومصابة بالفساد. ذات يوم يقود سيارته حول طرابلس مفكراً ؛مدينتي لم تعد قرية لكنها لم تصبح مدينة بعد ليست شرقية ولا غربية، لاتنتمي للماضي ولا للحاضر، بين الصحراء والبحر، بين ماضي مضى وزمن لايأتي (14). بيان مهم لأنه يعبر عن آراء الفقيه الطبقوسطية، الكونية، الحديثة نحو مدينته وحقيقة ان المجتمع الليبي تهيمن عليه قوى من الريف إنه يناضل ضد خصوصية تاريخ بلاده، وهيمنة قوى الريف. إنه يناضل ضد خصوصية تاريخ بلاده وهيمنة قوى الريف والقبائل على المراكز الحضرية الضعيفة هنا يجب فهم الخصوصية التاريخية لليبيا، فهى تختلف عن غيرها من المجتمعات العربية المشرقية مثل مصر وسوريا وفلسطين ولبنان، حيث الاعيان وملاك الأطيان في مدن حضرية كبيرة مثل القاهرة ودمشق وبيروت يسيطرون على الريف سياسياً وعسكرياً واقتصادياً.
عقب الاستقلال، تولى قيادة ليبيا قائدان هما الملك إدريس السنوسي ومعمر القذافي وكلاهما خرج من قوى اجتماعية مدعومة من دواخل وأرياف ليبيا.. هذا السياق التاريخي مهم في فهم أسباب انسلاخ المثقفين الذين تعلموا في الغرب أمثال خليل الامام والذي يجد هروبه في الكحول والجنس والموسيقى وإشكالية عزلة المثقفين عن كل من الغرب ومجتمعاتهم ليست مقتصرة على الفقيه وحده، بل تشمل العديد من منهم في بلدان العالم الثالث أسباب هذه العزلة تعود إلى المواجهة الثقافية، وإلى الطبقة الاجتماعية، ذلك لآن مجتمعات العالم الثالث مرت بتجربة الاستعمار الرأسمالي ممثلا في الدول الاوروبية ووجدت نفسها تناضل من أجل اكتشاف هويتها (15)، ونظراً لانحدار العديد من مثقفي العالم الثالث من الطبقتين الوسطى والعليا، فإنهم باسم لغة التحديث والتقدم نظروا بدونية إلى الثقافة القبلية والريفية إلا أن خليل الذى تتنازعه الرغبات في مدينته الواقعية لم يكن بمستطاعه الانتظار ليعيش سعيداً مع سناء المرأة التي صارت الآن تضيء دربه عبر الحياة. لذلك، وفي لحظة مدمرة يحاول اغتصابها في شقته، فتتركه ولم يجد أمامه سوى مواجهة نفسه ومشاكله. هذا التمزق بين الحلم والواقع، جعله يخفق في أداء وظيفته كأستاذ، الأمر الذي يعرضه للطرد من الجامعة، حيث يتحول إلى عضو كامل العضوية في مجموعة أنور، وتنتهي الثلاثية بجملة: (زمن مضى، وآخر لايأتي ولن يأتي) ورغم حزن النهاية وتشاؤمها إلا أنها نهاية واقعية، لأن حياة خليل ومجتمعه مازالت مليئة بالتناقضات والتي يظل وجودها مانعاً لإحداث تغيير في حياة خليل.
لقد تعامل العديد من الكتاب العرب مع هذه الأسئلة من قبل، ابتداء من الكاتب المصري توفيق الحكم إلى السوداني الطيب صالح(16) ومثل السودان كانت ليبيا خاضعة للإستعمار ـ الإيطالي منذ 1911 إلى 1943ـ. ومن 1943 إلى 1951 خضعت لسيطرة الجيوش البريطانية والفرنسية التي هزمت القوات الألمانية والايطالية في معارك الحرب العالمية الثانية المدمرة. كما أن استقلال ليبيا جاء نتيجة للتنافس بين الحلفاء. وفي بداية الحرب الباردة كان موقع ليبيا الاستراتيجي حاسماً لمصالح بريطانيا المتحدة، خاصة بعد حرب فلسطين عام 1948، وثورة 1952 في مصر، وتأميم قناة السويس عام 1956. كان هناك، أيضاً، عاملان مهمان: مطالب القادة الليبيين المنفيين في مصر باستقلال ليبيا، ودعم الجامعة العربية لهذه المطالب، وبالتالي تضاربت المصالح وكانت السياسة البريطانية، آنذاك، معادية للمطالب الوطنية الطرابلسية بتوحيد البلاد، وبناء علاقات وثيقة مع الجامعة العربية. إلا أن التحالف الذي تم تدريجياً بين الأمير إدريس السنوسي البرجماتي، الزعيم المنفي للدعوة السنوسية المهزومة، وبين المستعمرين البريطانيين في مصر جعل من استقلال ليبيا إمكانية واقعية. في عام 1951 صممت كل من بريطانيا والولايات المتحدة على تكوين دولة ليبية مستقلة مقابل عقد تحالف معها ومنحها قواعد عسكرية، وحظرت الأحزاب السياسية، وانتزعت من بشير السعداوي، زعيم حزب المؤتمر بطرابلس، جنسيته. وأبعد إلى المنفى عام 1953. كان استقلال ليبيا ـ برغم نقائصه ـ إنجازاً مهماً للشعب الليبي، إلا أن استقلالاً كهذا جلب معه العديد من التناقضات، إذ واجهت المَلكية المهمة الثقيلة ألا وهي بناء الدولة والتعامل مع النظام العالمي عقب استعمار فظيع تحت الدولة الاستعمارية الايطالية ادى الى القضاء على نصف السكان بمن فيهم النخبة المتعلمة. وتأسست دولة ليبية بهوية ليبية ضعيفة وسيطر على النظام الملكي شيوخ القبائل وأعيان المدن، إضافة إلى ذلك فإن الدولة الوليدة كانت من أفقر دول العالم بمتوسط دخل للفرد لا يتجاوز 35 دولاراً أمريكياً، ونسبة أمية وصلت إلى معدل 95% وهي واحدة من أعلى النسب في العالم عام 1951. وكانت الدولة تعتمد على المساعدات الاقتصادية وإيجار القواعد العسكرية الأنجلوأمريكية. وقامت الأمم المتحدة بتصميم هيكلة.
البناء السياسي للدولة على شكل ملكي دستوري فيدرالي بثلاث ولايات. وعاش الملك إدريس، بمعزل عن الشعب، في”طبرق”قرب القاعدة العسكرية البريطانية في شرق ليبيا، وكان يميل إلى تفضيل المنطقة الشرقية، برقة، رغم أن تعداد سكانها لايتجاوز 27% من عدد سكان البلاد، في حين أن تعداد سكان منطقة طرابلس الغرب كان يصل إلى 68% من نسبة السكان وكانت نسبة سكان فزان، المنطقة الجنوبية، 5%.
وكان لاكتشاف وتصدير النفط عام 1961 تأثير اقتصادي واجتماعي كبير على البلاد. إذ تحولت الدولة الليبية، فجأة، من أفقر دول العالم، لتصبح واحدة من أغنى الدول في أفريقيا والشرق الأوسط. وقام النظام الملكي بالمبادرة ببرامج في التعليم والصحة والمواصلات والإسكان، وتم افتتاح أول جامعة ليبية عام 1956 بفرعين، واحد في طرابلس والآخر في بنغازي. وفي نهاية الستينيات أدت السياسات التعليمية إلى تزايد في أعداد العاملين برواتب من الطبقة الوسطى، وظهور حركة طلابية نشطة ومنظمة وطبقة عمالية صغيرة وظهور المثقفين الحداثيين مثل الفقيه. واستمر النظام الملكي من 1951 إلى 1969 حينما سقط بفعل حركة عسكرية حيث تم إعلان قيام النظام الجمهوري، وفي عام 1977 تغير اسم”ليبيا”إلى”الجماهيرية”.
خلال فترة حكم النظام الملكي كانت لدى ليبيا صلات وثيقة مع الغرب عسكرية وتعليمية واقتصادية وخاصة مع بريطانيا والولايات المتحدة. وتم إرسال العديد من الطلبة الليبيين للدراسة بهذين البلدين، وكذلك إلى مصر بدلاً من روسيا والصين. لذلك فإن رحلة خليل الإمام إلى اسكتلندا كانت نتيجة للهيمنة الاستعمارية والثقافية لبريطانيا العظمى على ليبيا بعد 1943.
تتشابه رواية الفقيه مع رواية الطيب صالح”موسم الهجرة إلى الشمال”في مواجهته مع الثقافة الغربية والحداثة. وبالتأكيد، هناك اختلافات بين الروايتين، فرواية الطيب صالح تتعامل مع التأثير المباشر للاقتلاع الاستعماري في السودان. بينما رواية الفقيه، التي كتبت عقب عقدين من رواية الطيب صالح، ركزت على الثقافة الوطنية في مرحلة مابعد الاستعمار، وكأن الاغتراب ـ لا الهروب ـ سنة في المكانين. إن تمزق شخصية مثل خليل لا وجود له في الرواية العربية التي لا ترتكز على المواجهة بين الشرق والغرب، ولكن في اغتراب البطل عن مجتمعه بشكل عميق، فخليل رجل مزاجي، لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، وعنيف كما يشير إلى ذلك موضوعه الذي اختاره لرسالة الدكتوراه.
وهذا ما يجعل رواية الفقيه معقدة ومتعددة الوجوه مثلها في ذلك مثل رواية الطيب صالح. ومثل مصطفى سعيد، يواجه خليل الإمام العنف والشك في بريطانيا العظمى وفي الوطن، في شمال السودان أو في غرب ليبيا. إضافة إلى ذلك، يتميز الروائي بجمال الأسلوب السردي وبالذات في التوظيف البارع وربما الأهم في الأدب العربي الحديث ـ لتراث ألف ليلة وليلة. وخاصة في الجزئين الأول والثاني من الثلاثية.
ويهمنا هنا لفت الانتباه إلى أن الرواية، على عكس الشعر، جنس أدبي جديد في ليبيا، إلا أن الفقيه، مثل غيره من الروائيين العرب الآخرين، منح الرواية رؤية ليبية في مرحلة تحول رأسمالي. ولكن ما هي جذور مشاكل خليل، وتقلباته غير المتوقعة، خاصة فيما يخص مشاعره تجاه المرأة؟ يرى المؤلف أن مشكلة خليل هي إشكالية طبقية وثقافية، ويمنح الفقيه قارئه تلميحاً عن طفولة خليل في القرية، فخليل كاد يفقد حياته نظراً لأن الرجل الذي قام بختانه استخدم سكيناً ملوثاً سبب إلتهاباً لعضوه الذكري وبسبب من افتقاد العناية الطبية واستشراء الفقر في القرية لم يحصل خليل على العلاج الملائم إلا بعد هجرته مع أسرته إلى مدينة طرابلس. والمشكلة الطبية التي تعرض لها عضوه الذكري تحمل معها الهوية الذكورية الأبوية المجروحة والتي يشير إليها خليل في الرواية”هذا العضو الذكري، والذي كدت أفقده بسبب ختاني، هو الشيء الوحيد الذي لا تملكه سناء”(17).
يستخدم خليل العنف والجنس مع النساء لتأكيد شخصيته وأناه الذكرية، وهو يفسر ذلك: “أعرف أن الجنس طبيعي، لكنني أمارسه بنفسية تحمل معها جروح مجتمعات قبلية هاجرت إلى المدن. أنا أحب وأكره كل امرأة، وأحملهن مسؤولية مشاعر الخجل التي أشعر بها كل مرة عقب انتهائي من ممارسة العادة السرية. هذه المشاعر هي تحديداً، التي دمرت علاقاته مع ليندا وسناء (18). هذا هو جذر الإشكاليات الاجتماعية والجنسية، فهو يعي ذلك حينما يسافر إلى بريطانيا ويبتعد عن الثقافة الليبية ليكون باستطاعته الالتفاف إلى الخلف والنظر إلى مجتمعه.
ولكن لابد من ملاحظة أن السفر لبريطانيا ليس اعتباطياً لأن بريطانيا والولايات المتحدة كانتا تهيمنان بشكل استعماري على الدولة الليبية في مرحلة الستينيات.
إن حيرة خليل سياسية أيضاً. بسبب اغترابه عن مجتمعه وقبيلته وعائلته والجامعة والدولة، ولذلك فإنه يلقي باللوم على هؤلاء جميعاً بسبب ما يعانيه من اغتراب عاطفي وجنسي وسياسي. وتنفجر الثلاثية بكل هذه التناقضات ولا تقدم مفتاحاً مباشراً لإمكانية حل أي منها. واستناداً إلى المؤلف، فإنه لا وجود لنهاية سعيدة لهذه الرواية المعقدة إلى أن يتمكن المجتمع الليبي بذاته من حل هذه الإشكاليات. ولا يعتذر المؤلف عن هذه التناقضات ولا يضع نهاية سعيدة لروايته. لأن هذه التناقضات ليست فريدة ولأن مجتمعات أخرى عانت من التجربة الاستعمارية، والتحولات الاقتصادية، والاضطراب الثقافي وتعاني من نفس التحديات. ما يبدو فريداً للمجتمع الليبي هو إصرار علاقاته العشائرية والمنظمات الاجتماعية الإسلامية على الاستمرار والتواصل، وضعف مراكزه الحضرية، وتردده في تبني الدولة الوطنية الحديثة، وأحمد إبراهيم الفقيه يصور بدرامته هذه التنازعات الثقافية والاجتماعية من وجهة نظر الطبقة الوسطى الحديثة وبعمله هذا يدخل بالمجتمع الليبي إلى التاريخ المعاصر. إنه عمل باهر برغم عصابية بطل الثلاثية وتشاؤمية نهايتها.
____________________
نشر بموقع ليبيا المستقبل
المراجع والهوامش:
* فصل من كتاب: مابعد الاستعمار والقومية في المغرب العربي: التاريخ، والثقافة، والسياسة. نشر باللغة الإنجليزية عن طريق دار بلجريد 2000م. الكتاب يحتوي عدة مقالات لعدة اساتذة أكاديميين وهو من إعداد د. علي عبداللطيف احميدة، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة نيوإنجلند بالولايات المتحدة الأمريكية.
** جمعة عمر بوكليب كاتب ليبي قام بترجمة هذا الكتاب إلى اللغة العربية، وسوف يصدر قريباً عن المجلس الأعلى للثقافة في مصر.
1- أنظر: كاترين زوكيرت: “لماذا يود أساتذة العلوم السياسية دراسة الأدب؟”في دورية العلوم السياسية والسياسة. المجلد 27″(2 يونيو / حزيران 1995) ص ص 189 ـ 190، وأيضاً برادفور بيرنس: “الرواية كتاريخ: دليل للقراءة”، في كتابة أمريكة الاثينية”، الطبعة السادسة (دار نشر انجلوود كليفس) أن جي: برينتس هول، 1994) ص ص 355 ـ 362.
2- تكوين ليبيا الحديثة، الدولة والاستعمار والمقاومة من 1830 إلى 1932 (منشورات جامعة نيويورك، 1994. صدرت ترجمة عربية للكتاب: المجتمع والدولة والاستعمار في ليبيا بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية 1994، 1998). وقد صودر كتابي الأول في ليبيا وبرغم ذلك صدرت منه ثلاث طبعات آخرها في بداية العام 2013.
3- للاطلاع على الرواية العربية الحديثة، أنظر: روجر آلان. الرواية العربية مقدمة تاريخية ونقدية (يسراكوز، نيويورك: يونيفر ستي أونسيراكوز برس 1982). وعن الأدب الليبي الحديث، أنظر: محمد محمد عطية، في الأدب الليبي الحديث (طرابلس، دار الكتاب العربي، 1973)، ولنظرة عامة عن الرواية الليبية، أنظر: سمر روحي الفيصل، دراسات في الرواية الليبية (طرابلس: المنشأة العامة للنشر والتوزيع والإعلان، 1983)، وأنظر كذلك ـ الكتاب المهم لمحمد الفقيه صالح”أفق آخر”، منشورات مجلة”المؤتمر”2004 ـ يتعرض فيه الكاتب لمرحلة مهمة في تاريخ الحركة الثقافية في ليبيا والجدل النقدي داخل هذا المشهد الثقافي منذ الاستقلال وحتى الآن.
4- تركيز إبراهيم الكوني مناقض للفقيه. إنه يكتب عن المجتمع الليبي من داخله. تتناول روايات إبراهيم الكوني وقصصه القصيرة الصحراء وأهلها وحيواناتها وأساطيرها، ولاتتعرض لحياة المدينة كقصص الفقيه. وللاطلاع على مقدمة جيدة لأعمال إبراهيم الكوني، أنظر: فريال غزول، “الرواية الصوفية في الأدب المغربي”. مجلة”ألف”، ع 17 (1997): ص 28 ـ 53.
5- للاطلاع على تحليل تأثير النفط على المجتمع الليبي، أنظر: إيه. جي. آلان، ليبيا: تجربة النفط (بولد، كو: ويسث ثيوبرس 1981). والكتاب الذي أعده إيه جي آلان، ليبيا منذ الاستقلال (نيويورك: سانت مارتينز برس، 1982) وعن الهجرة إلى مدينة طرابلس، أنظر جيمس هاريسون، مهاجرون من مدينة طرابلس، المجلة الجغرافية، ع 57 (يوليو 1967): ص 415، وياسين الكبير، المهاجرون في طرابلس الغرب (بيروت معهد الإنماء العربي، 1982).
6- لإلقاء نظرة على أعمال الفقيه المنشورة أنظر: لي رونغ جيان “مزج من الحلم والذاكرة” مجلة “أدب ونقد”ـ القاهرة، (1992): ص 110 ـ 113.
7- أنظر: المقابلة التي أجرتها مجلة “الوسط” مع الفقيه، ع 815 (1995): ص 60 ـ 65.
8- شخصية فاطمة في الثلاثية إتسمت بالجمود، للاطلاع على وجهة نظر نسوية بديلة انظر عمل الكاتبة الليبية شريفة القيادي. من أوراقي الخاصة (طرابلس. المنشأة العامة للنشر والتوزيع والإعلان 1986).
9- حول تأثير الإسلام الصوفي على الأدب، نظر: فريال غزول، مرجع سابق، ص 52 ـ53.
10-أنظر: مقابلة الفقيه مع”الوسط”ص61، ومقالته في”الشرق الأوسط”، العدد 5391. سبتمبر / أيلول 1993.
11- حول سياسة القوانين الإسلامية في ليبيا أنظر: آن إليزابيث مير المجلة الأمريكية للقوانين المقارنة، ع 27 (1979): ص 541 ـ 559 وفصلها في (البحث عن قانون مقدس: طريق القذافي الملتوي في السياسة القانونية) في كتاب ديرك فاندول: ليبيا القذافي، 1969 ـ 1994 (نيويورك، سانت مرتيز بيرس 1995).
12- ثلاثية الفقيه الجزء الثالث، ص 256.
13- نفس المرجع السابق، ص 235.
14- القاعدة الاجتماعية للملك إدريس السنوسي كانت في المنطقة الشرقية برقة، بينما العقيد القذافي ولد في المنطقة الوسطى، ودرس بالمنطقة الجنوبية، فزان وسبها ومصراته وأخيراً بنغازي في بيئة عروبية قومية معادية للاستعمار.
15- للاطلاع على تحليل مقارن لهذا النوع، أنظر: ماري إن ليبن، رحلات نوع أدبي، الرواية الحديثة والأيديولوجية (برينستون) إن جي: برينستون يونيفرستي برس 1990. وحول آراء المثقفين العرب عن الحداثة والهوية، أنظر: النقد الكلاسيكي لعبدالله العروي: أزمة المثقفين العرب: التقليدية التاريخية، ترجمة: ديرمين كامل (بيركلي: يونيفرسيتي أون كاليفورنيا برس، 1976)، عيسى بلاطه:”مواجهة بين الشرق والغرب: قضية في الروايات العربية المعاصرة”.
16- دورية “الشرق الأوسط”، (1976: ص ع 49 ـ 62، وحول رواية الطيب صالح، أنظر: ساري س، مقدسي: إعادة سرد الإمبراطورية، بحث نقدي 4:18 (صيف 1992): 804 ـ 820، وللاطلاع على وجهة نظر نسوية عربية حول مواجهة الثقافة الغربية، أنظر: الناقدة والروائية المصرية رضوى عاشور، الرحلة: يوميات طالبة مصرية في أمريكا، (بيروت ـ دار الآداب 1983.
17-، 18 ـ الفقيه، الثلاثية، الجزء الثالث، ص 195. وعلى الرغم من النقد السياسي لنظام القذافي في الرواية الا أن أحمد ابراهيم الفقيه عمل في هذا النظام كدبلوماسي لسنوات طويلة وكتب مقدمة لكتاب القذافي القرية القرية الأرض الأرض وانتحار رائد الفضاء ـ مصراته: دار مطابع الوحدة العربية 1993.