أبو أصيل أنور بوهجار القماطي
أمُّ اللُّغاتِ ولغةُ الخُلُود
حريٌّ أن ترصّع حروفها من دُرٍّ
ويُسْبَك نظمها من تِبْرٍ
لُغةٌ يُفاخِرُ حرْفُها الأكوانا
نطَقَتْ بها بِنْتُ الشّفَهْ ألوانا
لُغةٌ عليها مَسْحَةٌ قُدْسِيّةٌ
أوْحَى الإلهُ حُروفَها قُرآنا
خصّت رسُولاً للبريّةِ مُجْتَبى
بَرّاً تقِيَّاً نَاطِقاً بُرْهَانا
أمُّ الُّلغات – وسيلةٌ – ندعو لها
ربَّ الُّلغاتِ أن تبُوءَ مَكَانا
ما أوغَلَتْ أذهانُنا في مدْحِها
إلّا وكانَ لها البدِيعُ بيانا
وسما بها ما قد أتى في شرعنا
فرضاً ومَنْ فيه الجَفَاوَةُ لانا
لم يدرِ حقَّ مكانها مَنْ لا يرى
مِن دُونِ حقِّ مكانِها الدِّيْوَانا
نَطَقَ الخطيبُ والأديبُ بسحرها
في كُلِّ وَقْتٍ رَوضَةً مُزْدَانا
اسْتَشْعَرَ الأعداءُ منها خِيْفَةً
فَرَضُوا علينا لُكْنَةً وهَوَانا
نالتهمُ حُمّى الفضيحة بعدما
نادى العِدَا بعُجْمَةٍ ورَطَانا
أياتُ ربي أُنزِلَتْ بحروفها
بَهَرَت بما جاءت به الإنسانا
وفَصِيحَةٌ عَجَبٌ تَخِرُّ لها النُّهَى
عَجْزَاً وتَسْلُبُ منهمُ الأَذْهَانا
لُغتِي لها (قاموسها) و(محيطها)
(عيناً) على كُلِّ العلوم (لِسَانا)