طيوب عربية

أطفالنا والعطلة الصيفية

جمعية تيرو للفنون تنظم تدريبات للأطفال النازحين من الحرب في المسرح الوطني اللبناني
جمعية تيرو للفنون تنظم تدريبات للأطفال النازحين من الحرب في المسرح الوطني اللبناني

تظلّ العطلة الصيفية حلم كلّ الأطفال في العالم لما تحتويه من وقت مناسب للراحة، ذلك الوقت الطويل الذي يمكن الصغار وأسرهم من القيام بنزهات استجمام تمنحهم فرصة كبيرة لتحقيق قدر معين من الخلود الى الرّاحة النفسية والبدنيّة بعد جهد من التعب، والكثير من أطفالنا في الوطن العربي يحلمون بتحقيق أحلامهم الطفولية في اللّعب والترفيه عن النفس، والمشاركة في  بعض الأنشطة الجماعية كالمخيمات الصيفية والسباحة، والألعاب الرياضية التنافسية التي تدخل الى نفوسهم البهجة والسرور، ورغم ذلك تظلّ العطلة الصيفية عند بعض الأولياء، وعند بعض الصغار هي فرصة للقيام ببعض الأعمال، ومساعدة الأولياء في زيادة دخلهم اليومي كالمشاركة في نشاطات تجارية أو أعمال مهنية أو فلاحية عند الأطفال الذين يسكنون القرى والأرياف، وفي غمرة وقت العطلة الصيفية الطويلة ينسى الأطفال وأوليائهم أجواء المدرسة الدراسة ،والجميع يراها أجواء مرهقة  متعبة تحدّ من حريّتهم من انطلاقهم في عالم اللّعب والراحة حتىّ يتهيّأ أوان العودة للدراسة والمدرسة، ومن حالات نفورهم من جوّ الدراسة نجد الكثير من الأطفال يمزقون دفاتهم وكتبهم ومحافظهم في نهاية كلّ موسم دراسيّ أمام مدارسهم ،فلا فرق بين الأطفال واليافعين والمراهقين، تلك هي حالات  نفسية خطيرة لا يلتفت إليها الكثير من المشرفين على التربية والتعليم، ولا الأولياء أيضا، ومن هناك يبدأ العدّ التنازلي في هدم صرح البناء الذي كان يحلم به الصغار والكبار ،صرح التفوّق الدراسي والتحصيل المعرفي، وللأسف أن الكثير من الأولياء والجهات المهتمة بنشاطات الأطفال يجدون في العطلة الصيفية فرصة للتخلص من مسؤولياتهم اتجاه الصغار بحيث يتركون لهم حريّة الجري واللّعب والانخراط في نشاطات غير مراقبة تربويا أو أخلاقيا ،فتكون العواقب غير محمودة، ولذا يمكننا تقديم بعض الأفكار التي أجواء الدراسة في كامل الاستعداد لبداية موسم دراسيّ جديد.

– وضع برنامج ترفيهيّ للطفل تكون المطالعة الحرّة أول تلك النشاطات، ونترك للأطفال حريّة ما يطالعون من قصص ونصوص في مستواهم العمري والدراسيّ وتشجيعهم بجوائز ورحلات معينة للأماكن التي ترسخ في ذاكرة الصغار أهمية التراث، وأهمية المواقع الأثرية، كما يترك المجال للطفل حرية الوقت المناسب دون إجباره على ذلك النشاط أو دون تحيد وقت معين له بشرط أن يظل نشاط القراءة مستمرا طوال فترة العطلة.

– تشجيع الأطفال على تنميّة مواهبهم في الحفظ للقرآن الكريم، وفنّيات قراءته وترتيله بصحبة من يمتلكون القدرة على ذلك.

– تشجيعهم ممارسة هواياتهم في مجال تنمية مواهب الرّسم وتعلّم فنون أخرى يميل إليها الصغار ككتابة القصص والخواطر والقصائد الشعرية.

– تركهم الحرية في ممارسة كلّ النشاطات الرّياضية وفق رغبة كل طفل مع المراقبة

 من بعيد وتوجيههم توجيها سليما في مجال السباحة والألعاب المائية والرّياضية

– على الأولياء والمشرفين على التخييم الصيفي أن يمنحوا الأطفال فرصة الرحة وفرصة إعداد برفقتهم وجباتهم الغذائية التي تروق لهم أثناء فترة البقاء على الشواطئ والمنتزهات العامة.

 – على الأولياء والمشرفين أن يعلّموا الصغار كلّ يوم فكرة جديدة تنمي قدراتهم المعرفية وتزيد من ذكائهم، وهم بذلك يحاولون من تخفيف فترة إدمانهم على التواصل الاجتماعي عبر الحواسيب والهواتف الذكية.

– محاولة اكتشاف الأماكن الطبيعية التي تبعث على الرّاحة والاستفادة من معلومات عن المحيط الطبيعي ،والمحافظة عليه.

– تعويدهم على الأعمال التطوعيّة ،ومساعدة المحتاجين وإدخال السرور إلى نفوسهم، ولعلّ هذه الأنشطة كلّها تمنح الصغار طاقة ابداعية هائلة ،وتدخل السعادة الى نفوسهم بدل التعب والملل..

مقالات ذات علاقة

أغنية المقهى البحري

إشبيليا الجبوري (العراق)

هل العزلة ثقافة أتصال أم انفصال؟* 5 ـ 7

إشبيليا الجبوري (العراق)

الغـــربـــة

حسين عبروس (الجزائر)

اترك تعليق