امراجع السحاتي
يصاف يوم الحادي عشر من شهر أغسطس 2020م الذكرة الحادية والستين لرحيل ” الشاعر الشيخ ” انه الشيخ احمد الشارف من أقوى شعراء ليبيا والوطن العربي. في الحادي عشر من شهر أغسطس من عام 1959م انتقل إلى رحمة الله.
والشاعر ولد بمدينة زليطن عام 1864م وقد تلقى تعليمه الأول بزاوية سيدي عبدالسلام الأسمر، أحب الشعر وكتبه في سن مبكر وصار الشعر من هواياته، وقد اعتبر ديوانه من السجلات الهامة بالأحداث حيث كان بها جانب من تاريخه ليبيا أبان الحكم العثماني إضافة إلى الحكم الايطالي إلى استقلال ليبيا.
عمل الشاعر الشيخ بالقضاء الشرعي وقد استمر على ما يقارب عن نصف قرن، وقيل بان الأحكام التي كان يصدرها كانت تعتبر من أدق الأحكام، وذلك بفضل موهبته وثقافته ودراسته وتعمقه في أصول الدين والفقه الإسلامي وأصول التشريع والأدب، وقيل بأنه كان لا يحب المتعصبين المتزمتين في الفكر، كانت الكثير من أشعاره ذات طابع وطني.
من أشهر ما كان يردده الناس من قصائده قصيدة ” رضينا بحتف النفوس ” وقيلت هذه القصيدة أبان الجهاد ضد الايطاليين يقول في تلك القصيدة :-
رضينا بحتف النفوس رضينا
ولم نرض أن يعرف الضيم فينا
ولم نرض بالعيش إلا عزيزا
ولا نتقى الشر بل يتقينا
فما الحر إلا الذي مات حرا
ولم يرض بالعيش إلا أمينا
وما العز إلا لمن كان يفدى
ذماما ويفنى عليه الثمينا
وما الخزي والعار إلا لشخص
إلى وطن العز أضحى مهينا
ونحن فروع زكت من أصول
فنحيي مآثرنا ما حيينا
لتاريخ عنصرنا في الورى
حديث على صفحات السنينا
وفي جانب العز كأس المنايا
وجدنا بها لذة الشاربينا
إذا قامت الحرب كنا رجالا إلى
الحرب ارسخ من طور سينا
ترانا عليها نشاوى كأنا
شربنا بها خمرة الاندرينا
لنا وثبات بها وثبات
فضحنا بها ثورة الثائرين
ولا عجب في الوغى إن أتينا
بشيمة آبائنا الأولينا
إذا لم يعنا على الخطب رأي
جعلنا البسالة فرضا معينا
سيوف قبضنا عليها أكفا
وفيها ترانا من المسرفينا
ونتلف أموالنا في المعالي
ولسنا عليها من الآسفينا
ونشرب كأس العلا وهي صرف
ولا نشرب الكأس ماء مهينا
وما أبطأت غارة الله منا
اشاعة بعض من المطلينا
أتمتد فينا مطامع قوم
لقد ملاوا الأرض افكا مبينا
وجاءت صحائفهم كاذبات
تزيد الورى كل يوم طنينا
وقالوا وما غرنا قولهم
أبى أن يكون التوحش فينا
أيا من يجرون أسطولهم
ألينا بآلافهم والمئينا
فما ضرنا أن حللتهم شطوطا
إذا شط ما كنتم قاصدينا
فكم في طرابلس الغرب ليث
يصون البلاد ويحمي العرينا
وما زاد صرخ المدافع إلا
زئير لأشبالها الضارئينا
يتضح من هذه الأبيات بان الشاعر الشيخ ذا تفكير ديني استلهم عديد العبارات من الدين خاصة ما نهى عنه الدين مثل الإسراف وشرب الخمر، وذكر طور سينا. كما أن هذه الأبيات تحث المجاهدين نحو الأقدام على معاركة القوات الغازية. كما يمكن ان تكون هذه القصيدة معبرة عن كل زمان ومكان خاصة في زمننا الحالي وما قامت به من احداث.
رحم الله الشاعر الشيخ احمد الشارف والله يرحم جميع المسلمين الأحياء منهم والأموات.