خاص :: بلد الطيوب/ منى بن هيبة.
صدر عن دار نشر شهريار للنشر و التوزيع بالبصرة- العراق كتابا جديدا للقاص و الروائي العراقي محمد حياوي، و هي مجموعة قصص قصيرة جدا، قسمت مادة الكتاب إلى قسمين تحاكي في الأول نصوصه سعادة الفتى الجريء (فداحة يومياتي)، و تركز القسم الثاني (لا تخبروا أنجلينا أنني ميتة) على رصد المأساة الإنسانية في الموصل حيث أرواح البراءة المستباحة للعصابات الإرهابية.
و قال حياوي لبلد الطيوب: (الكتاب هو مجموعة من القصص القصيرة جداً، لا يتجاوز طول الواحدة منها المائة كلمة، و يعد فن القصة القصيرة جدا نادر جدا في العالن العربي على الرغم من أهميته و مناسبته لعصر السرعة الذي نعيشه، ذلك لأن النصوص بمثابة ومضات مسلية و معبرة يمكن أن يلتهمها القارئ بكل سهولة و يسر، و عنوان المجموعة مستوحى من أحد نصوصها و هو النص الأخير الذي يحمل عنوان طائر، و هو طائر خيالي غريب الشكل كرمز للمصير الذي يتربص بجندي يهرب من عصابات داعش سباحة ليعبر دجلة إلى الجانب الآخر حيث رفاقه بعد أن فقد إحدى ساقيه و عندما يهده الإعياء و بققد الدم وسط النهر يستسلم لمصيره و يترك جسده لينزلق نحو الأعماق المظلمة يقوده الطائر الغريب الذي يشبه السمكة في هذه الأثناء).
و أضاف: (فيما يتعلق بالمجموعة فهي كتاب صغير بمئة صفحة و ستين نصا قصصيا صغيرا مع تخطيطات تجريدية معبرة وضعها الفنان التشكيلي عبد الكريم سعدون و مقدمة نقدية كتبها القاص لؤي حمزة عباس).
ميينا أن: (المجموعة تتكون من جزأين اثنين حمل الأول عنوان (سعادة الفتى الجريء)، و نصوصه مستوحاة من تجربة حياتية في الغرب، أما الجزء الثاني فحمل عنوان (لا تخبروا أنجلينا أنني ميتة) و يحتوي على نصوص صادمة مستوحاة من مأساة الموصل بعد تحريرها من داعش و موت آلاف الأبرياء المدنيين تحت الأنقاض).
لافتا إلى أن: (قد اعتمدت في النصوص على ما يمكن أن نسميه خيال الومضة أو الومضة الخيالية التي لا تخلو من صدمة النهاية المباغثة أو الموجعة في بعض الأحيان).
و أشار القاص و الروائي إلى أن: (بالنظر إلى فن القصة القصيرة جدا الخادعة يظن الكثيرون أنه طريقة سهلة للكتابة و يخطلون بينه و بين الخواطر و الإرهاصات العابرة، دون الإستناد إلى الأسس النقدية الصعبة التي يتطلبها، ذلك لأن صعوبة هذا النوع من الكتابة تتمثل في محدودية المساحة النصية مقابل اتساع الحديث الواقعي و تشابك ظلاله، فما ضاق من مساحة النصوص القصيرة جدا وجد متسعه في جهة الخيال، و هي تفتح أمام النصوص مهما اقتربت من مرجعياتها سبلا جديدة للإبداع بشحنتها الإستعارية التي تقترب من حدود الشعر، و على العكس مما هو في بقية فنون الكتابة كالرواية و القصة القصيرة فإن القصة القصيرة جدا تتطلب فكرة قوية مركزة و استثنائية، كلما كانت اللغة أكثر اعتيادية، إذ يعد التجريب و اللغة التفصيلية المعقدة أحد أسباب فشل القصة القصيرة جدا).
كتب الناقد العراقي “عبد علي حسن” جاءت هذه المجموعة القصصية من خلال مقاربة جاء فيها:
“ﻟﻘﺪ ﺣﺎﺯﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻤﻜﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻣﻀﻴﻔﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺴﺮﺩ، ﺃﻳﺎ ﻛﺎﻥ ﺷﻜﻠﻪ ﻭﻧﻮﻋﻪ، ﺧﺒﺮﺓ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ”.
نترككم مع نص و نقد
ﺳﻴﻠْﻔِﻲ ﻣﻊ ﺃَﻧﺠﻠِﻴﻨﺎ ﺟﻮْﻟِﻲ
ﺃَﻳْﻘَﻈَﺖ ﺍﻟْﺄُﻡّ ﺍﺑْﻨَﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤُﺮَﺍﻫِﻘﺔ ﺍﻟﻤَﻬْﻮُﻭﺳَﺔ ﻓﻲ ﺍﻷَﻓْﻼﻡ ﺑَﻌْﺪَ ﺃﻥ ﺗَﻨﺎﻫﻰ ﺇِﻟﻰ ﺳَﻤْﻌﻬﺎ ﺻَﻮْﺕ ﺃَﻧﺠﻠِﻴﻨﺎ ﺟﻮْﻟِﻲ ﻭﻧَﺸِﻴﺠﻬَﺎ ﻭﺳﻂ ﺃﻃْﻼﻝ ﺃَﻳْﻤُﻦ ﺍﻟﻤﻮْﺻِﻞ، ” ﺃﻧﻬْﻀِﻲ ﻳﺎ ﺍِﺑْﻨَﺘﻲ . ﺃَﻧَّﻬﺎ ﺃَﻧﺠﻠِﻴﻨﺎ ﺟﻮْﻟِﻲ ﺗﺠﻮﺏ ﺍﻟﺨﺮﺍﺋِﺐ ﻓَﻮْﻗَﻨَﺎ . ﺃَﻧَّﻬﺎ ﻓُﺮْﺻﺘﻚِ ﻟﺘﺤْﻘِﻴﻖ ﺣُﻠْﻤﻚِ ﺑﺎﻟﺘَّﺼْﻮِﻳﺮ ﻣﻌﻬﺎ .” ﻣﺴَﺤَﺖ ﺍﻟﻔَﺘﺎﺓ ﻋَﻴْﻨﻴﻬَﺎ ﻭﻋَﺪَّﻟَﺖ ﺷﻌْﺮﻫﺎ ﻭﺭﺍﺣَﺖ ﺗﺘَﺴﻠَّﻖ ﺍﻷَﻧْﻘﺎﺽ . ﺻﺎﺩﻓَﺘﻬﺎ ﺍﻟﻜَﺜِﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺜﺚ ﻓﻲ ﻃَﺮﻳﻘﻬﺎ ﺇِﻟﻰ ﺍﻷﻋﻠﻰ . ﻭﻫُﻨﺎﻙ، ﻭﺟﺪَﺕ ﺃَﻧﺠﻠِﻴﻨﺎ ﺟﻮْﻟِﻲ ﺗَﺠْﻠِﺲ ﺑﺎﻛﻴَﺔ، ﻭﻣﺎ ﺃَﻥ ﺭﺃﺗﻬﺎ ﻣُﻘْﺒِﻠﺔ، ﺣﺘَّﻰ ﺍﺑْﺘَﺴﻤَﺖ ﻟﻬَﺎ ﻭﻓﺮَّﺩﺕ ﺫِﺭﺍﻋﻴّﻬﺎ ﻟﺘَﺤﻀّﻨﻬﺎ، ﻓﺄﺧْﺮَﺟَﺖ ﻫﺎﺗِﻔﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻘﻄَﺖ ﺳﻴﻠﻔِﻲ ﻣَﻌَﻬَﺎ ﻭﻋﺎﺩَﺕ ﻣُﺴْﺮِﻋَﺔ ﺇِﻟﻰ ﺍﻷَﺳْﻔَﻞ ﻟِﺘَﺮِﻱ ﺃُﻣّﻬﺎ ﺍﻟﺼُّﻮﺭﺓ، ﻟﻜﻨَّﻬﺎ ﺍِﻧْﺪﻫﺸَﺖ ﺣﻴﻦ ﻟَﻢْ ﺗﺮ ﻭﺟْﻬﻬَﺎ ﺑﺠﺎﻧِﺐ ﻭﺟْﻪ ﺃَﻧﺠﻠِﻴﻨﺎ ﺍﻟﻤُﺒْﺘَﺴِﻢ ﻭﺳﻂ ﺩُﻣﻮﻋﻬﺎ . ﻟﻘﺪ ﻧَﺴِﻴَﺖ ﺃَﻧَّﻬﺎ ﻣَﻴْﺘﺔ ﻣُﻨْﺬُ ﺃَﺷْﻬﺮ ﺗﺤﺖَ ﺍﻷَﻧْﻘﺎﺽ .
* ﺍﻟﺘﺨﻴﻴﻞ ﺍﻟﻤﺰﺩﻭﺝ ﻓﻲ ( ﺳﻴﻠﻔﻲ ﻣﻊ ﺍﻧﺠﻠﻴﻨﺎ ﺟﻮﻟﻲ)
ﻳﻠﺞ ﺍﻟﻘﺎﺹ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﻴﺎﻭﻱ ﺑﺎﺑﺎ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﻨﺠﺰﻩ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻲ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍ ﺍﻟﺘﻲ ﻻﻳﺪﺭﻙ ﺻﻌﻮﺑﺘﻬﺎ ﻭﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﺍﻻ ﻣﻦ ﺧﺒﺮ ﺍﻟﺴﺮﺩ ﻭﺃﻓﺎﻧﻴﻨﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﻗﺺ ﻗﺼﻴﺮ ﺟﺪﺍ ﻳﺮﻗﻰ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺗﺤﻘﻘﻪ ﺍﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺃﻱ ﻧﻮﻉ ﺳﺮﺩﻱ ﺁﺧﺮ ﻣﺘﻘﺪﻡ ، ﻭﺑﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﺗﻀﺎﺀﻟﺖ ﺍﻟﻬﻮﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺒﺪﻋﻴﻦ ﻭﺑﻴﻦ ﺃﻱ ﺷﻜﻞ ﺃﺩﺑﻲ ﻣﻬﻤﺎ ﻗﺼﺮ ﺍﻭ ﻃﺎﻟﺖ ﻣﺴﺎﺣﺘﻪ ﻭﻓﻖ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺑﻨﺎﺋﻪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ، ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻵﻧﻒ ﺫﻛﺮﻩ ﺗﺴﻬﻢ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺨﻴﻴﻞ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻧﻤﻄﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﻴﻴﻞ ، ﻓﺎﻷﻭﻝ ﺗﺨﻴﻴﻞ ﻭﺍﻗﻌﻲ ﻣﻤﻜﻦ ﺍﻟﺤﺪﻭﺙ ، ﻣﺴﺘﺜﻤﺮﺍ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺍﻧﺠﻠﻴﻨﺎ ﺟﻮﻟﻲ ﺍﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ﺑﻌﺪ ﺗﺤﺮﻳﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﻳﺪﻱ ﺗﻨﻈﻴﻢ (ﺩﺍﻋﺶ) ﻟﻺﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺨﺮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻛﺘﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺳﻔﻴﺮﺓ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻠﻨﻮﺍﻳﺎ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ، ﺍﺫ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻮﺭﻗﻲ ﺍﻟﻤﺘﺨﻴﻞ ﻋﺒﺮ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﻭﺣﺒﻬﺎ ﻟﻠﻤﻤﺜﻠﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻷﻡ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺩﻓﻌﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺑﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻁ ﺻﻮﺭﺓ (ﺳﻴﻠﻔﻲ) ﻣﻌﻬﺎ ، ﻭﻳﻜﺸﻒ ﺍﻟﻨﺺ ﻋﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﻋﻦ ﺑﺸﺎﻋﺔ ﻣﺸﻬﺪ ﺍﻟﺠﺜﺚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺎﻭﺯﺗﻬﺎ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻭﺍﻷﻧﻘﺎﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﻄﺘﻬﺎ ﻟﺘﺼﻞ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﺮﺍﻫﺎ ﺷﻌﻮﺭ ﻃﺎﻍ ﺑﺎﻟﻤﺄﺳﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻳﻤﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ (ﺍﻷﻳﻤﻦ) ﻭﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻬﺎ ﻟﻠﻤﻤﺜﻠﺔ ﺗﻠﺘﻘﻂ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻣﻌﻬﺎ ، ﻟﻘﺪ ﺍﺳﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﻟﺘﺨﻴﻠﻲ ﻣﻦ ﺗﺨﻠﻴﻖ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﻟﻠﻨﺺ ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ ﺗﻮﻗﻊ ﺍﻓﻖ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﻭﺗﺼﺪﻳﻖ ﺍﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺣﺼﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﺗﻤﺜﻴﻼ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ، ﻟﻴﻈﻬﺮ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﻟﺘﺨﻴﻠﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﻫﻮ ﺗﺨﻴﻞ ﻟﻠﻤﺘﺨﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﺘﺘﺸﻜﻞ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻟﻠﻨﺺ ﺑﻜﺴﺮ ﺗﻮﻗﻊ ﺍﻓﻖ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﺣﻴﻦ ﺍﺳﺮﻋﺖ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻣﻬﺎ ﻭﻧﺰﻟﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻷﺳﻔﻞ ﻟﺘﺮﻳﻬﺎ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﺖ ﺍﻻ ﻣﻦ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﺔ ﺍﻟﻤﺒﺘﺴﻢ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻣﺘﻠﻜﺖ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺫﺍﺗﻬﺎ،ﻟﻘﺪ ﺍﺳﻬﻤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﻛﺴﺮ ﺗﻮﻗﻊ ﺍﻓﻖ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻘﻂ ﻟﻠﻤﻤﺜﻠﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺎﻁ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻟﻠﺼﻮﺭﺓ (ﺍﻟﺴﻴﻠﻔﻲ) ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﺔ ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻥ ﺍﻥ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻨﺺ ﻋﻨﺪ ﺟﻤﻠﺔ (ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﻧﺪﻫﺸﺖ ﺣﻴﻦ ﻟﻢ ﺗﺮ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻭﺟﻪ ﺍﻧﺠﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻤﺒﺘﺴﻢ ﻭﺳﻂ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ) ﻭ ﺣﺬﻑ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ (ﻟﻘﺪ ﻧﺴﻴﺖ ﺍﻧﻬﺎ ﻣﻴﺘﺔ ﻣﻨﺬ ﺃﺷﻬﺮ ﺗﺤﺖ ﺍﻷﻧﻘﺎﺽ) ﻟﻴﻨﻔﺘﺢ ﺍﻟﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺀﺍﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻝ ﺑﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻱ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻﻳﺤﺎﺋﻲ ﻟﺘﻔﻌﻴﻞ ﺍﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﺍﻗﺘﺮﺍﻧﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺋﻦ ﺍﻟﺪﻻﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﻟﺘﺨﻴﻠﻲ ﺍﻷﻭﻝ ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﻘﺖ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻟﻠﻨﺺ ﻗﺪ ﺗﺸﻜﻠﺖ ﻋﻨﺪ ﺟﻤﻠﺔ (ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﻧﺪﻫﺸﺖ …. ﻭﺳﻂ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ) ﻭﻫﻲ ﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﺗﺮﻛﻴﺒﻴﺔ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﺺ (ﺍﻧﺪﻫﺎﺵ ﺍﻟﺒﻨﺖ) إلى إنﺪﻫﺎﺵ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ . .
ﻟﻘﺪ ﺣﺎﺯﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻤﻜﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻣﻀﻴﻔﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺹ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﻴﺎﻭﻱ ﻓﻲ إدﺍﺭﺗﻪ ﻟﻠﺴﺮﺩ ﺃﻳﺎ ﻛﺎﻥ ﺷﻜﻠﻪ ﻭﻧﻮﻋﻪ ﺧﺒﺮﺓ ﺳﺮﺩﻳﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ”.