ما لم يذكره الهدهد!

(1)
عازف الغيتار كان
يغنى لبوب مارلي (لا يا امرأة لا تبكي)
تمايلت الرؤوس على صف البار
وعلى المناضد ساد خشوع
مهيب..

(2)
رفعت الروسية كأسا في الفراغ
حيتها مائة يد
قرعت كل الكؤوس
لأجل الحسناء
وبوب مارلي
والحب، والحياة والدموع
لأجل هذا التيه المبارك
لنزوات محتدمة
لهذا الفرط الجسيم من المشاعر
لمائة قصة إنسانية
يعلم الله وحده أي قصص هي
لكنهم
فطنوا أنهم رهبان ألم وضياع وتخلٍ
يتجلون على مسرح الحانة
مثل ملائكة عديمة الجدوى..

(3)
كأس تقرع كأس
يستفيق وهنهم اللذيذ من الوجع الخابي
وهن الحب
ثقل المأساة
ينهض انكسارهم من نومه الزائف
يختلج مثل رفة الرموش..

(4)
نهارهم
ضباب وغواشٍ
ليلهم
مطر أزرق
نومهم سم العقارب..

(5)
وأنا في عتمة الحانة
أتذكر أصدقائي، حياتنا الطيبة والأصيلة
أتذكر أيضا
صنيعهم الأخير
مثل
لدغ العناكب!