طيوب عربية

الكراهية مسؤوليَّةٌ جسيمةٌ

#أنساغ

من أعمال التشكيلي الليبي_عبدالمنعم بن ناجي (الصورة: عن عدنان معيتيق)
من أعمال التشكيلي الليبي_عبدالمنعم بن ناجي (الصورة: عن عدنان معيتيق)

(1)

يكادُ.  يَكِدُّ.  يبدأُ.  يشهقُ.  تذبحه الحمامة التي على النَّافذة وفي اللضى والضَّنى.  يزفر بعد فشله في أن يشهق.   يستطيع ألا يبدأ.  يذهب إلى الماء.  يخرج من قرص النَّوم تحت بطَّانيةٍ ثقيلةٍ.  في مقدوره أن يتنفَّس الليل إذا تجلَّى، والصُّبح لا يتنفس.  يستطيع أن يفنى في النَّجم الثَّاقب.  يريد أن يكون في الضُّحى إذا امَّحى.  بالكادِ يترنَّحُ.  يُصغي ولا يُسمع.  لا يرتدِعُ.  لا ينتهي.  لا يُبادِر.  لا وقت كافٍ من أجل أن يموت.

اتركوه.

(2)

لا تتفق مع بقيَّة النَّاس في الطَّريقة التي يحسبون بها التَّاريخ والزَّمن.

عليك أن تواظب على التَّمارين اليوميَّة الشَّاقة في الوقت المتاح من تاريخهم، ومن زمنهم.

وآه، فيما تبقَّى من وقتك أيضاً.

(3)

في حبِّكِ أستعين بالسَّعفة، والمنضدة، والمُخَاط، وبقايا رسائلنا، وفي أثناء إثمنا، بلا إسعاف، ولا حوقلة.

(4)

حين أصل إلى هناك سأمدُّ يدي إليكِ مرَّة أخرى.

كنتُ قد رأيتكِ البارحة وأنت لا تنتشلينني (وابتسمتُ).

(5)

لم يعد للشَّتيمة أي داعٍ (التَّاريخ يتحرَّك خارج الكلمات).

(6)

أُصابُ بالفِطام في المقبرة.

(7)

ليس صحيحاً أن المصاب بمرض الأرق المزمن الحاد يبحث عن النَّوم.  إنه ينتظر المطرقة التي تهوي على الليل، ليكون في حالة إفاقة أكبر، فحسب.

(😎

كلا، لا ينبغي قتله.  من الأفضل أن ينعم باحتضاره الطَّويل، ومن حميد الخصال أن نُريه الآيات.  من الأفضل بكثير أن يتجرع آخر أنفاسه وهو يدرك للمرَّة الأولى أنه لم يكن سوى نطفة (“عجبتُ لمن يتكبر وقد خرج من موضع البول مرَّتين”، قولٌ منسوبٌ برواياتٍ متناقضة إلى علي بن أبي طالب، والحسن البصري، والأحنف بن قيس، وجعفر الصَّادق).

ينبغي أن نساعده على الموت بأقصى الطُّرق الممكنة.

(9)

لن يكون في موته عزاء ولا امتحان للآخرين (ولا له أيضاً)، بل سوف يكون كل شيء اختباراً للذُّروة.

(10)

“يعيش المَلِكْ، يعيش، يعيش، يعيش”! (لم يَعِش المَلِك).

“يسقط الملك، يسقط، يسقط، يسقط”! (لم يَمُتْ المَلِك).

(11)

تمتلئ المِشْكاة بالرَّمل إذ تمرُّ الجنازة.

(12)

بالضَّرورة:  الغَرْغَرة.

(13)

ثمة في آخر النَّفق ضوء (وإلا كيف سيخرج منه من حفروه)؟

(14)

يوجد التَّاريخ في المِعْصم أكثر مما هو مولودٌ في الصُّكوك، والأصفاد، والقيود.

(15)

طافياً على الغرقى والأمواج وعربات النَّار، يَحْتَطِب المدينة، ولا يصارحك بآخر فرصة.

(16)

“ناضج”، في الأرجح، صفةٌ اعتذاريَّة نطلقها تقريباً بالنِّيابة عن ظروف سيِّئة جداً وأشخاص بغيضين للغاية، وذلك على فردٍ بائسٍ في حالة فرار ودفاع عن النَّفس دائمين.

(17)

 يا حاملات الطائرات في البحر القريب والبعيد من غـ.زَّ.ـة:  “يدخل الجنَّة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطَّير” (حديثٌ برواية مسلم).

(18)

أنتِ في خاتمةِ العريش مثل أغاني الصَّيف القادمة من البحرين في السبعينيَّات، وفي كل الأزمان:  )”عِصَر قلبي وذكَّرني عَرْيشٍ كان موعدنا”، أحمد الجميري).

(19)

النِّسيان أكبر انخراطات الذَّاكرة.

(20)

الأُمُّ:  كل ما تقوله الفقاعة للبالونة، والخبز، والحديد الذي في القِماط.

(21)

سؤال إلى السماء:  ترى، إلى أين ستذهبين؟  وإذا ذهبتِ، إلى أين ستعودين؟

(22)

الحبُّ كتابةٌ.  الحبُّ تجريفٌ.  الحُبُّ تحريفٌ.  ولا تنال الأبديَّة استحقاقها منك.

(23)

أدرِّبك على البحر والحجَر (وسأُدخلُكِ إلى حجرة أمُّي).

(24)

ليس لأنَّ الحياة (أو الحياة لأنَّ)، بل لأن الشَّهيق والزَّفير مضيعةٌ للهواء.

(25)

الوهمُ جميلٌ (شريطة أن يكون شرساً أكثر من المخيّلة، وعلى أن تصدِّقه لكن من دون أن تعيش فيه).

(26)

أشرقت الشَّمس.  حفروا قبراً جديداً.  غربت الأرض.  لم تُغَنِّ الطُّيور.

(27)

من طبع الكلاب أن ترضى بالعظام وما يُرمى لها من فُتات المائدة (وهذا أيضاً من سلوك بعض المثقَّفين، وغالب الشُّعوب).

(28)

أيها القائد العظيم المزدان صدره بالأوسمة، والميداليَّات، والنَّياشين:  ذلك الجنديُّ الذي مزَّقه الرَّصاص له أمٌّ، وزوجة، وولدٌ يعاني من مرض التَّوحُّد، وذكريات، وأصدقاء، ولم يكن يقصد أبداً أن يجعلك تنتصر في الحرب.

(29)

يزداد الزَّمن قليلاً في أولئك الذين لا يفهمونك على الإطلاق.

(30)

القَتْلُ:  أشلاؤك لهم وجَسَدُكَ لك.

(31)

قادتنا كل أسلحتنا الفتَّاكة إلى أحضان العدو.

(32)

يُقبِلُ الأموات إلينا، ثمَّ يُدْبِرون إلى هالِكين غيرنا.

(33)

يحضُرُ الأطفالُ العِيدَ (في أوَّل يوم فقط).

(34)

كأنَّ الليالي عقاقير؛ كأنَّ السُّموم وَسَن.

(35)

لا أحد يريد هذه الجُثَّة (سِواك).

(36)

“إلا أنني عندما لمست بعد سنوات للمرَّة الأولى جسد حبيبتي الغض، أدركت تماماً أن الأدب كان متخلِّفاً كثيراً عن الحقيقة” (ألبرتو مانغويل، “تاريخ القراءة”).

والعكس صحيح أيضاً.

(37)

هذا القتلُ يعوزهُ التَّرتيب.

(38)

الحنجرة ذراع الأموات (والعكس صحيح أيضاً).

(39)

هذا الموت ليس مسؤولاً كثيراً.

(40)

أُقامِرُ بالقفل (خاصَّة حين أُدركُ أنكِ لست هناك).

(41)

فيما تبقَّى من الفانية، سأحرصُ على أعدائي أكثر (أصدقائي يسعفونني على ذلك).

(42)

ليس لي إلا أصابعنا.

(43)

الوادي نقطةُ مغادَرَةٍ (فحسب).

(44)

الإقامةُ زلزالٌ، والمَتْنُ صغير.

(45)

كلُّ الأحاديث محاولةٌ للقتل.

(46)

أمواتٌ يُعيدونَ، وأمواتٌ نحو الشَّمس.

(47)

تُسْعِفُه الضَّواري.

(48)

ما من أمانٍ في الحليب.

(49)

يسيرُ حيث ينعطف النَّاس.

(50)

تدري الطُّيور ما حلَّ بالهواء.

(51)

ليست لي كَبِدٌ (وأنتِ انطفأتِ).

(53)

أنا أرملٌ كبيرٌ أيُّها المطر الصَّغير.

(54)

يمكن، في أحيان، أن تقول الحقيقة من دون اللجوء إلى الكذب.

(55)

سينسونَك حتماً (لكن ليس كنسيان الآخرين عند الآخرين).

(56)

الكراهية مسؤوليَّةٌ جسيمةٌ (لا يستطيعها كُلُّ من يَكرَهون، وكُلُّ من يُكرَهون).

مقالات ذات علاقة

أَنَا بَــحْــرُكِ الْــغَـــرِيـــق!

المشرف العام

مراجعة رواية قشتمر

المشرف العام

معارض الكتب بين الثقافة والتسويق والفولكلور

المشرف العام

اترك تعليق