طيوب النص

عكِّيت

لوحة (دمار) من أعمال التشكيلي الليبي خيري الشريف.
لوحة (دمار) من أعمال التشكيلي الليبي خيري الشريف.

ان تضرب رأسك بالجدار، تكافح من أجل التفكير فيما تكتبه.. أنا جاد لم أستطع التفكير فيما أكتب اليوم، هرشت أعلى رأسي مرارًا، وتوقفت! تذكرت أن الكلام صلف تياه يأت مرة ويتعسر مرارًا، ومثل شهير: “الأسد نتاج كل الغزلان البرية التي أكلها، والكاتب نتاج الكتب التي قرأها”. أنا لم أقرأ سطرًا جديدًا واحدًا هذا اليوم!

توارد إلى ذهني كتابة يومياتي، لكن أيام حياتي في غالب الأحوال متشابهة تتكرر كل يوم على ذات الشاكلة تقريبا، ليس فيها ما يثير انتباه القارئ، احتاج إلى القليل من التوابل الإضافية.

فجأة وفي ومضة عين قفزت فكرة، تذكرت أن يومي مختلف، ذهبت هذا المساء لتقديم واجب العزاء لصديق، وهناك جلس بجانبي وزير مهم.. كانت فرصتي للفضفضة..  أخبرته أن انقطاعات الكهرباء بقريتنا (الزيغن) أربع ساعات يوميًا… لك ان تتصور قيظ صيف فزان الحارق.. وأن أهلنا العالقين بفزان يشتكون قلة الزاد وغلاء الأسعار.. وأن الطريق إلى القرية بات شبه ترابي.. وأن القرية غارقة في بحار الصرف الصحي..  وأن الشركة التركية غير مؤهلة لإنجاز المشروع.. ولا خبر عن جهاز تنمية وتطوير الجنوب..  أنصت لي بإمعان.. ولم يعلق.. ثم تململ قليلا وغادر.. قلت في نفسي (يمكن أنا عكيت).

مقالات ذات علاقة

العبور في المد الآسر

المهدي جاتو

غابة الزيزفون

مفيدة محمد جبران

أغلق الشرفة

هدى الغول

اترك تعليق