خدعنا أهلنا..
عندما كنا صغارا
قالوا لنا إن الدنيا جميلة..
وإن كل شيء سيكون بخير إذا ابتسمنا لكل شيء.
علمونا..
أن نفعل الخير
وأن نرميه بعد ذلك في البحر..
وإن الصبر جميل جداً..
وأن القناعة كنز لا يفنى..
وأن المسامح كريم.
أخبرونا أننا يجب أن نكون مؤدبين.. جداً.
وأن نكون طيبيين.. جداً.
وأن نكون متفاءلين.. جداً.
وأننا يجب أن نتحلى بالاخلاق الرفيعة..
لأن من لا أخلاق له..
لا تحبه الدنيا.
كذبوا علينا..
وباعوا لنا الوهم في أكياس الحلوى..
عندما علمونا أن الحياة عادلة..
وإن الشر سوف يخسر المعركة في الحلقة الأخيرة من المسلسل السخيف.
خدعنا أهلنا..
سامحهم الله..
لقد كانوا بسطاء مثل صلاة ورقة على محراب ريح.
وكانوا انقياء..
مثل قطرة مطر في شتاء واعد.
لذلك..
لم يكونوا يعلمون شيئاً عن الانذال عندما تغرم بهم الدنيا..
كانوا يظنون أن كسرة الخبز إذا كانت حلالا فهي وليمة عامرة..
وعلمونا أن هذا صحيح.
وعندما كبرنا..
اكتشفنا أن الوليمة ليست كسرة خبز حلال.
وإن الدراويش فقط هم من يأكلون الوهم مغمسا في عسل اكاذيب الدراويش على أولادهم..
أولادهم الذين كبروا ليصبحوا مثلهم..
دراويش بالوراثة.
ومواطنون بلا وطن.
