الطيوب
صدر هذا الأسبوع عن الدار العربية للكتاب ومركز الدراسات الحضارية العدد الأول من مجلة “آجال”، باللغتين العربية والإنجليزية، وهي فصلية متخصّصة تعنى بتاريخ ليبيا القديمة والحضارات الأفروآسيوية، وتتركّز موضوعاتها في دراسة التاريخ القديم وأبحاث علم الآثار، وتهدف إلى تقديم قراءات جديدة في تاريخ شمال أفريقيا منذ عصور ما قبل التاريخ حتى القرن السابع الميلادي، مع التركيز على الحضارة الليبوفينيقية في شمال أفريقيا وحوض المتوسط، وما يتصل بها من الحضارات المصرية والإغريقية والرومانية وممالك نوميديا وموريتانيا الطنجية وموريتانيا القيصرية والصحراء الكبرى.
جاء هذا العدد في 136 صفحة، من القطع الكبير، وتصدّرته لوحة أميرة التمحو التي كتب عنها معاذ السايح أنها كانت أميرة ليبية في مصر القديمة ثم صارت ملكة بعد زواجها من تحوتمس الأول، كما إنها أم الملكة حتشبسوت، وتوصف لدى الباحثين بأنها «حفيدة ملك وابنة ملك وأخت ملك وزوجة ملك وأم ملكة».
وعن اختيار اسم «آجال» يقول المشرف العام عن إصدار المجلة عبدالمنعم المحجوب في تقديم العدد: «اُختير اسم «آجال» بدلالتين متّصلتين، الأولى لغويةٌ محض حيث تحيل الكلمة إلى التواريخ المنقضية، والثانية من باب استلهام ماضي وادي الآجال الذي يعدّ مثالاً عظيماً يختصر تضاعيف الأزمنة؛ من العصور الجيولوجية، إلى العصور الحجرية القديمة، مروراً بمسار حافل من التحولات التاريخية، إلى أن أصبح مسرحاً يحتضن نشأة المملكة الجرمنتية ونفوذها في الصحراء الكبرى، متوسّطاً شمال الصحراء وجنوبها، وفيه نرى من المعالم الجيولوجية والبقايا الأثرية والشواهد النصية والأيقونية… ما يجعلنا نأخذه مثالاً حياً عن اهتمامات هذه المجلة وما تُقبِل على نشره من موضوعات».
وضمت هيئة تحرير المجلة نخبة من الباحثين والأكاديميين المعروفين بمساهماتهم العلمية والبحثية في هذه الحقول، وقد جاء في ختام التقديم: «أتوجّه بالشكر والعرفان إلى فريق «آجال» على ما أولوه من ترحيب واهتمام منذ البداية بمشروع هذه المجلة، وأخص بالذكر المدير الـمسؤول عبدالمنعم اللموشي، رئيس مجلس إدارة الدار العربية للكتاب، وأعضاء الهيئة الاستشارية، وهم الأفاضل: محمد الدويب، محمد الجراري، عبدالحفيظ الميار، محمد عيـسى، خالد الهدار، كمال ارزيق، الصدّيق بودوارة، الشريـف حامد، أحمد سعد امراجع، وعبدالله الـمحمودي؛ والأمر موصول بالـمثل إلى فريق الـمترجمين على تعاونهم الكبير، وإلى عصام العبيدي على ما يضطلع به من إشراف فني وتنفيذ ومتابعة».
جاء هذا العدد حافلاً بالعديد من البحوث والموضوعات، ومن بين محتوياته: «الفن الصخري ومعالـم الهولوسين في وادي الآجال، أمكنة متغيرة»، لتيرشيا بارنت وماريا غواغنن وترجمة عبدالغفار الأطرش، «اللغة وأنظمة الكتابة في ليبيا القديمة»، لعبدالمنعم المحجوب، «القبائل الليبية ومصر القديمة… علاقة علامات الاستفهام الكبرى»، للصديق بودوراة الـمغربي، «التواريخ التسلسلية SD في مصر ما قبل الأسرات» لستان هندريكيس وترجمة عبدالغفار الأطرش، «الملكة أحمس… أميرة التمحو»، لمعاذ السايح، ونقرأ في القسم الإنجليزي من المجلة «نقوش ما قبل التاريخ في جبل العوينات، أسئلة كثيرة وإجابات قليلة»، لأندريش زبوراي.