وائل فتحي
أنا أحدُ المعجونين بالشوارع وحُفرها،
يتملكني احساسٌ دافئٌ جدًا
نحو أشيائي المُتقادمة معي والمُتهالكة كوجهي،
تربطُني الخيوطُ والتشققات العتيقة على متنِ الذاكرة.
.
أنا الشاعرُ الغريبُ الغارقُ في الدنيا المُجتَثّة،
أيُّ زمانٍ أصبحَ واجبًا أن نُبذِي العُمرَ
بحثًا عن قطرةٍ من حياةٍ تنشُر الحياة فينا!
.
فلا تهدرُوا هذا العُمرَ بالبحثِ عن وطنٍ فقط،
اختاروا حبيبةً تشتاقُ لكم،
إغرقوا بأنغام الموسيقى والإيقاعات الجارفة،
عيشوا بين صفحات الكتب، واكتبوا حكاياتكم.
.
هناك لا شيء يستحقُ الذكر،
فأعودُ بعد يومٍ طويلٍ ومتعبٍ
أزيلُ الأقنعةَ والتحايا المُركبَةَ على وجهي،
ألقي جسدي المُتعب على المقعد،
أحتضنُ خيالي وأهربُ بعيدًا.
.
أهربُ بالكتابة، فأجدُ نفسي في السقوطِ
بين أسطرٍ وكلماتٍ تتلاشى الـحـدود.
أنا لم أتحركْ، لكنني حرٌّ في عالمي
أنا الجريءُ، أنا الحرُّ!