ساجدة أنعم
في أمسيةٍ ما، كانت تجمعني أنا وثُلة من الأصدقاء، قبل زمن غير بعيد في حينها عندما رأى صديقٌ لي، تيّهي وشتاتي بوضوح، قال لي سائلا:
-من أنتِ؟
لم أستطع الإجابة آنذاك، ولكنّه لم يطرح السؤال الذي يُنسى بسهولة، لأنني من حينها وأنا أردد على مسامعي هذا السؤال كثيرا.
-من أنا؟
وفي ليلةٍ أشبَه بانتفاضة روحٍ أو ثورةُ عقل، خطت يدي إجابة ذاك السؤال قائلةً:
أنا النقيضُ بين الخيرُ والشّر
أنا المُتسامح وشَديد الزعلْ
أنا المُؤمن لكلام الأبكم
أنا الكَتومُ وللخير أفصَح
أنا حركيُّ الفكر ومشلول الجَهل
أنا الحامدُ مع قليل الطَمع
أنا الباسمُ مع ملامحُ العَبس
أنا الحاضرُ الغائب عن النظر
أنا الكَاتبُ رَكيك القّلم
أنا المُتقدمُ قليل الخطأ
أنا المُشوشُ مع وُضوح الفِعل
أنا الفاعلُ مؤكد ما فَعل
فأنا هُناك
بينٌ وبين.