الحب في منتصف الثلاثين يصير لاذعًا كعصرة الليمون بعد شرب التكيلا، كوخز الإبر في المستشفيات الملوثة، كأنهيار العمارات في الأحياء الفقيرة،
الحب في منتصف الثلاثين شرس وسادي ومحبط للغاية، منطوٍ كامرأة حامل تتعالج من الإدمان،
الحب في الثلاثين ممتلئ بالمفارق والانعطافات الحادة، متهور ومع ذلك جبان جدًّا، إنه المشي في الضباب، والإبحار مع القراصنة وتجار الملح، إنه المجازفة بكل شيء رغم المعرفة بعدم امتلاك شيء،
الحب في منتصف الثلاثين لن يعود مسألة حياة أو موت، إنه تراكم معرفي، تجارب فيزيائية حول السهر والخيانة وترويض المنحدرات والانزلاقات الشهوانية، اختبارات عن الضوء والظلال والعطور على الأجسام والكمائن،
الحب في منتصف الثلاثين يشبه التعود على فكرة الانقراض، الانسحاب من كل المعارك القديمة، نسف الجسور وأولى الخطوات لترميم السدود بعد أن تكون قد انتهيت من الفرح والأنين.
ستقول لكَ المرأة التي في منتصف الثلاثين: تركت لي جرحًا فوق العانة،
وسيقول لكِ الرجل الذي في منتصف الثلاثين: حيواناتي المنوية جفت فوق بطنكِ،
الحب في منتصف الثلاثين هياج جنسي غير متحقق، زعتر بري، أذن فان جوخ، غناء الحيتان العالقة، الشعور بالرغبة في النوم كالصغار، موسيقى فرانز ليزت، موانئ التنهدات، سرقة اللوحات العظيمة، وآخر محاولة لفهم الهرب.