الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان
أقام مجمع اللغة العربية بمدينة طرابلس صباح يوم الخميس 17 من شهر نوفمبر الجاري، في إطار أنشطته الثقافية الأسبوعية، محاضرة بعنوان (النحو العربي والغربي مالذي يتفقان فيه، والذي يختلفان فيه؟)، وذلك بحضور ثلة من الأكادميين واللغويين وذوي الاهتمام المشترك ألقى المحاضرة الدكتور”محمد خليفة الأسود” رئيس لجنة التخطيط اللغوي بالمجمع، فيما تولى إدارة وتقديم المحاضرة الدكتور “بشير محمد زقلام” عضو لجنة التخطيط، وقد تناول الدكتور الأسود مسألة علم اللغة والمقارنة مستهل حديثه الفروع الأساسية لعلم اللسانيات بقوله أن اللسانيات الحديثة هي الدراسات المعاصرة التي تبحث في دراسة اللغة من جميع جوانبها، وارتباطها منطقيا بحيث كل دراسة تترتب عليها دراسة أخرى أوسع، وأشمل، مضيفا بأن هذه الدراسات تنتهي إلى الدلالة التي يقصدها المتكلم المتمثلة في الجوانب الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية، وأشار المحاضر إلى فروع اللسانيات كاللسانيات التاريخية،واللسانيات المقارنة،و اللسانيات الصفية، وما يتفرع عنها من الأصوات، والنحو، والدلالة.
الجذور التاريخية
كما تطرق المحاضر أيضا للجذور التاريخية التي نشأ على إثرها النحو الغربي واللسانيات الحديثة، مستطردا بالحديث حول مدى اهتمام علماء اليونان إبان القرن الرابع قبل الميلاد بالتفكير في الكون وعلاقة الإنسان به، موضحا بأن اللغة عندهم خاصية بشرية، وذلك على لابد من احوتئها على معلومات تكشف لهم طبيعة الإنسان وأسرار الكون، وبيّن في سياق قوله أوجه الاختلاف والاتفاق بين النحو الغربي والعربي معرّجا باختصار على أعلام الفلسفة الإغريقية وما قدموه من اصطلاحات نحوية، وانتقال هذه المصطلحات إلى الحضارة الرومانية، وكذلك إشارته لمجموعة من النقاط عن النحو الغربي في عهد الرومان، وفي العصور الوسطى بالإضافة لواقع النحو وشكله في عصر النهضة الأوروبية من أواخر القرن الرابع عشر وحتى القرن السابع عشر مؤكدا بأن ظروف التنوير واليقظة التي شهدها هذا العصر جعلت أبناء الطبقة الميسورة في أوروبا للالتفات إلى العلم والثقافة ليركز البُحاث على دراسة وتمحيص نتاج التقدميين اليونانيين والرومان، الأمر الذي أدى لظهور أسس علم ونشأة المدارس اللغوية.
أوجه الاتفاق والاختلاف
من جهة أخرى فصّل المحاضر نقاط وأوجه الاتفاق والاختلاف بين النحو العربي ونظيره الغربي عبر تطورهما تاريخيا في ضوء دراسة اللغة، حيث أشار أن أبرز أوجه الاتفاق أنهما متفقان على أن اللغة لها ثلاثة أجزاء هي الاسم والفعل والحرف علاوة على أنهما يريان على أن اللغة المعنية بالدراسة مقدسة ويجب الحفاظ عليها، وحمايتها من العاميات، ومن ضمن أوجه اتفاقهما يرتكز على وجود الإعراب في اللغة، بينما على المقلب الآخر اختلف النحو العربي والغربي اختلافا كبيرا، فاللغة العربية تختلف عن اللغات الأوربية كونها من الفصيلة السامية، واللغات الأوربية من الفصيلة الهندية الأوروبية، مبيّنا بأن اللغة العربية اشتقاقية بخلاف اللغات الأوربية الإلصاقية، وأضاف بالقول إن النحو الغربي كان في بدايته لا يهدف لتصحيح اللغة ربما لأن من أنشأه فلاسفة ليس لهم كتاب مقدس يعتنون بلغته، أما علماء النحو العربي فقد اعتمدوا على اللغة وتصحيحها بغية الحفاظ على القرآن الكريم.