المقالة

حوار مع الأديـب الكبيـر على مصطفى المصراتي، رحمه الله وغفر له

الكاتب علي مصطفى المصراتي صحبة الكاتب يونس شعبان الفنادي (الصورة: يونس شعبان الفنادي)
الكاتب علي مصطفى المصراتي صحبة الكاتب يونس شعبان الفنادي (الصورة: يونس شعبان الفنادي)

من الذكريات الشخصية المميزة، والتي يمكن اعتبارها تاريخية، هو اللقاء الأول الذي انتظم يوم الجمعة الموافق للسابع من شهر يوليو 2017 لمناقشة مقترح تأسيس (صالون البغدادي الثقافي) وذلك بمنزل الشاعر الدكتور عبد المولى البغدادي رحمه الله بمنطقة شط الهنشير ببلدية سوق الجمعة بمدينة طرابلس…

وقد تشرف ذاك اللقاء بمشاركة علمين من أعلام الفكر والأدب أسهما بالكثير من إبداعاتهما الثقافية والأدبية والصحفية والفكرية بالمشهد الليبي وهما فضيلة الشيخ العلامة الأستاذ عبداللطيف الشويرف أمد الله في عمره، والأديب الكبير والمناضل الوطني الراحل الأستاذ علي مصطفى المصراتي غفر الله له.

وفي ذاك اللقاء، حين وصل الضيف الكبير الأستاذ علي مصطفى المصراتي ملبياً دعوة صديقه الشاعر البغدادي رحمهما الله، وقف جميع الحاضرين للترحيب به وأياديهم لا تكف عن التصفيق بحرارة، وعيونهم عن سيول دموع غزيرة بالمحبة والتقدير والاحترام لذاك الأستاذ المناضل الوطني والأديب الغيور على بلاده ودينه ولغته.

وبكلمة قصيرة ارتجلها الراحل الدكتور عبدالمولى البغدادي رحب فيها بالضيف الكبير مشيراً إلى عمق وتاريخ العلاقة التي تربطه به منذ سفرهما في مهمة رسمية في بداية السبعينيات إلى العاصمة العراقية بغداد ووجه له الدعوة لإلقاء كلمة في هذا الحضور.

ورغم أن الدكتور البغدادي طلب من الأستاذ الكبير علي مصطفى المصراتي التحدث جالساً تقديراً لظروفه الصحية إلاَ أنه أبى وأصر على الوقوف احتراماً للحاضرين. وبكل تلك الحماسة الخطابية التي عهدها معاصرو هذا الجبل الشامخ انطلق صوته بتلك اللغة الرصينة العذبة التي تعيدنا إلى عهودها الجميلة شكر الحاضرين وأشاد بالعلم والعلماء وحث على التمسك بالعلم والتربية القويمة المتأسسة على الخلق الإسلامي لأنها الزاد الذي لا ينضب، والمنارة التي تهدي وتهتدي بها النفوس والعقول. وعند انتهاء الأستاذ علي مصطفى المصراتي من كلمته دوّت الصالة بالتصفيق والإكبار والأعجاب.

وبعد ذلك توليتُ محاورة الضيف الكبير الأستاذ علي مصطفى المصراتي حول علاقته المميزة بعميد الأدب العربي الدكتور الراحل طه حسين الذي شرفه بأن قدم مجموعته القصصية (قطرات من يراع) ليكون هو الأديب الليبي الوحيد الذي يحظى بذلك، وصرّح لي أثناء حديثي معه بأنه سأل عميد الأدب العربي الدكتور الراحل طه حسين رحمه الله قائلاً: “هل أنت راضٍ عمّا كتبته عن المنفلوطي؟”.. فأجاب بالنفي مؤكداً أن ذلك كان عبثاً طفولياً.

كما ذكر لي بأن له مخطوطاً آخر غير مجموعته القصصية (قطرات من يراع) قد كتب مقدمته عميد الأدب العربي طه حسين ولم ينشر بعد، ولعله سينشره قريباً مع ست مجالات أخرى يعكف حينها على الكتابة لإنجازها ذاك العام (2017م) تتعلق ببلادنا ليبيا في الشأن الأدبي والتأريخي والفني وغيرها.

وحول سؤالي له عن رأيه فيما أورده الراحل مصطفى السراج في كتابه (بشير السعداوي) باعتبار أن المناضل الأستاذ علي مصطفى المصراتي كان من أقرب الناس إلى السعدواي رحمه الله، أجابني الأستاذ علي مصطفى المصراتي بأن ما كتبه الراحل مصطفى السراج حول مسيرة الزعيم الوطني بشير السعداوي رحمه الله كان صادقاً فيه مع نفسه، ولكن ينقصه الكثير من الأحداث والمواقف التي لم يشهدها شخصياً، وهو يحترم الجهد الذي بذل في الكتابة عن ذاك الزعيم الوطني الكبير.

وحول سرقة الدكتور مصطفى محمود لما نشره الأستاذ علي مصطفى المصراتي في كتابه عن المجاهد (غومة) وعدم تناول ذلك في مطالباته ومقالاته قال لي بأن ذلك كان عملاً لا يستحق الرد وحقي محفوظ في قلوب وعقول القراء المحترمين.

رحم الله الفقيد الراحل وغفر له وخالص العزاء لليبيا كافة في هذا العلامة الكبير.

مقالات ذات علاقة

الخنبة والخناب

عبدالرزاق الماعزي

فماذا تمطر سماء طرابلس؟

قيس خالد

ابتسامتنا المفقودة

مهند سليمان

اترك تعليق