طيوب النص

حين جفَّ ضرعُ الضمير

(بكى الخيميائي وطنه)

من أعمال التشكيلي معتوق أبوراوي
من أعمال التشكيلي معتوق أبوراوي

بحث عن مومياءٍ صغيرة، كانت قد نسيت كعب أنفها النخلي، تركته على مفارقِ الخوف، ترمّلت عند أحراش الفقد اللعينة، تمسّكت بكفِّ اللاوعي، تمزّق نعلها الملبد بالطين الأصفر والثقوب، غفتْ على كتفِ البارود، كلّما اندلع الليل، صارت تدرعُ لهاث الأزقّة المبلّلة بالضجر، تتقمّصُ دور الريح، تجفّفُ حقول قصب السكر، تجلبُ غيْمةٍ بدينة، تبشّرُ فيض الجفاف بميلادِ زنابق لبنيّة، تمشّطُ شوك القنافذ البريّة، تعصرُ ظلفة الصبّار، باغتها المخاض عُنْوة، تغربلُ الضوء فوق اظافرها المستعارة، الأصباغ المستنسخة كمطرٍ تليق بأصبوحة وطن ترهل، كرذاذٍ غابشٍ وحلمٍ مؤود، تهجع روحها بكلمات تطفئُ لغْو الكون، تتهجّى فهرس ملامح بدويةٍ حنطية، تبحث عن فراديس مقيمة ونهرٍ يرسم خطوط عينيها الخاشعتين، تشحذ أهدابها شموس النهارات البليدة، الممهورة لوشم الحرز المفقود، تعيد الخيميائي إلى أرذل الأرض، تنبشُ بحوافر الانتظار الوغدة، شاخت قبل أن تضع الحرب أوزارها وانبرتْ تعلّقُ أحلامها على أعوادِ السلام اليابسة .

مقالات ذات علاقة

أشياء لم يخبروني بها

المشرف العام

غفران

المشرف العام

‏القيامة المُصّغرة…

رأفت بالخير

اترك تعليق