مشكلتي أنني إنسان سؤال.. هزمت الأسئلة عندما أخرجتها من سجنها، هزمتها عندما كتبتها وصرحت بها وبأدوات استفهامها الواضحة الصريحة، كتبت عن كل أحلامي والتي هي أحلام الناس جميعا، منذ سنين طويلة وأنا أكتب عنها، كتبت عن يوم أري فيه أحلامي تدق نوافذ بيتي لأن التفاؤل كان ليلي ونهاري، طعامي وشرابي، يقظتي ومنامي، وهذا ليس منة مني لأن نقيض التفاؤل يأس واليأس موت بطيء، على مستوى الفرد أو على مستوى الجماعة ” مفيش فايدة ” ليست من دستوري وليس لك أنت أن تجعلها من دستورك لأن قيمة الإنسان أن ينهض ولو سقط مئة مرة، اليأس دليل الضعفاء المستسلمين وأنا وإن أصابني ضعف وكبوت يوما إلا أني لم أستسلم لأن أسئلتي وإن عبرت عن ذاتها المفردة في ظاهرها إلا أنها تتوجه نحو الآخر وتعنيه وتنشغل بما يحمل عقله من أسئلة.. لماذا وأين وكيف ومن أين وإلى أين، نحو الآخر بدأت ونحو الآخر ستنتهي مع خطوة العمر الأخيرة، علمني أبي الرجل الأمي أن الآخر قبل ” أنا ” كان سخيا رغم فقره المر، يحدث كثيرا أن يوزع نصف معاشه على السائلين في الشارع فيما نحن في البيت نشتاق لحفنة دقيق، منه هو ومن حياة الأقدام العارية أينعت جذور الأسئلة، كانت تبحث عن عدالة مطلقة أو عن مدينة فاضلة ولم تكن تعلم أن ” أحوال الناس ” تتغير وتتغير معها القيم وقواعد الأخلاق والفضيلة، توضح هذا عبر تدرجها في رحلة الجسد والعقل، ولأن البحث كان ملحا وفي نفس الوقت غامضا، قرأت عن كل سؤال وجدته في كتاب وسألت عن كل ظاهرة أدركتها الحواس، وبعد كل سني رحلتها تجد أسئلتي نفسها تعود إلى سيرتها الأولى وخطوتها الأولى وسؤالها الأول.. لماذا.. أداة الاستفهام الوحيدة التي تبحث عن إجابة أخيرة لا وجود لها لكنها تسعى إليها وكأنها على مرمى الوريد، كيف أو أين أو من أين أو متى كلها أدوات استفهام تبحث عن مكان أو زمان، وحدها لماذا تبحث عن إجابة خارج الزمان والمكان وتبحث في مرجعية كل ما تدركه الحواس، من هنا كانت رفيقة الإنسان في كل الأزمنة.
المنشور السابق
المنشور التالي
يوسف الشريف
يوسف محمد الشريف.
تاريخ الميلاد : 1938.
مكان الميلاد : ودان / ليبيا.
مجالات الكتابة : القصة القصيرة – قصص الأطفال – المقالة.
تعريف قصير: ليسانس علم اجتماع، بنغازي 1962، بدأ كتابة القصة القصيرة منذ العام 1958، تولى منصب مدير الإذاعة عقب قيام الثورة في 1969.
• وهو من رواد القصة الليبية الأوائل، ويعمل حالياً مستشاراً لمجلة الأطفال ( الأمل)
إصدارات:
- الجدار (قصة)/65
فازت هذه المجموعة بالجائزة الثالثة في مسابقة القصة القصيرة لسنة/65
- الأقدام العارية (قصة)/75
- ضمير الغائب (قصة)/76
- هذا كل شيء (قصة)
- أكثر من 100 عنوان لقصص الأطفال في أكثر من سلسلة.
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك