الكاتب والتشكيلي رضوان أبوشويشة ولوحته شجرة المسرحيات الليبية
قصة

مصرف العين الحولاء


بعد ساعات من الانتظار في الرتل الطويل مع المنتظرين.. قال له صراف شباك رقم 1 :
” الصك اختفى” .
” كيف اختفى ” ؟
ابتسم ابتسامة شاحبة وقال باستعلاء :
” لا أعرف ” !
سأل صراف شباك رقم 2 , قال فى جفاء :
” لا أعرف ” !
دمدم بصوته المبحوح :
” هل أصابكم الحول ” ؟
علق صراف شباك رقم 1، وهو يكش مثل أفعى :
” أنت تبحث عن صك لا يمكن وجوده إلا فى أحلامك ” .
مضٌه إنزعاج لا يمكن تلافيه . وانفلت فى سجال وجيز :
” لا يوجد شيء لا يمكن وجوده فى ليبيا.. إلا الدولة الديموقراطية التي لم نتوصل إلى تحقيقها إلا فى أحلامنا ” .
غمغمت أصوات متعاطفة من المنتظرين فى رتل الإنتظار.. بينما راح عامل النظافة يلوح بصك عثرعليه فى كيس القمامة ..اخذه صراف رقم 3 ..تفرس فى الصك بلامبالاة ، وقال :
” وقع فى السجل وخذ صكُك ” .
…عند بداية شارع عمر المختار قابله صديقه احمد الناجح . حكى له . فقال :
” لحسن الحظ ان عامل النظافة ليس مصابا بالحول ” .
__________________________________
طرابلس خريف 2019

مقالات ذات علاقة

حالة انتظار

عزة المقهور

‘بابور بالا’ ومتاحف الخيال

محمد عقيلة العمامي

بيت صغير ضاحية المدينة

سالم الهنداوي

اترك تعليق