منى الدوكالي
عندما كنت شجرة
كانت الأرض
مواقيتاً أزلية للعشق
منبتاً للحلم وإيناعه
:
كانت الغيمة تبثني الحب
فظنت سيدة
أني أرصد نافذتها
وأسدلت الستارة
:
كانت الصباحات الساكنة
تفرك النوم على مهل
وأحمل أعشاشاً
نتناوب الحلم معاً
ونشهد ميلاد الشمس
كان الحلم زهراً
بكرسي الحديقة المهجور
لكنه يعانق السماء
كغريبين يلتقيان بخط الأفق
:
كنت شجرة
والأرجوحة تمسك بيدي
وحبل غسيل يشد خاصرتي
يطلق نفسه للريح
ويسقط ما يثقله دونما اكتراث
:
كنت والخريف
نحتسي الدهشة
في كؤوس من شمس
في انتظار
يوم الطهر العظيم
:
يبسط الخريف قرمزاً
بلهفة الحب
و يترقب الميلاد
لكنه يؤخذ بجريرة العمر
:
كنت شجرة
و كنتَ تسكن المسافات
و أنا لا أمل الانتظار
فتعترض الحديقة
بكراس رسم
و قبضة من ريح
:
معزوفة الريح
توقن أني شجرة
تنثر البذار
وتطلق الضفائر
وتفصح طواعية بأحزان الأرض
:
فيا خط الأفق
الحزن يمتصني
كنت شجرة وأضعت الطريق
فاسكب ألوان روحي
ويا سيدة الأرض
كوني شجرة
وأنشري فاكهة القصائد
فمهما تسامى الظل فالشجرة لا تكون إلا تاءً مربوطة