حوارات

الأمين المساعد: إبراهيم حميدان/ رابطة الأدباء ليست أمانة للثقافة

الأمين المساعد بالأمانة العامة لرابطة الأدباء والكتاب الليبيين:..

هذه الانتقادات مسألة إيجابية  ونتمنى أن تستمر هذه الانتقادات

هناك روابط ونقابات مناظرة أو شبيهة برابطة الأدباء لا يكاد يسمع أحد بأخبارها

رابطة الأدباء ليست أمانة للثقافة.. ولن تستطيع أن تقوم بأكثر مما تقوم به الآن.

حاوره: رامز النويصري

الكاتب: إبراهيم حميدان

 

رابطة الأدباء والكتاب.. كيان يمثل أدباء وكتاب الجماهيرية في شكله الرسمي، وعلى مدى تاريخها، كانت الكثير من التعليقات والانتقادات تعلق عليها.. حتى أن وصلت إلى أنها السبب في تخلف ثقافتنا عن دورها، واطلاعها على الغير..

حملنا ما سمعناه، وما قرأناه، واستخلصناه من خلال ما كتب من مقالات، وما لمسناه مباشرة، ووضعناه أمام الأستاذ/إبراهيم حميدان، الأمين المساعد.. محاولين الدخول إلى كل الموضوعات، وطرح كل الانتقادات.. ودون مواربة بدأنا الحديث:

* نبدأ من برامج وأنشطة الرابطة الثقافية.. قبل بداية الموسم الجديد، كثر الحديث عن قصور الرابطة في تقديم برامج ثقافية تنعش الحياة الثقافية، بينما يعلق البعض بنمطية الأنشطة وعدم تنوعها، وقبولها بمكانها وعدم الخروج إلى أماكن جديدة..

** البرامج والمواسم الثقافية لا تكون على مدار العام، فهناك مواسم ثقافية تستمر لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف لالتقاط الأنفاس، والترتيب والإعداد للموسم الجديد.. أما كون الأنشطة الثقافية مرتبطة بطرابلس أو بمقر الأمانة العامة، فهذا يعتمد بالدرجة الأولى على الظروف المادية، فالانتقال والخروج بالمناشط الثقافية إلى خارج طرابلس يتطلب تكاليف للإقامة والتذاكر السفر وتكاليف للتنقل، وتكاليف إعداد…، وهذا كله الرابطة عاجزة عن إقامته.

المسألة الأخرى، من المفترض أن المكاتب التي أنشأتها والأمانة العامة لرابطة الأدباء والكتاب، بتوصية من المؤتمر العام، أن تقوم بنشاطاتها الثقافية، بالتعاون مع الشعبيات، ولكن يبدو أن الشعبيات آخر ما تفكر فيه هو النشاط الثقافي، والزملاء لم يتمكنوا بعد من الحصول على مقرّات لهذه المكاتب، باستثناء “مكتب بنغازي”، الذي هو موجود منذ زمن طويل، ولكن جميعاً تواجههم مسألة أماكن إقامة النشاطات، ومسألة تمويل هذه النشاطات، ونحن نتمنى من الشعبيات أن تولي المسالة الثقافية اهتماماً أكبر، سواء بالتعاون مع مكاتب رابطة الأدباء والكتاب بالشعبيات، أو مع الجهات الأخرى.

أما نمطية النشاطات الثقافية فهذا صحيح.. وليست الأنشطة الثقافية التي تقيمها الرابطة، بل كل الأنشطة الثقافية التي أراها في الجماهيرية هي ذات طابع نمطي، ومكرر، وهذا ما جعل الجمهور يعزف عن الحضور، وأصبح الذين يأتون لهذه النشاطات هم الأدباء والكتاب أنفسهم، والمثقفون أنفسهم.. وللخروج من هذه النمطية، ولإقامة أنشطة ذات أشكال جديدة، وبأفكار جديدة، فإن هذا يتطلب استعدادات وإمكانيات بشرية وإمكانيات فنية، وتموييل.

المسألة الأخرى التي تواجهنا في نشاطاتنا، هو غياب المشاركة، خاصة المشاركة ذات الطابع النقدي، فباستثناء الأمسيات القصصية والأمسيات الشعرية، فإننا نجد أنفسنا عاجزين عن إقامة ندوات نقدية لقراءة الأعمال والدواوين الشعرية، والمجموعات القصصية والروايات، والكتب الصادرة، فنحن نجد صعوبة في إقامة مثل هذه الندوات لأن هناك انحسار للكتابة النقدية، وتراجع عن الكتابة النقدية، وهذا لأسباب عديدة ومعقدة، يصعب تحديدها في هذا اللقاء، فالناقد يحتاج للتأمل، وإلى جهدٍ كبير لإنجاز عمله، وبالتالي فإن عدد النقاد مقارنة بالشعراء والقصاصين، والمبدعين بشكلٍ عام عدد محدود جداً، وهذا ما جعل الرابطة متهمة بأنها تهتم بمجموعة معينة أو شريحة معينة هي المتواجدة دائماً وباستمرار في ندواتها ونشاطاتها، وللأسف الشديد أن هؤلاء وحدهم الذين يكتبون، لأن مسألة إعداد ناقد أو خروج ناقد أو ولادة ناقد مسألة صعبة، في حين أن الشعر والقصة أو الكتابة الإبداعية في شكلها العام، أكثر سهولة أمام النقد.

والمشهد الشعري الآن يميل إلى الشعر، أكثر من القصة، وبالتالي أنا لا أستطيع أن أقصر النشاط في أمسيات شعرية فقط، إنني أجد صعوبة فعلاً في إقامة نشاطات ذات محتوى نقدي، ومحتوى يقوم على دراسات وأبحاث منهجية.. وهذه مشكلة في الثقافة الليبية عموماً.

* تتهم الرابطة بأنها خلال مسيرتها ظلت أسيرة العقلية الفردية، عقلية أمين الرابطة؟

** هذا كلام يفتقر إلى الدقة، هنالك أمانة عامة تجتمع بمعدل كل شهرين تقريباً، وهناك مؤتمر عام ينعقد كل سنة، يضع السياسات العامة للرابطة، وهنالك لجان شكلها المؤتمر العام مثل لجنة العضوية، ولجنة النظام الأساسي، وهيئة تحرير الفصول الأربعة، وغيرها من اللجان التي قامت بأداء واجباتها.

وهذا كله جرى خلال السنوات القليلة الماضية، من اجل الوصول صيغة للعمل الجماعي، المهم هو أن يستمر هذا ويتم تطويره، وهذا لن يتحقق إلا بوعي أعضاء الرابطة بهذه المسائل وضرورة المشاركة فيها بإيجابية.

* المؤتمر العام.. ظللنا مدة طويلة لا نعرفه، ثم ومن خلال الصحف، وخلال السنوات الأخيرة، بدأت إعلاناته تظهر عبر الصحف للحضور والمشاركة.. فأين كان؟

** أنت تسألني عن مدة طويلة، تعود إلى تاريخ إنشاء الرابطة، وأنا لم أواكب هذه المرحلة، وسنوات التأسيس الأولى.. أنا كنت قريباً من الرابطة منذ نهاية الثمانينات، ثم في التسعينات في مجلاتها، مجلتي “لا” و”الفصول الأربعة”، وفي أمانتها العامة، والحق أنه ومنذ بداية التسعينات كانت هناك مساعي لتفعيل دور الأمانة العامة للرابطة، وكانت هناك محاولات لعقد المؤتمر العام، لكننا لم ننجح، عقدنا بعض الاجتماعات العامة، كالاجتماع الذي عقد في مهرجان المدينة الثقافي ببنغازي في العام 1994 تقريباً، ولكن هذه الفكرة كانت موجودة لدى الكثير من أعضاء الرابطة، وكان هناك سعي جاد في اتجاه إقامة مؤتمر عام، وأخذت هذه الفكرة تنضج وتتبلور وتأخذ حقها، إلى أن نضجت في العام 2000، وانعقد المؤتمر العام.

وليس المهم أنه لماذا لم يعقد في الماضي، الأهم أن نحافظ على استمرارية انعقاده.

* لكن الحضور في هذا المؤتمر، هو في الحقيقة لا يمثل كل أعضاء الرابطة؟

** الحضور للأسف الشديد ما يزال ضعيفاً، وهذه ملاحظة صحيحة، وأنا حضرت اجتماعات الرابطة منذ نهاية الثمانينيات، وكان هنالك باستمرار ضعف في حضور الأعضاء، حتى تصعيد الأمانة العامة يغيب عنه الكثير من الأعضاء.. بعض الاجتماعات العامة في التصعيد في بداية التسعينات لم يصل إلى ثلاثين عضواً، لكنني أعتقد أنه مع استمرارية انعقاد المؤتمر العام سيزيد العدد مستقبلاً، المهم هو أن يستمر انعقاد المؤتمر سنوياً وفي موعده، أما الحضور فسيأتي لاحقاً.

* هم يقولون أن الرابطة لا تقدم لهم شيئاً؟

** ربما يكون هذه صحيحاً.. فالرابطة رغم أن تأسيسها يكاد يصل إلى ثلاثين عاماً، إلا أنها لم تستطع أن تقدم خدمات مهينة لأعضائها مثل العلاج على حساب الرابطة، أو الحصول على سكن أو تذاكر مخفضة أو تخفيض في الإقامة بالفنادق، لم نتمكن من الحصول على مثل هذه الخدمات التي تتميز بها بعض الاتحادات الأدبية المناظرة لنا في أقطار عربية أخرى رغم المذكرات التي قدمتها الأمانة العامة لجهات الاختصاص، من أجل الاهتمام بالكاتب ورعايته، لكن هذه الأشياء تحتاج إلى وقت وإلى بذل المزيد من الجهود على مستوى الرابطة، وعلى مستوى الأعضاء أيضاً، لكي نتمكن من لفت اهتمام مؤسسات المجتمع لهذه الشريحة من المجتمع.

* رابطة الأدباء والكتاب، هذا الكيان الذي يمثل أدباء وكتاب ليبيا.. بينما ينعته البعض بالقصور عن أداء مهامه، يتلمس له البعض لقصور الإمكانيات..

** هنالك انتقادات موجهة إلى رابطة الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية، وأنا أتابع هذه الانتقادات منذ نهاية السبعينات، أحياناً تصل إلى حد الشتائم والتجريح الشخصي والسباب، وأحياناً تكون هادئة وموضوعية، وكانت في فترات معينة انتقادات ذات طابع سياسي أيديولوجي، وفي التسعينات تحولت إلى الانتقادات ذات طابع مهني، وفي جميع الأحوال تعتبر هذه الانتقادات إيجابية، لأنها دليل على أن رابطة الأدباء هي من المؤسسات الثقافية الموجودة بفاعلية في الساحة الليبية.. وهي دليل على أهمية الرابطة.

هناك روابط ونقابات مناظرة أو شبيهة برابطة الأدباء لا يكاد يسمع أحد بأخبارها، لا نقد ولا مديح، لكن رابطة الأدباء تعمل وموجودة بنشاطها اللافت للانتباه والمثير للجدل، لا يعني هذا إن عملها خالٍ من السلبيات، وفي نفس الوقت لا يعني أن بعض النقد الموجه إليها خالٍ من الغرضية والشخصنة والأهواء الخاصة بأصحابها.. لكننا في جميع الأحوال نهتم بما ينشر من نقد، ندرسه، نحاول أن نستفيد منه في تطوير عملنا إذا كان هذا النقد فيه ما يفيدنا، وإذا لم يكن نتجاهله، وفي جميع الأحوال نرحب بالنقد، وعندما يتوقف النقد الموجه إلى رابطة الأدباء والكتاب في الصحافة الليبية فهناك خلل ما في هذه الرابطة.

* من فروع إلى مكاتب.. لماذا؟

** المؤتمر العام، في دورته الأولى، قرر إلغاء الفروع، حيث أنه طبقاً للقانون ولكي يكون هناك مؤتمراً أساسياً (فرع) لابد أن يكون عدد الأعضاء بهذا الفرع مائة عضو، وهذا العدد للأسف غير متوفر في كل أنحاء الجماهيرية، وحتى في طرابلس، ليس لدينا شعبية فيها مائة عضو، بعض الشعبيات ليس فيها أكثر من عضو، بعض الشعبيات لا يوجد بها أعضاء، وهذا يحول دون إنشاء فروع وحتى مكاتب.. لكن المؤتمر العام خول الأمانة لإنشاء مكاتب، وهي سبع مكاتب حتى الآن، وهي كما أسلفت تعاني من مشكلة في تمويل أنشطتها وعجزها عن إيجاد مقار لها، فالمشكلة ليست في إنشاء مكتب، المشكلة في إمكانية إقامة المكتب لنشاط، فلا يبدو أن في ظل هذه الظروف أن هناك عمل، لا في ظل الفروع ولا المكاتب، والسبب هو غياب التمويل، ويبدو أن النشاط مركز في طرابلس وبنغازي، ويبدو أن هذا يرجع إلى أن الرابطة تملك مقاراً لها في هاتين المدينتين، وإلى حد ما هناك نشاط في مكتب “الجفرة”، أما بقية المكاتب فلها الكثير من المشاكل في العثور على مقرات وتمويل لأنشطتها.

* والعمل على أساس مناطق؟

** نحن نتبع التقييم الإداري الموجود في الجماهيرية، هل يوجد في هذه الشعبية أدباء وكتاب أم لا؟، فليس من مهام الرابطة أن تخلق أدباءً وكتاب، الرابطة توجد بعد أن يتواجد الأدباء وليس قبل ذلك.

* من إنها لا تستطيع إقامة نشاط، ويمكنها إرسال شاعر لمشاركة خارجية.. إلى سيطرة مجموعة على المشاركات الخارجية.. ويكثر الجدل في هذه الموضوعة..

** دعنا نتكلم بالأرقام.. لكي أرسل شاعراً للمشاركة قد أدفع ثمن تذكرة مبلغاً وقدره 300 دينار، وقد أدفع له مبلغ 500 دينار، لكن لكي أقيم مهرجاناً ليس أقل من 60 ألف دينار.. أما الأنشطة الأسبوعية من خلال المواسم الثقافية، فنحن نقيمها وبأبسط الإمكانيات، ولا يستطيع أحد أن ينكرها.

لكن كم عدد الذين توفدهم رابطة الأدباء والكتاب في السنة.. نحن خلال هذه العام، لم نوفد إلا شاعرين، ونحن الآن في شهر “هانيبال”، للأسف الشديد إن البعض يخلط بين من توفدهم مؤسسات وجهات أخرى، ومن توفدهم رابطة الأدباء والكتاب.. فعدد الدعوات التي تصل رابطة الأدباء والكتاب في حدود عدد أصابع اليد الواحدة خلال السنة، فهي لا تأتي بالعشرات، ونحن نحتار فيمت توفده الرابطة، ونجحن نوفد قدر الإمكان الأدباء والكتاب المشاركين في أنشطة الرابطة، والحاصلين على بطاقة عضويتها، ولم يسبق لهم المشاركة.. لكن هناك بعض الأنشطة التمثيلية، يكون على الأمين العام أو الأمين المساعد أو أحد أعضاء الأمانة العامة، حضورها، مثل اجتماعات المكتب الدائم لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، وهي اجتماعات ذات طابع رسمي، وهي التي يمكن أن يحدث فيها بعض التكرار، وهي قليلة جداً على مدار العام، دعوة أو دعوتين.

فيما سبق كانت أمانة الإعلام والثقافة مشكورة تساعد الرابطة في بعض التكاليف، وكنا قد أرسلنا وفوداً من أربعة أشخاص وخمس، إلى ثمانية أشخاص، للمشاركة في بعض المهرجانات، ولكن منذ أن حلت أمانة الإعلام والثقافة، أصبحت الفرصة محدودة أمام الرابطة.. كانت هناك مبادرة من مجلس تنمية الإبداع الثقافي العام الماضي، أتاحت لنا فرصة إرسال خمسة أعضاء لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، لكنها لم تتكرر.

* خلال الحديث تركز على (عضو الرابطة)، وكأن الرابطة لا تعترف إلا بمن يحمل بطاقة عضويتها؟

** ليست مسألة اعتراف.. رابطة الأدباء والكتاب لا تعطفي اعترافاً لكاتب، هناك أدباء وكتاب ليسوا أعضاءً في الرابطة، ولكن لا يعني هذا أنهم ليسوا أدباءً أو كتاباً.. هم ليست لديهم الرغبة للانضمام للرابطة، وهذا موجود في كل بلاد العالم، هناك كتاب يريدون أن يظلوا مستقلين، خارج كل التنظيمات أو المؤسسات، وهم أحرار في هذا، ونحن في أنشطتنا ومشاركاتنا الخارجية معنيون بالضرورة بأعضاء رابطة الأدباء والكتاب، فالدعوات التي تأتي للرابطة، تأتي لأعضائها.. وهذا يأتي تنفيذاً لقرارات المؤتمر العام، الذي سبق وأن أصدر لائحة تنفيذية لهذا الغرض.

* أيعني هذا أن الرابطة متقيدة بكل ما جاء في هذه اللائحة؟

** نحاول أن نتقيد بها قدر الإمكان.

* يعني يمكن أن نتحدث عن قصور في التنفيذ؟

** أحياناً.. واللائحة مرنة وكل من حضر المؤتمر العام، شارك في صياغتها، ومن لم يحضر نتمنى في المرات القادمة أن يحضر ويشارك في صياغتها أو تعديل ما يراه مناسباً.

* ماذا عن اللجنة الموضوعة لتقييم الرابطة؟

ربما أنت تقصد اللجنة التي شكلها “مؤتمر الشعب العام”.. فبعد أن عقد مؤتمر استثنائياً للرابطة، قرر المؤتمر العام إحالة التقرير الذي صاغه الأمين العام حول أوضاع الرابطة، لمؤتمر الشعب العام، حيث طالب بحل مشاكلها، أمانة مؤتمر الشعب العام شكلت لجنة من عددٍ من الأكاديميين هم: أمين شعبة التثقيف الثوري، أمين مركز دراسات وأبحاث الكتاب الأخضر، أمين مؤسسة الإعلام الجماهيري، أمين رابطة الأدباء والكتاب، أمين اللجنة الإدارية بمجلس تنمية الإبداع الثقافي.

هذه اللجنة اجتمعت وأصدرت جملة من التوصيات، أو صدر عنها محضر اجتماع قدمت في ميزانية لدعم رابطة الأدباء والكتاب، وقدمت فيه أيضاً اقتراحاتها لحل مشاكل الرابطة.

* ماذا عن إمكانية فتح الباب لأعضاء جدد من هيئة التدريس، تبعاً لهذه اللجنة؟.

** اللجنة المذكورة، ناقشت مسألة أن ينضم أعضاء هيئة التدريس إلى رابطة الأدباء والكتاب، لكن الرابطة أبوابها ليست مغلقة أمام أي مهنة من المهن، وليس في قانونها ما يمنع دخول أي شخص من أي مهنة من المهن، والباب مفتوح كان دائماً لأعضاء هيئة التدريس كأعضاء في الرابطة، حيث منهم من تقدم ونال عضوية الرابطة.. لكن هناك من يرى إن أعضاء هيئة الترديس هم كتاب بطبيعة مهنتهم، وبالضرورة أن يكونوا أعضاءً برابطة الأدباء والكتاب، وهذا ليس صحيحاً.

إذ لابد أن يكون لهؤلاء إنتاجاً أدبياً وفكرياً يدخل ضمن اهتمامات رابطة الأدباء والكتاب، وأن يملئوا استمارات الانتساب ويقدموا صوراً ونماذج من هذا الإنتاج الأدبي (يعني استيفاء كل الشروط)، ويتم تقديم هذا إلى لجنة العضوية، التي شكلها المؤتمر العام لرابطة الأدباء والكتاب في دورته الأولى..

وحسب اعتقادي أن هذه اللجنة المشكلة (اللجنة التي شكلها مؤتمر الشعب العام)، ليس لها الحق في فرز أو تقرير إذا كان يحق لشخص أن ينال عضوية الرابطة.. لكن لجنة العضوية هي من تملك الحق في منح هذا الشخص أو ذاك حق الانتماء لرابطة الأدباء والكتاب.

* هل من السليم أن تقتصر إصدارات الرابطة على مجلة “الفصول الأربعة”؟.

** نتمنى أن تكون هنالك إصدارات أخرى، ولدينا مشاريع متوقفة، أو فلنقل مؤجلة مثل سلسلة كتاب الفصول الأربعة وصحيفة “المشهد”، ولكن ما يعيقنا هو التمويل، فأنت تعرف أن هذه الأشياء تحتاج إلى تغطية مالية جيدة، ونحن لا نريد أن نتورط في الإعلان عن سلسلة ثقافية جديدة، أو مجلة جديدة فنصدر منها بضعة أعداد ثم نتوقف كما يحدث عندنا دائماً.

لدينا الآن تجربة مهمة هي “الفصول الربعة” التي وصل عمرها الآن خمسة وعشرين عاماً، وسيصدر خلال أيام العدد مائة من هذه المجلة، وإذا أردنا أن نصدر أي مطبوعة جديدة فعلينا أن نتريث ونوفر أولاً الضمانات لاستمرارية هذه المطبوعة، وأن لا تكون مجرد (طهقة) ثم تنتهي ونتوقف مثل عشرات المجلات الليبية التي صدرت لبضعة أعداد ثم توقفت.

* لكن هناك الكثير من الملفات التي توقفت، وكانت (الفصول الأربعة) تعد لها؟

** هذا راجع في تقديري إلى غياب الاستقرار الإداري الذي نشكو منه في مؤسساتنا، ونحن كمثقفين كثيراً ما نتغنى بالمؤسسة والمؤسساتية لكننا في الممارسة نفشل في تطبيق أمنياتنا، في اعتقادي إنه يجب المحافظة على استقرار مجلة الفصول الأربعة لكي تستمر، وتتطور لا أن تنتكس مرة أخرى لنبدأ من جديد.

ارتباك الفصول الأربعة هو جزء من ارتباكات الصحافة الليبية الذي هو جزء من ارتباك المؤسسة في مجتمعنا، وغياب الاستقرار يقوض كل ما نبنيه ويجعلنا نعود باستمرار إلى نقطة الصفر.

* وهل تصل المجلة إلى الروابط المناظرة؟

** هيئة التحرير تقوم بإرسال نسخ للاتحادات المناظرة، لكن نتمنى أن تقوم الدار الجماهيرية للتوزيع والإعلان بإيصال هذه المجلة للأقطار العربية أو بعض الأقطار العربية على الأقل، فنحن نعاني من نقص المعرفة بنتاجنا الثقافي والأدبي، وأدباءنا، والمجلة تقوم بعرض لجزء من هذه الثقافة والأدب.

* والأصوات الجديدة أو الشابة، هل من واجبات الرابطة أن تهتم بها؟

** قد يكون هذا جزء من اهتماماتها، لكنه ليس من الأولويات.. لأن هذا يعني عبأً كبيراً عندما نطالب الرابطة بالاهتمام بالأصوات الشابة، بالإضافة إلى إقامتها لمناشط داخل وخارج طرابلس، وإصدارها لمطبوعات ثقافية جديدة، وطباعة كتب وسلاسل ثقافية، وتوسيع عدد مشاركاتها الخارجية، وغيرها وفقاً لأسئلتك التي قدمتها، وهي لا تعكس رؤيتك فقط، بل تعكس رؤى وأراء الآخرين.. أعتقد بأن هذا عمل أمانة ثقافة، وليس رابطة للأدباء والكتاب، تضم 150 عضواً بتمويل محدود، لكن الرابطة تحاول أن تبذل بقدر الإمكان مجهودها لتوفير الإمكانيات لذلك.

وبالنسبة للأصوات الجديدة والشابة، نحاول أن نقيم كل سنة أمسية أو أمسيتين نكرسها لهذه الأصوات الشعرية، نتيح لها فرصة الإطلالة على المشهد الثقافي من خلال حوارات ونقاشات أعضاء الرابطة.

وأعتقد أن هذا الدور موكل لمؤسسات ثقافية غائبة.. فالمراكز الثقافية غائبة، والإصدارات الخاصة بالشباب غائبة، والصفحات الثقافية التي تهتم بهذه الأصوات غائبة.. والآن (فضاء الشعر والقصة) الذي أنشئ على مستوى مدينة “طرابلس” يشكل هامشاً لهذه الأصوات، وأتمنى أن تنشا فضاءات أخرى موازية له.. وهذه مشكلة الثقافة في بلادنا إنها مركزة في العاصمة ومدينة بنغازي، لغياب النشاطات التي يمكن أن تقوم بها مؤسسات أخرى في أماكن بعيدة.

* لكن الرابطة غائبة عن حضور المهرجانات التي تقام في هذه المدن، فأين الرابطة في مهرجان “زلطن”، أو مهرجان “زلة”؟.

** لم توجه إلينا دعوة واحدة لحضور هذه المهرجانات، ولك أن تسأل أصحابها.

* هل ترى عن الرابطة منهكة؟

** طبعاً.. وفق كادرها البشري وعدد أعضائها المحدود، خمس أعضاء غير متفرغين، ولديهم التزاماتهم، وفي ظل ظروفها المادية.. لن تستطيع أن تقوم بأكثر مما تقوم به الآن.

* أيعني أنه غير قادرة على تقديم المشهد الثقافي الليبي عربياً على الأقل؟

** أعتقد أن هذا طلب كبير جداَ.. في البلدان الأخرى هناك مؤسسات أخرى تكمل هذا النشاط، لكن بروز الربطة في أنشطتها وضعها في الصدارة، ووضعها كأنها أمانة للثقافة والإعلام، رابطة الأدباء ليست أمانة للثقافة، يجب أن تقارن بباقي الاتحادات والروابط الأخرى التي تناظرها، أما أن تقوم بتقديم المشهد الثقافي الليبي والوطني للخارج، فهذا فيه إجحاف لحق الرابطة، هي تحاول أن تقدم جزءً من هذا المشهد، هذا دور أجهزة ثقافية أخرى بعضها موجود، وبعضها غير موجود.

* وفي الختام..

** الحقيقة نحن بحاجة إلى عودة أمانة الإعلام والثقافة، لقد خسرت المؤسسات الثقافية كثيراً نتيجة غياب أمانة الإعلام والثقافة، ولقد كان الكتاب والأدباء يطالبون باستمرار بفصل الثقافة عن أمانة الإعلام لكي يكون للثقافة أمانة مستقلة، ترعى الثقافة في هذا البلد، لكن حل أمانة الأعلام خيب الآمال وأضر بالكثير من المؤسسات الثقافية ومن بينها هذه الرابطة.

أمانة الإعلام والثقافة ميزتها أنها كانت تعمل وفق توجه وطني يركز على رعاية الثقاة على مستوى الجماهيرية عمومها وليس على مستوى شعبية واحدة، كما إن هذه الأمانة كانت تتوفر على طاقات وخبرات وقدرات بشرية لها تجربتها الطويلة من الخطأ أن نخسرها ونبدأ بتشكيل مؤسسات جديدة تبدأ من الصفر.

مقالات ذات علاقة

القاصة والروائية خيرية عبدالجليل: ”أنا أؤمن بكسر القيود خاصة عند الخوض في تجربة الكتابة الروائية“

حنان كابو

الشاعر محمد عبد الله.. لفسانيا: طموحاتي كبيرة جدا ليس لها مدى أو حتى فضاء يحتويها

المشرف العام

الطيوب في حوار حول المعجم السردي

المشرف العام

اترك تعليق