حوارات

قصيدة الومضة كأنها شهيق وزفير لمرة واحدة

سالم العالم:

قصيدة الومضة الليبية تتميز بجودة عالية

قصيدة الومضة أصبحت نصاً شاملاً أدبيا موجوداً بالفعل

قصيدة الومضة كأنها شهيق وزفير لمرة واحدة

مواقع التواصل الاجتماعي، كان لها دور كبير في ظهور وانتشار هذه النمط من الكتابة

حاوره: رامز النويصري.

الشاعر سالم العالم.

الومضة الشعرية، أو قصيدة الومضة، نص شعري نثري يبحث عن جواز مرور وهوية، وبالرغم من وجود هذا النمط الشعري، وممارسته من مجموعة كبيرة من الشعراء، إلا أنه لم يلتفت للومضة تنظيرياً.

ملتقى قصيدة الومضة الليبية، مجموعة انطلقت قبل فترة ليست بالبعيدة على الفيسبوك، هدفها التمهيد لإطلاق هذا التجمع واقعياً والتنظير والتأطير لهذا الشكل الشعري.

هنا نلتقي الشاعر “سالم العالم“، الذي كان وراء هذا العمل، والسعي من أجل أن يكون لقصيدة الومضة هذا الحضور.

لماذا قصيدة الومضة؟

لأسباب عديدة منها: منذ سنوات وأنا أفكر في الاشتغال على كتابة قصيدة نثرية قصيرة باللهجة العامية، وهو مشروع يحتاج لوقت ومازلت أعمل عليه. لذلك كنت أعمل على كتابة مجموعة من النصوص القصيرة الفصيحة، تمهيدا لهذا. مع ملاحظة أني منتبه تماماً لعددٍ من الكتاب العرب والليبيين الذين يكتبون هذا النمط.

لفت نظري أيضاً؛ أن هناك اهتمام في الوطن العربي بالتنظير والتأصيل لهذه التجربة، بل واتيح لي حضور بعضها، مثل ملتقي قصيدة الومضة بتونس. مع إحساسي بأن قصيدة الومضة الليبية تتميز بجودة عالية حسب ذائقتي الخاصة، وأن لديها ما يسمح لها بأن تكون رائدة في هذا المجال، خاصة مع وجود قصيدة ومضة تكتب باللهجة الليبية، وخاصة بالليبيين فقط وهي غناوة العلم.

هل تمتلك قصيدة الومضة المقومات لتكون نصاً أدبياً مستقلاً؟

رغم ان قصيدة الومضة، لا زالت تعاني إشكاليات في تحديد المفهوم وفي التعريف بها، وبخصائصها، إلا إنها بالتأكيد تمتلك القدرة علي أن تكون شكلاً أدبياً مهماً، وشخصياً أرى إن المستقبل القريب سيكون لها، لما فيها من سلاسة ومباغتة واختصار، مما سيجعلها وجبة أدبية خفيفة سهل التناول ويسهل هضمها.

ويعتبر هذا السؤال الان متأخراً؛ بعد أن أصبحنا نرى ـومنذ سنواتـ مصطلحات كالهايكو العربي، وقصيدة الترويكا، وهي كلها تصب في نفس المعنى.

شخصياً رغم رفضي لا ستيراد هذه المسميات من اليابان (الهايكو) أو من روسيا (ترويكا)، وأفضل عليها قصيدة الومضة الشعرية، إلا أن ذلك لا ينفي إنها موجودة وقد يختلف شكلها الاصلي في بيئتها، ولكن عند تحويلها للغة العربية، فإنها تأخذ شكلاً واحداً وهو قصيدة ومضة، لذلك يمكننا القول إن قصيدة الومضة أصبحت نصاً شاملاً أدبيا موجوداً بالفعل، وليس نموذجاً بطور التشكيل كما يعتقد البعض.

ماهي أهم مميزات هذا النمط الشعري؟

يمكن القول إن قصيدة الومضة هي نص يمتاز بالكثافة في المعنى، مع اختزال المفردات، قادر على المباغتة والادهاش بمجرد اكتمال فكرته، مما يدعوك للتفكير والتأمل. ومن حيث البنية فأنها تكاد تكون حالة من التنفس السريع، كأنها شهيق وزفير لمرة واحدة.

لماذا تم إنشاء هذه المجموعة على موقع التواصل الاجتماعي؟

حقيقة لابد لنا ان نعترف إن مواقع التواصل الاجتماعي، كان لها دور كبير في ظهور وانتشار هذه النمط من الكتابة، بل إن الكثير من الكتاب والومضات التقينا بها على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم نجده في مجاميع أو دواوين، وحيث إن الهدف حول تشكيل منتدى لقصيدة الومضة الليبية وكذلك التنظير والتأصيل، والبحث في هذا الشكل الأدبي، مما يتطلب حوار يومي ودائم ومستمر، لذلك كان لابد من الاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعي في هذه المرحلة، حتى نتمكن من التوصل إلي رؤية مشتركة، للانتقال إذا أمكن ذلك الى الالتقاء بشكل طبيعي.

ما الذي تقدمه مواقع التواصل الاجتماعي للمبدع؟

يمكنها أن تقدم له الكثير من الانتشار الأفقي عند نسبة كبيرة من الناس، وان كنت لا أؤمن بقدرتها علي تحقيق انتشار عمودي.

أي إنها لا تتيح وسيلة للمبدع للاشتغال على نصه بشكل عميق، لأن الكثير (وليس الكل) يلجأ الى الكتابة المباشرة على الحائط، ولا يقاوم ضغظة الزر، الذي تتيح له النشر فوراً دون مراجعة وتشذيب نصه، لذلك نرى الكثير من النصوص التي لا معنى لها.

من جانب آخر تتيح مواقع التواصل للمبدع الاطلاع على إبداعات الغير، وقد يعتبرها البعض وسيلة للتوثيق للنصوص. وفي المجمل طريقة استعمال المبدع لمواقع التواصل الاجتماعي هي التي تحدد مدى استفادته منها، كل حسب طريقته ورؤيته لها.

في الختام: هل يمكن اعتبار مواقع التواصل الاجتماعي، قنوات تواصل ونشر؟

كونها قنوات تواصل نعم، فهي بالضرورة وجدت لتكون قنوات تواصل، أما من حيث النشر فهذا سيف ذو حدين. فكما سبق وقلنا يمكنها أن تكون مفيدة أحياناً وتحقق انتشار للمبدع، ولكن تظل السرقات الأدبية على مواقع التواصل الاجتماعي كارثة لا حل لها، ولعل آخرها ماحدث مع الصديقة الشاعر “عزة رجب”، والتي سُرقت مجموعة من نصوصها المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، وستطبع قريباً في كتاب باسم شخص آخر. كل هذا في ظل غياب تام لحقوق المؤلف، وكذلك لكون الكثير لا يعتبر من مواقع التواصل الاجتماعي مواقع جادة للنشر، كونها وجدت للتواصل وليس للنشر أساسا.

مقالات ذات علاقة

حوارات البوكر| الروائية الليبية عائشة إبراهيم: أدخل في حالة نفسية قاسية ومرهقة بعد الانتهاء من كتابة رواية.. ولم أتفاجأ بوصولي لـ«القائمة الطويلة»

المشرف العام

حوار مع الأديب الليبي المبدع منصور بوشناف حول روايته (العلكة)… المرشحة لجوائز عالمية

يونس شعبان الفنادي

الروائي إبراهيم الكوني: كنت شاهدًا على بؤس العالم الذي تنكر لأساطير الأمم واعتنق الأيديولوجيا دينًا (1 ــ 4)

المشرف العام

اترك تعليق