من أعمال التشكيلية الليبية .. مريم العباني
قصة

العابر…

من أعمال التشكيلية الليبية .. مريم العباني

 

1

… في الصباح.. تحت الضباب السابح.. يخطو ببطء.. يقف أحياناً.. ينحني مُتفرِّساً في آثار الليلة البارحة.. التي انطبعت بوضوح على الطريق الترابي الرطب.

2

… أقدام سلحفاة عابرة بعرض الطريق.. أرجل خنفساء مرتسمة بدقة.. ثلاثة خطوط رقيقة غائرة تلتقي عند رؤوسها.. إنّه الحجَل.. وهذه التي تبدو كورقتَي سِدر متقابلتين هي الحرباء.. وهذا أثر أفعى.. لا يمكن أن تُخطئه العين.. وآثار أخرى مختلفة لعابرين يجهلهم.. كانت الآثار من الكثرة والوضوح بحيث تولَّد لديه إحساس بأنَّ كل عابرٍ يتعمّد أن يطبع خطواته على الطريق.. حتى ذلك الغراب ترك مساراً لجناحيه المبلّلين حين اخترق الضباب منذ لحظة.

3

… استدار مُلقياً نظرةً من فوق كتفه.. انحنى مُتفحّصاً.. دون أن يجد لخطواته أيَّ أثرٍ على الطريق الترابي الرطب!

***

(2001)

مقالات ذات علاقة

رجّع بعيد لصدى ضحكة مجلّجلة

البانوسي بن عثمان

الطوفان

المشرف العام

الطنطونة

عزة المقهور

اترك تعليق