سابحاً في فضاء التمني
ممتطياً صهوة الزمان
جناحاً نسير يلطمان الأفق
بقوة وحبور
لا يكلاّن
نداء طبل أفريقي
يفض ركام الصمت الكسول
معلناً صفير القبّرات
وإيقاع الرعد
وسمفونية المطر
يمرق غزال الوقت الجميل
رشيقاً كساق زنبقة
وممراحاً كفراشة حقل
وتكونين
فسحة الأمل
وصباح الوردة
هبة النسمة المنداة
واستدارة القمر الحنون
يحاكيك كل شيء جميل
ولا تحاكين إلا نفسك.
مري على خاطري هذا المساء
هبيني لحظة الفرح المجلجة
شدي بكفيك الحانيين على قلبي
امسحي عن وجهي كآبة هذه الليلة
خذيني إلى واقع الحلم الفسيح
واطلقيني تفعيلة في قصيدة.
ملني صريف الأبواب
ملتني الجدران
ملني القفل ومنفضة السجائر
حيث تتحلق أسوار الكآبة حولي
ونسج عنكبوت الكلل أطواقه حول قلبي
تمدين لي نبع ابتسامتك الصافي
مباشرة بالعينين وبالقلب أنهل
لا أمل من استرجاع ذاك الصباح
كل شيء كان يحتفل
الغابة الصغيرة بسروها السامق
والسهل بزعتره الغض، يغمر فوحه المكان
نقر درابكك
رقصٌ وغناء
مرح الشباب وبهجة الطبيعة البكر
تمازج الألوان في شكل أخاذ
أذرع السحب تمتد نحو الشمس
شموسنا الصغيرة تنشر دفئها الحنون
نقر الدرابك والضحكات
يناغمان إيقاع الرعد
ومض البرق والتماع الابتسامات
قلبي وقلبك يوحدان خفقهما مع نقرات المطر
ظلي يعانق ظلك
ويدي التجأت ليدك.
مسيل ماء يقطع الغابة
يحول بيننا والحافلة
الساقان البضّان
يغوصان في الوحل
شعرك يتجنح مع النسمات
ويداك تلوحان في الفضاء
لكأنك ترقصين وسط الماء
كنخلة تتناغم مع العاصفة
كحواء الأولى
تغادر جنة المألوف
وتدخل نعيم تجربة العالم
تستلقين على العشب المبتل
حناء الطين تقطر من ساقيك
وابتسامة واثقة
تنور ثغرك الفتان
لم يبق لي في تلك اللحظة الخالقة
غير أن أتأمّلك في صمت.