القصيدة ضيقة ولاتتسع لنا
سرقـوا دفاتري .. قلمي
ونثروا علاماتهم فيما تبقي
من بياض السطور
ومسـاحة القصيدة
ولم يبقوا حتى هامشي الصغير
سـرقوا …
الليل الذي يمنحني الحلم والوهم
والنجوم التي تهدهد غفـوتي
في المـساء …
السحـابات الحبـلى بالمطر
الريـح التي تعزف مجيئنا
العصافـير وأغاني الصغار
جدائل الشمس .. ألـوان أمي
عطرهـا .. وحبـات عقدها
التي انفرطت من بين أصابعي
وكـل النهـار… وحتى الصباح
الذي تثاءب بفراشي
قطتي .. وخـربشات الصغار
علي جدار قصيدتي
فما تبقي لي شئ كي أكتبك
أيها الوطـن الذي ليس لي
كي لا يأخذني النسيان
وكي لا يغطيك تراب الوسوسات
وكي تغنيك الأمهات لأطفالهن
ويشدوك السنون .. وكي احلم احلم
احلم باتساع للكلام
أو حتى وهم الكلام
وبأنني للحظة سيدة هذه المساحة
هـذا البياض اكتبه
ولا يكتبني الغيـاب
أرسمك بحنين غابر
مثل عصافير تنثر البيادر
والحروف والأرحام بالامتلاء
لكـن وقـتنا ميت
أيها الذي اشتهيه وطنا
وحتى اللغة التي نتهجى
اللغة المليئة بالأكـاذيب
بالإشارات والمحرمات
لا تـرسم مولدك
ولا مساحة القصيدة كافية .
من ديوانها (صمت البنفسج)
باريس خريف 2004