هناك أعمال أدبية ليبية تتداخل فيها الأسطورة بالفلكلور الشعبي والخرافات لتقدم حكايتها وعالمها السردي التخيّلي الذي نجد فيه الشخصيات والأحداث العجيبة، فهناك من يعتقد بأن ثمة علاقة قوية بين الأدب والأسطورة بل ومن يعتبرها في حد ذاتها أدبًا، فإن كنت من محبي هذا النوع من الأشكال الأدبية هنا نستعرض خمسة أعمال ليبية تتداخل الأسطورة في أحداثها القصصية.
1- رواية إينارو – على فهمي خشيم
الرواية توليفة من الأحداث التاريخية التي تتداخل فيها الأسطورة والقصص الشعبية بين بابل وأثينا ومنف وأورشليم وقورينا فتتقاطع فيها الخيوط لتتجمع في قرية صغيرة على بحيرة مريوط قرب بلدة راقودة التي أصبحت فيما بعد تُعرف باسم الإسكندرية في صراع متعدد الأطراف لشخصيات لعبت دورًا تاريخيًا بارزًا منهم قمبيز وأرتحششتا في فارس، وخفرع وأحمس في مصر، وبركليس في أثينا، وعزرا ونحميا ما بين بابل وأورشليم في واقع تتصارع فيه الأهواء والرغبات وتتدافع المصالح ، حيث يصطدم الحب والحقد والخيانة والوفاء، ويتلاقى ممثلو حضارات ورموز ثقافات في فترة من أهم فترات تاريخ منطقتنا.
(أينارو) هو فرعون مصري، من أصل ليبي كان يعيش مع أسرته في أكواخ مخروطة لليبيين الذين عاشوا في منطقة الدلتا، وتشكل القبائل الليبية التي عاشت في تلك المنطقة البقية الباقية التي نجت من ظلم (أحمس) والجزء القليل من الليبيين الذي هاجروا لمصر وعاشوا فيها ، حيث تبدأ الرواية عندما يفاجأ ملك الفرس قمبيز بأنّه خدع من قبل الفرعون المصري (أحمس) الذي زوّجه من ابنة فرعون آخر هو (خفرع) على اعتبار أنها ابنته هو، والابنة (نتت) لم تصارحه بالحقيقة إلا بعد تعلمها اللغة الفارسية لتخبره بالحقيقة دون مترجم أو وسيط ، فيقرر الانتقام ويعلن الحرب على (أحمس) الذي خدعه ويشرع في استشارة وزرائه، وبعض الهاربين من فرعون مصر واللائذين بحماه ليجمع المعلومات حول الفرعون، وجيشه وعدته، والطرق المواقع المهمة الكفيلة بإسقاطه.
2- رواية حلق الريح – صالح السنوسي
تدور الرواية حول شخصية أسطورية وهي “سليمان الأعرج” العائد من جزر الكهرمان حيث تختلف آلاف الروايات الشفهية حول تاريخ هذه العودة، وتبدأ الأحداث مع زواج أبو قيلة الأعرج من ميسونة ابنة الفقيه الزيتوني رابع زوجاته، ويلي هذا الزواج حدث خطير، وهو قرار أبو قيلة محاربة تركيا وانتصاره على الإسبان ولكن الأتراك ينتصرون عليه في نهاية الأمر، وكرد فعل أمام هذه الهزيمة يتم نفيه بدلاً من قتله، ولكنه يترك خلفه نبوءة بأنّه سيعود واحد من نسله، لكي يقود الريحيين للنصر على النصارى والترك، وأمارة عودته أنه سيكشف سر خبأه أبو قيلة في أرضهم.
3- مجموعة قصصية “الخيول البيض” -أحمد يوسف عقيلة
في الريف والقرية تدور مجموعة من القصص الخيالية والأسطورية يقدمها لنا عقيلة في إطار ميثيولوجي؛ حيث نجد الفلكلور والتراث وعلم الأساطير تحتوي المجموعة 23 قصة قصيرة، صدرت عام 1999 وتعد أول إصدارات الكاتب وترجمت إلى اللغة الفرنسية وبعض قصصها إلى اللغة الإنجليزية.
4- من مكا إلى هنا – الصادق النيهوم
الرواية الصادرة عام 1970 تتداخل فيها الأسطورة من خلال حكايات بطل رواية من مكة إلى هنا الزنجي مسعود الطبال الذي يمتهن الصيد، ومن خلال هذا العمل الأدبي نبحر مع الطبال في زوارق الصيادين ونعرف قصة الطبال المشوقة مع سلاحف البحر، ونتعرف على خلفيات الصراعات العرقية التي تطال الإنسان ليس على البر فقط بل تلاحقه بين أمواج البحر أيضًا.
5- رواية نزيف الحجر – إبراهيم الكوني
تقدم الرواية صورة تفصيلية لحياة الطوارق في الصحراء، وترصد مسيرتهم المعيشية، ويومياتهم المتوزعة بين صيد الغزلان وحراسة الرسوم والأحجار التي خلفها الأسلاف، ومواجهة الفيضانات التي يليها الجفاف وتظهر بين الأحداث الأسطورة في قصة الصراع الدائر بين شخصية قابيل في العلاقة الدموية بين الإخوة الأعداء؛ حيث استعار الكوني قصة قابيل وهابيل بحسب دراسة للكاتبة مديحة عتيق ترى فيها أن الكوني أسس نصّه الروائي عليها وأضاف تفاصيله فالأسطورة الأدبية لا تتحقق إلّا إذا غيّر المبدع فيها بحيث يشحنها بدلالات جديدة ويقدِّم من خلالها مشكلته الكبيرة ورسالة العمل.
________________________________
نشر بموقع بوابة الوسط